حالة من السعار أصابت الإعلام الجزائري بعيد الخطاب الملكي التاريخي بمدينة العيون، وهي الحالة التي تعكس بجلاء مدى التخبط والانحدار الذي بلغته الجارة الشرقية للمملكة. فبلغة مبتذلة تمتح من قاموس سوقي ومنحط اختارت بعض وسائل الإعلام الجزائرية المحسوبة على الطغمة الحاكمة في الجزائر مهاجمة المغرب ورموزه، حيث التجأت إلى لغة الوعيد والتهديد العلني والمبطن لتكشف عن عجزها الذريع في مسايرة الأمر الواقع الذي فرضه المغرب عليها، ولم تجد بدا من استخدام نفس الأساليب العتيقة وبنفس الخطابات البالية في محاولة منها للضغط على المغرب واستفزازه، ولكن هيهات.. ! وهكذا، خرجت جريدة الشروق بملف اختارت له عنوانا مخزيا ضم بعض التصريحات التي تقطر حقدا على المغرب، حيث ادعى ممثل ما يسمى جبهة البوليزاريو في المشرق العربي ، المدعو مصطفى الكتاب لصحيفة «الشروق» أن «خطاب ملك المغرب الذي حمل لغة «التهديد والوعيد والافتراء في حق الجزائر»، لم يخرج عن الخطابات الاعتيادية، حيث يستخدم لغة التهديد والاتهام كلما «وجد نفسه محاصرا من قبل الجبهة والمجتمع الدولي»،مضيفا بلغة تكشف مدى عمالته للنظام الجزائري الحاقد على المغرب أن»الملك يعلق فشله على شماعة الجزائر، وكأنها هي المتسببة في مأساة الصحراويين، المأساة سببها والده، والآن يواصل فيها... نقول للجزائر بلد المجاهدين والشهداء انه لا ينقصها كلام حاقد متعنتر»، والحال أن الرجل نسي كيف أن الجزائر هي من بات يعيش تحت وطأة طوق من العزلة المضروبة عليها، في ظل نظام مهترئ وبال يمكنه أن يتهاوى في أي وقت، وأضحى مثار سخرية من الجميع. كما أوردت جريدة «الشروق» تصريحا مثيرا للشفقة لما يسمى رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي،حيث وصف المدعو سعيد العياشي الخطاب الملكي التاريخي ب»الاستفزازي» ،مؤكدا أن «المغرب يحاول تحدي المجتمع الدولي، لهذا يستخدم خطابا استفزازيا، ولم يبق له اليوم «سوى الرضوخ للمفاوضات، والتي يجب أن تكون شفافة ومخلصة وعملية، وحينها يقرر الصحراويون لوحدهم إما الاستقلال أو القبول بالحكم المغربي أو الحكم الذاتي». وببلاهة منقطعة النظير، حاول العياشي أن يسل ولية نعمته من عمق المشكل بادعاءه أن «الجزائر ليست طرفا في النزاع، فما نقوم به في حق الصحراويين هو واجب الإنسانية والجيرة لا أكثر، وهو ما تفعله 21 منظمة غير حكومية، وذلك في سقوط مريع لكل المفاهيم والقيم، حيث إنه ودون أن يدري لفرط جهله، ساوى بين دولة هي الجزائر ومنظمات غير حكومية حسب وصفه، ولله في خلقه شؤون.. وبنفس الهزالة والضحالة الفكرية والبؤس الأخلاقي ، بادر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الجزائري إبراهيم بولحية إلى التهجم على المغرب ملكا وشعبا دون أن يرف له جفن، في تصريح مليء بالترهات والمغالطات التي لا يمكن أن يرددها إلا جاهل أو أحمق، ونسي هذا الذي يوصف بأنه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الجزائري أن المغرب في صحراءه، وأن الصحراء في مغربها، وعليه وعلى من يقف وراءه أن يشربوا البحر..