برنامج أطلس المغرب الذي يعده ويقدمه حميد المرجاني، من البرامج الثقافية التي ترحل بالمشاهد عبر ربوع المملكة لتستكشف أغوار المكنون الثقافي والتر اثي للمغرب ،كما يستكشف البرناج ما يزخر به المغرب من الاثار التاريخية والبيئية وقدم هذا البرنامج على القناة الثقافية أخيرا حلقة متميزة عن مظاهر التراث الثقافي بالصويرة. فمن خلال مجموعة من الربورتاجات، التي أنجزها حميد المرجاني رفقة الطاقم التقني للبرنامج تمكن المشاهدون من آكتشاف عوالم مختلفة مرتبطة بالمجال الثقافي للصويرة. وتعتبر حلقة البرنامج هذه محاولة لتثمين التراث الثقافي والرأسمال اللامادي، الذي تتميز به الصويرة خاصة أنها مدينة عرفت منذ تأسيسها بالانفتاح على كل الثقافات والتعايش والانصهار في ما بينها. وكان أول محاورللحلقة تسليط الضوء على مظاهر التراث الحرفي المرتبط بالصنائع التقليدية، التي تشتهر بها الصويرة ويأتي في مقدمتها النجارة بخشب العرعار، وكذلك ما يعرف ب»الدق الصويري» في مجال صناعة الحلي والمجوهرات الذهبية والفضية. أما ثاني محاور الحلقة ذاتها فخصصها البرنامج لمجال الفن التشكيلي بالصويرة باعتبارها فضاء له مجموعة من الخصائص، كما أنه يشكل مصدر إلهام لعدد من الفنانين سواء من أبنائها أو من خارجها وحتى للفنانين الأجانب. ومن خلال ربورتاج رصد البرنامج كيف استطاعت الصويرة أن تكون فضاء للممارسة التشكيلية وللعرض، وذلك بالنظر إلى أن أزقتها تحتوي عددا من الأروقة وقاعات للعرض. وخصص المحور الثالث ضمن الحلقة نفسها للحديث عن أهمية المهرجانات الموسيقية التي تحتضنها الصويرة ودورها في خلق دينامية ثقافية، والتي من بينها مهرجان كناوة ومهرجان أندلسيات أطلسية. واستضاف البرنامج في الحلقة ذاتها عددا من الفاعلين في المجال الثقافي والفني والمسؤولين في القطاع ذاته، إلى جانب عدد من الحرفيين التقليديين من أجل الحديث في ما يخص المحاور الثلاثة. وتخللت الحلقة ذاتها جولة في عدد من الفضاءات الثقافية للصويرة، وذلك ارتباطا بالبعد الحضاري والتاريخي، سيما أن الفاعلين في المجال يعتمدون دائما على تاريخها. وجدير بالذكر أن «أطلس المغرب» برنامج مدته ست وعشرون دقيقة، يرمي إلى التعريف بالأبعاد الحضارية والثقافية للهوية المغربية، كما يرصد مظاهر التعدد الثقافي عبر مختلف جهات المغرب وعبر مختلف العصور والأزمنة. يذكر أن «أطلس المغرب» برنامج ثقافي يحاول في كل حلقة منه اكتشاف جوانب تاريخية وثقافية من مختلف جهات المملكة مع الحرص على مراعاة خصوصيات مختلف الروافد الثقافية.