سجلت مدينة القليعة نهاية الاسبوع الماضي ثلاث حالات انتحار فاشلة، استدعى الأمر نقلهم على عجل إلى المستشفى الجهوي بأكادير، حيث تم استقبالهم في حالة خطيرة بسبب تناولهما لمواد سامة في محاولة فاشلة للانتحار. وكانت الحالة الأولى تتعلق بشاب، في العشرينيات من عمره، يقطن بحي العزيب بمنطقة القليعة، التابعة إداريا لعمالة إنزكان أيت ملول، والذي كان يعاني من اضطرابات نفسية لازمته لمدة، وهو ما دفعه إلى شرب مادة سامة عبارة عن مبيد فلاحي، تطلبت نقله إلى المستشفى على وجه السرعة. أما الحالة الثانية فتخص فتاة حاولت وضع حد لحياتها، في نفس اليوم وبذات الحي، وذلك عبر شرب مادة سامة، والتي كانت قبل ساعة من محاولتها الانتحار قد ربطت اتصالا بأختها طالبة الصفح و"المسامحة" من والدتها، وأخبرتها أنها ستقدم على عمل لتغادر هذه الدنيا، وهو ما دفع أختها إلى إخبار العائلة وركوب سيارة أجرة نحو مقر سكناها، حيث داهمت أسرتها المنزل لتجد تدفق سائل "رغوة بيضاء" من فمها، مما استدعى نقلها إلى قسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، حيث خضعت للمراقبة الطبية وأجريت لها عملية غسل المعدة ليتم إنقاذها بأعجوبة. أما الحالة الأخيرة، حسب علمنا، فتتعلق أيضا بفتاة تقطن حي بنعنفر بمنطقة القليعة، والتي قامت بشرب " جافيل"، إلا أن والداها تدخلا وأرغماها على تقيئ الكمية التي شربتها ليتم إنقاذها. إن مثل هذه الحالات تستدعي طرح أكثر من علامة استفهام حول تنامي ظاهرة التعاطي للانتحار بمختلف ربوع المملكة، الشيء الذي يستوجب البحث عن أسبابها وطرق الوقاية للحد منها، مع فتح نقاش عمومي حولها، انطلاقا من القنوات العمومية والقائمين على الشؤون الدينية والبرامج التربوية والتثقيفية، فضلا عن ضرورة انخراط المجتمع المدني وجمعياته الحقوقية.