جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    أحمد الشرعي مدافعا عن نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية سابقة خطيرة وتد خل في سيادة دولة إسرائيل الديمقراطية    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الاعلام الإيطالي يواكب بقوة قرار بنما تعليق علاقاتها مع البوليساريو: انتصار للدبلوماسية المغربية    الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر    مؤتمر الطب العام بطنجة: تعزيز دور الطبيب العام في إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب    استقرار الدرهم أمام الأورو وتراجعه أمام الدولار مع تعزيز الاحتياطيات وضخ السيولة    السلطات البلجيكية ترحل عشرات المهاجرين إلى المغرب    الدفاع الحسني يهزم المحمدية برباعية    طنجة.. ندوة تناقش قضية الوحدة الترابية بعيون صحراوية    وفاة رجل أعمال بقطاع النسيج بطنجة في حادث مأساوي خلال رحلة صيد بإقليم شفشاون    أزمة ثقة أم قرار متسرع؟.. جدل حول تغيير حارس اتحاد طنجة ريان أزواغ    جماهري يكتب: الجزائر... تحتضن أعوانها في انفصال الريف المفصولين عن الريف.. ينتهي الاستعمار ولا تنتهي الخيانة    موتمر كوب29… المغرب يبصم على مشاركة متميزة    استفادة أزيد من 200 شخص من خدمات قافلة طبية متعددة التخصصات    حزب الله يطلق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل وبوريل يدعو من لبنان لوقف النار    جرسيف.. الاستقلاليون يعقدون الدورة العادية للمجلس الإقليمي برئاسة عزيز هيلالي    ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين    توقيف شاب بالخميسات بتهمة السكر العلني وتهديد حياة المواطنين    بعد عودته من معسكر "الأسود".. أنشيلوتي: إبراهيم دياز في حالة غير عادية    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    مع تزايد قياسي في عدد السياح الروس.. فنادق أكادير وسوس ماسة تعلم موظفيها اللغة الروسية    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    ترامب الابن يشارك في تشكيل أكثر الحكومات الأمريكية إثارة للجدل    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في انتظار اختلال موازين القوى.. حرب بلاد الشام وسراب البحث عن حل سياسي.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 03 - 11 - 2015

تتواصل على أرض الشام الحرب التي إنطلقت في شهر مارس 2011 وليس هناك مؤشر عن قرب نهايتها ولكن الأمر الثابت الآن هو أنه لم يعد يمكن لأحد أن ينكر أنها أصبحت دولية. وبينما تتواصل هذه الحرب يكثر الحديث عن أنه لا يمكن حسمها سوى سياسيا، وتجري من حين لآخر إجتماعات ولقاءات سرية وعلنية لبحث سبل التسوية ولكن لا يتولد غير السراب وتستعر المواجهات أكثر.
كان هناك إجتماع جديد حول التسوية يوم 30 أكتوبر 2015 في العاصمة النمساوية فيينا شاركت فيه سبعة عشرة دولة إضافة لممثلي كل من الأمم المتحدة و الاتحاد الأوروبي، وتم الإعلان عن الاتفاق على العمل من اجل تحقيق وقف اطلاق النار وإبقاء الأراضي السورية موحدة و العمل على حل الأزمة السورية بالحوار السلمي.
إتفاق فضفاض يشكل سرابا ككل ما سبقه، لأن أطراف الصراع الرئيسية لم تتخل عن مشاريعها وبرامجها خاصة تلك التي تتجاوز حدود بلاد الشام.
قال البعض أن العقدة الرئيسية التي تواجه التوصل إلى إتفاق هي إصرار معسكر على رحيل الرئيس بشار الأسد في حين يرفض المعسكر الآخر هذا الطرح ويؤكد أن مصير من يحكم سوريا هو الشعب السوري وليس القوى التي تحارب مباشرة أو بالوكالة حكومة وجيش دمشق.
دولة ممزقة
كتبت ليز دوسيت كبيرة مراسلي ال "بي بي سي" يوم 31 أكتوبر 2015:
قال لي مسؤول دبلوماسي عربي رفيع المستوى بالمنطقة: "لم تعد فكرة مغادرة الرئيس بشار الأسد للسلطة قبل بدء عملية انتقالية فكرة منطقية"، وأضاف: "إذا غادر فجأة فإن نحو ثلثي قادته سيرحلون معه وستنهار سوريا".
ومن الصعب تجاهل الخطر الذي سيمثله وجود دولة أخرى ممزقة في الشرق الأوسط على الكثير من الأطراف وليس كلها حيث أن هناك من يريد تمزيق سوريا في نطاق مشروع أوسع يطلق عليه البعض مشروع الشرق الأوسط الجديد.
إذن هل تكون موجات الهجرة الجماعية للاجئين السوريين خلال الصيف المنصرم إلى أوروبا، وبدء روسيا في شن غارات جوية في سوريا في سبتمبر 2015 قد مهدت الأرض أمام أكثر الجهود الدبلوماسية تصميما ظاهريا باتجاه حل الأزمة السورية ؟.
وتتضمن الأفكار التي انبثقت من بعض العواصم العربية والغربية وقفا لإطلاق النار، وعفوا عن القوات من الجانبين، وحكومة انتقالية تضمن عملية انتقالية منظمة، تقود إلى صياغة دستور جديد وانتخابات.
وهناك حديث عن عملية انتقالية قد تستغرق عامين.
وتظهر بعض هذه الأفكار في تقارير عن اقتراحات تأتي من روسيا وإيران.
دمج منظومة من القوات المسلحة سيواجه صعوبات، إن لم تكن أخطارا، لكن هناك أمل في أن إصلاح المؤسسات المدنية قد يكون مطلبا أسهل.
وتتحدث مصادر عن مناقشات، تتضمن مطالب برحيل مجموعة من معاوني الرئيس الأسد، وتحديدا ما بين 10 و 15 شخصا.
وهناك أمل أيضا، في أن قيادات جديدة موثوقة ستظهر من المعارضة خلال هذه الفترة، لتحل محل الأشخاص الذين يفتقدون إلى التأييد داخل سوريا.
ونقل مسؤول رسمي شارك في المحادثات الأخيرة مع روسيا عن الروس قولهم: "أين المعارضة ؟ إذا كان بإمكانك أن تضمن لنا أنها قادرة على تحمل المسؤولية فلن نتشبث بالأسد".
ووجهت دمشق انتقادا لمؤتمر صحفي عقد في الرياض، نهاية شهر أكتوبر، بين كل من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الذي كان يزور البلاد، وصدرت فيه الدعوة لرحيل الأسد.
وأدان وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، هؤلاء "الملطخة أيديهم بالدماء"، والذين "يتحدثون عن الشؤون الداخلية لهذا البلد الذي كان وسيظل دائما حرا، ويملك قراره".
تقسيم إلى أربع دويلات
تفيد تقارير مصادر رصد في العاصمة الألمانية برلين أن الروس يدركون أن المطالب الأمريكية البريطانية الفرنسية برحيل الأسد تحمل في طياتها المخطط الثابت لتمزيق بلاد الشام.
هذا الأمر حذر منه اللواء محمود زاهر، الخبير الأمني والاستراتيجي، حيث قال أن من المطالب بإقصاء الرئيس السوري بشار الأسد، من منصبة بدون إجراء انتخابات رئاسية، تستهدف تقسيم سوريا إلى 4 مناطق، بما يؤثر على أمن الاقليم كله.
وأضاف: "يجب على الدول العربية رفض التدخلات التركية بشأن القضية السورية، والعبث بأمنها بعد أن ثبت تمويلها للمعارضة وخاصة الموصوفة بالمتطرفة التى باتت تمسك بالسلاح وتسيطر على غالبية الأراضي غير الخاضعة لحكومة دمشق".
وأوضح زاهر أنه يجب على العرب أن يدركوا أن أمن سوريا مرتبط بأمنهم، لذلك يجب أن تكون هناك حلول تكاملية عربية تهدف إلى التوصل لحل سلمي في سوريا، والتخلى عن دعم التدخل العسكري الغربي.
وقال زاهر إن التدخل التركي يستهدف دول الخليج العربي، ويهدد المنطقة بالدخول فى مواجهات أعنف لن تجنى منها إلا الدمار.
ولفت زاهر إلى أن الأوضاع في سوريا شهدت تدخلات أمريكية تركية أسفرت عن حالة الخراب الموجودة الآن، مردفا أن المعارضة فى سوريا حملت السلاح وحولت نفسها إلى جماعات تمرد بدلا من الجلوس على مائدة حوار لتباحث الأوضاع وتحديد المطالب.
حرب بالوكالة
كتب د. عبدالله السويجي في صحيفة الخليج الصادرة بالأمارات العربية يوم 2 نوفمبر 2015:
الحرب التي تبدأ بالوكالة تنتهي بالوكالة، هكذا يقول المنطق. يقولون إن الحرب في سوريا هي حرب بالوكالة، ورغم ذلك، ليس بالضرورة أن ينطبق عليها المنطق السابق، حيث له في هذه الحالة بالذات، استثناءات وحيثيات في مساره، ومنها وجود أطراف غير معروفة في المعادلة، أو على الأقل، لم يتبناهم أحد حتى الآن، وإن تواردت الأخبار عن تلقيهم أسلحة من هنا ودعما من هناك، وهؤلاء الداعمون بالسلاح والمال، لن تكون لديهم الشجاعة للتحدث باسم تلك الأطراف، ومن غير المتوقع أن تتجرأ دولة وتتحدث باسم "داعش" أو جبهة النصرة مثلاً. وهاتان المجموعتان، وإحداهما تتصرف كدولة، هما الجزء الاستثنائي في المعادلة الذي سيفسد منطقها، وسيفشل أي نهاية للحرب، في حال لم يكونا محسوبين على أي طرف بشكل كامل وحقيقي.
الحديث يتضمن حساسية قصوى عند التطرق للأزمة السورية، حيث اللاعبون الواضحون قلة، واللاعبون على الأرض كثر، ومنهم أكثر من ستين تنظيما ولواء وجبهة وجيشا، ولا أحد يدري على وجه الدقة من سينوب عنهم في الاجتماعات التي ستبحث في نهاية الأزمة السورية، لأننا لو قلنا إن روسيا وإيران ستتحدثان باسم النظام السوري، لا يمكننا القول إن الولايات المتحدة ومن معها سيتحدثون باسم "داعش" وجبهة النصرة والجيش الحر والألوية الأخرى.
ومن جهة ثانية، فإن حضور هذه الأطراف كممثلين عن المعارضة المعتدلة، يبقي الاجتماع ناقصا ولا يرجى منه أي تقدم، ولن يفضي إلى حل، إذ الاجتماعات في حاجة إلى ممثلين عن المقاتلين المتطرفين.
ومن ناحية ثانية، إذا كانت هذه الدول تمثل المعارضة، أي المسلحين الذين يقاتلون النظام، وفي الوقت ذاته، تصنف روسيا جميع هؤلاء بالإرهابيين، فإن المنطق يقول إن روسيا تجلس للتفاوض مع الإرهابيين، وهو كلام غير دبلوماسي وغير دقيق.
أما إذ كان الاجتماع يدور حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، فالأمر أيضا يحتمل النقاش، إذ لا يوجد ممثل مباشر عن الأسد، ولا يوجد ممثل مباشر عن الائتلاف السوري الذي من المفترض أنه سيحل محل الأسد، وفي الوقت ذاته، فإن موقف السعودية معروف تجاه الأسد، وأعلنه وزير الخارجية مراراً، والموقف الروسي معروف أيضا.
ولنفترض أن الروس لديهم ضمانات بشأن تنحي الأسد بعد ستة أشهر أو سنة على سبيل المثال، فهل سيتم تشكيل جبهة من الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا، لمحاربة المتطرفين وتمكين الجيش السوري الحر من التحكم بالبلاد! وقد طرح الجيش السوري الحر نفسه منذ البداية كجهة ستحترم الجميع وسياسته، أقرب إلى العلمانية لاستيعاب جميع الأطياف، فهل هذا الأمر سيرضي تركيا التي سهلت دخول المقاتلين المتطرفين إلى الأراضي السورية؟ وماذا بشأن حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري، هل سيتم استثناؤه من الحرب وسيعود إلى لبنان، أم أن الضربة ستطاله وتطال لبنان بأكمله، وبهذا يكون الحلف الجديد قد فتح جبهة جديدة للقتال، وبذلك تكون قد دخلت المنطقة كلها في أتون حرب لا تنتهي.
تركيا التي حجزت لنفسها مقعدا في المفاوضات يتصف موقفها بالغامض، فقد مهدت الطريق لنشوء قوة متطرفة قوية وخطرة في سوريا، ظناً منها أن الإخوان المسلمين قد يلتقون مع "داعش" في بعض الخطوط، إلا أنها وجدت نفسها تشير بأصابع الاتهام إلى "داعش" في التفجيرات التي ضربت أنقرة قبل فترة وجيزة، وتخوض حربا، لا يغطيها الإعلام، في منطقة ديار بكر، ضد حزب العمال الكردستاني ثم إنها أعلنت محاربة "داعش" في الوقت نفسه، وهما عدواها، كما أعلنت لاحقا، واتهمتهما في انفجارات أنقرة، وجلبت لنفسها تهكم المعارضة التركية، إذ كيف يمكن أن يلتقي "داعش" وحزب العمال الكردستاني، في تنفيذ عملية مشتركة ضد تركيا وضد الأكراد معا؟ ونسأل، من تمثل تركيا في مؤتمر جنيف حول سوريا؟ هل تمثل المسلحين المتطرفين "داعش والنصرة وغيرهم"؟ أم تمثل الإخوان المسلمين؟ أم أنها تشارك بصفتها جارة ملاصقة لسوريا؟.
أما روسيا، فلديها قناعة بأنها تخوض حربا استباقية وتريد المحافظة على استثماراتها ومصالحها في سوريا والشرق الأوسط، وأحدث تصريحات الكرملين أنها لا تخوض حربا من أجل الأسد، لأن الشعب السوري هو من يقرر مصير الأسد.
القضية متشابكة حد الغموض وسهلة حد البساطة، شرط أن يكشف اللاعبون الرئيسيون، أي المجتمعون إلى جانب إيران، مواقفهم ونواياهم الصريحة، وهذا لن يحدث أبداً، بعد أن قدم "داعش" نفسه بهذه الصورة الإجرامية والفهم المغلوط للإسلام، وهناك شرط آخر، أن تتوقف الحرب بالإنابة أو يتم إعلانها بوضوح، حتى يكون هناك بعض التبرير للمجتمعين في جنيف وغيرها.
لقد تحدثنا عن التشابك ونسينا عمدا الوضع في العراق، حيث يخوض الجيش العراقي والحشد الشعبي حربا ضد "داعش" بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الحرب المطاطة غير المفهومة حتى الآن من حيث المسارات والنتائج، فمرة تهب فجأة، ويتم التجييش لها، وفجأة تصمت صمت القبور، أو تتذرع بصعوبة الطقس، أليس العراق جديرا بالجلوس إلى جانب المجتمعين في جنيف، على الأقل، لأن هناك شريحة من العراقيين تحارب في سوريا إلى جانب النظام.
نحن لا ندور في حلقة مفرغة، لكن أريد لنا أن نبحث عن قشة في غابة متشابكة مليئة بالصيادين الذين يعملون لحسابهم الشخصي، وآخرون يعملون لجهات أخرى، والمطلوب تنظيف الغابة من الصيادين وتجار "العاج"، وبعدها لكل حادث حديث.
استباحة أمة
منذ سقوط البوابة الشرقية للمنطقة العربية تحت الإحتلال الأمريكي في 9 أبريل 2003، والمنطقة تشهد حالة فوضى وتشرذم وصراعات مكنت القوى الإستعمارية القديمة من نشر الفوضى الخلاقة في ليبيا وسوريا واليمن وتم تقسيم السودان بينما تواجه تونس ومصر حركات إرهابية خطرة تنشط تحت غطاء شعارات دينية هدفها استقطاب الشباب المصاب بالهزال الفكري، هذا الشباب الان ينتحر في اسواق هذا المكون املا بانهار العسل والخمر وحور العين ..يفجرون مساجدهم ويقتلون اطفالهم ونسائهم ....وعلى الجانب القريب تقف اسرائيل تستبيح نسائهم و شبابهم بالقتل والتهجير ...هذا الشباب لا يستطيع رؤية هذا ولا يستطيع رؤية الخيبة والفشل الذي وصلت له بلدانهم ..ويوهمون انفسهم انهم يخوضون في ثورة ولا ندري اية ثورة هذه التي لا نظرية لها ولا حتى ادباء او قادة او فلاسفة وهم لا يعلمون انهم يخضعون الى شبح المترينخيه ...هذا الشباب الفاشل المنتحر املا في أوهام واساطير.
عندما يفرغ الموت من معناه وتألف الشعوب أهوال العنف الذي يتجاوز مشاهد الانهيارات، تصبح الحضارة أية حضارة مهما عظمت عاجزة عن الاستجابة، فتسقط في الانحطاط.
وغالبا ما يتم هذا الانحطاط نتيجةً لأزمات داخلية تبعث نحو معارك وحروب أهلية قاسية أو نتيجةً لاجتياحات خارجية يولع الوضع العسكري والقومي بالتطرف الوحشي الذي يستدعي مخلفات الثقافة الموروثة من عهود الازدهار الوهمية وحقباتها، فكيف إن تلازمت الاجتياحات والحروب في بقعة العرب كما هو حاصل اليوم؟ قطعا تنذر الحضارة فعلا بالانتهاء وتصبح سطرا في موسوعة.
خارطة "الشرق الأوسط الجديد"
جاء في تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية يوم 29 أكتوبر 2015:
يتوالى الحديث منذ العقد الأخير من القرن الماضي عن مشروع خارطة لشرق أوسطي جديد تتحكم في رسمها قوى دولية وإقليمية، لها مصالح مباشرة في المنطقة، متجاهلة أصوات الشعوب وحقائق التاريخ والجغرافيا.
وطبقا لتحليلات العديد من المحللين العرب والغربيين فإن هدف هذا المشروع الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه بمساعدة دول غربية وإسرائيل منذ سنوات، هو تقسيم منطقة الشرق الأوسط أو إعادة تشكيلها، طبقا لخطة محددة، لإجهاض أي مشروع لقيام وحدة بين دولها العربية.
واعتقد كثيرون في العالم العربي أن زمن وضع الخرائط مسبقة الإعداد قد ولى عندما اندلعت ثورات الربيع العربي ابتداء من نهاية عام 2010 في تونس. وبدا لهم أن تلك الثورات الشعبية خطوة أولى على طريق قيام وحدة عربية تمتد من المحيط إلى الخليج.
غير أن تلك الثورات اتخذت منحى مغايرا للطموحات الديمقراطية لشعوبها، وتحولت الى حروب أهلية وطائفية تحصد الأرواح في كل من ليبيا واليمن وسوريا يضاف إليها العراق الغارق في أزماته المتتالية منذ الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003.
وأضحى التقسيم الخطر الأكبر الذي يتربص بهذه الدول مع استيطان مقاتلي تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الاسلامية" أجزاء من أراضيها.
الآن وقد وصلت دول العالم العربي إلى ما وصلت إليه من تقسيم وتشرذم وعجز عن أخذ زمام المبادرة بيدها، بدأ البعض يرى، وإن بطريقة غير مباشرة، أن عناصر خطة تقسيم العالم العربي، طبقا لخارطة الشرق الأوسط الجديد، اكتملت وأن مرحلة التنفيذ على أرض الواقع مسألة وقت فقط.
مديرا جهازي الاستخبارات الفرنسي والأمريكي أدليا بتصريحات يوم الثلاثاء 27 أكتوبر تصب في هذا الاتجاه.
ففي مؤتمر حول الاستخبارات نظمته جامعة جورج واشنطن، في العاصمة الأمريكية، قال مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باغوليه "إن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة... سوريا مقسمة والنظام لا يسيطر إلا على ثلث مساحة البلاد... وتنظيم "داعش" يسيطر على المنطقة الوسطى... الأمر نفسه ينطبق على العراق...لا أعتقد أن هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق".
وأعرب باغوليه عن "ثقته" في أن "المنطقة ستستقر مجددا في المستقبل لكنها ستكون مختلفة عن تلك التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية".
وزكى هذه النظرة نظيره الأمريكي جون برينان الذي قال: "عندما انظر إلى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن يصعب علي أن اتخيل وجود حكومات مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية.... الحل العسكري مستحيل في أي من هذه الدول".
يجري هذا فيما تواجه الدول العربية في الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ما تعتبره تحديا ايرانيا في كل من اليمن والبحرين بدعم طهران للشيعة في البلدين.
وفيما يبدو أن التطورات الميدانية في الدول الأربع المشتعلة خرجت عن نطاق سيطرة الجامعة العربية منذ سنوات تبقى الدول العظمى دوليا والكبرى إقليميا الماسكة بخيوط مستقبل الشرق الأوسط.
ثروات الشعوب
التعريف الشائع للسياسة، باعتبارها فن الممكن، أحدث تغييرا في وظيفتها، وجعلها مرتبطة بقانون المنفعة. لقد غدت السياسة عملا برغماتيا، وغدت البرغماتية صفة ملازمة للسياسي الناجح.
تصيغ الدول سياساتها، بناء على جملة من المعطيات الذاتية والموضوعية، ويمارس السياسيون تنفيذ أجنداتهم، في الداخل والخارج بكل ما هو ممكن، وكل شيء مشروع من أجل تحقيق تلك الأجندات، فالقسر والإكراه، والتلويح بالجزرة والعصا، أدوات لا يتردد القادة السياسيون في استخدامها، متى ما مكنتهم من تنفيذ أهدافهم.
وعبر التاريخ، شنت الحروب من أجل تحقيق غايات سياسية محددة، وتشن الحروب عادة، عندما يفشل القادة السياسيون، في تحقيق أهدافهم، ولذلك تعتبر الحروب أعلى أشكال المفاوضات، وأكثرها سخونة، حيث يفرض الطرف الأقوى شروطه، من خلال فوهات البنادق. وعلى هذا الأساس، فإن الحروب هي في المجمل أدوات في خدمة السياسة، فرغم اختلاف النظريات وثرائها، حول أسباب اندلاع الحروب، لكنها في النهاية، ورغم اختلاف مساربها، تلتقي جميعا، عند السياسية كعامل رئيسي لاندلاع الحروب.
قيل في تفسير أسباب الحرب، إن الدول الكبرى، تشن الحروب من أجل السيطرة على ثروات الشعوب، وبشكل خاص المواد الخام، والاستيلاء على الممرات والمعابر الاستراتيجية، وينسحب ذلك على الحروب الاستعمارية، وقيل إنها تتم بدوافع دينية، كحال الحروب الصليبية، لكن آخرين، أصروا على أن الحروب تشن لأسباب اقتصادية، إما مدفوعة بنزوع التوسع، أو بسبب ندرة الموارد، وربط بعض المنظرين، أسباب الحرب بالأزمات الداخلية.
ومن خلال الرصد التاريخي، أنه ليس يكفي أن تكون القوة العظمي هي الأقوى اقتصاديا، بل إن الحرب شرط لازم، لتتويج هذه القوة، على رأس صناعة القرارات الأممية، وتأسيس نظام عالمي جديد. فهذا النظام يصنعه في الغالب المنتصرون، كما حدث في الحربين الكونيتين.
عودة التعددية القطبية، بعودة روسيا بقوة للمسرح الدولي، لن تكون استثناء عن القاعدة، فهذه العودة لن تكون حقيقية، ما لم تتوج بنصر عسكري حاسم، تحققه روسيا في ميدان أو أكثر، من ميادين الصراع الدولي، ولعل هذه القراءة تفسر لنا، أسباب الأزمة الأوكرانية، وأيضا التدخل الروسي في سوريا.
وفي كل الأحوال، فإن مجال الحرب هو السياسة، والعلاقة بين السياسة والحرب، هي علاقة جدل، ولسوف تستمر الحروب إلى الأبد، مادام صراع الإرادات مستمرا، معبرة عن اختلال في توازنات القوة، واختلافات في المواقف والرؤى السياسية.
الربح والخسارة
التدخل العسكري الروسي المباشر الذي بدأ يوم 30 سبتمبر 2015 لدعم حكومة دمشق، بدل بشكل جذري قواعد الصراع ولكنه لم يصل بعد إلى مرحلة تغيير موازين القوى بحيث يشعر الطرف الخصم أنه لا يمنكه ربح المعركة، وبالتالي يكون مجبرا على قبول حل سياسي ولو في غير مصلحته. ولهذا فإن الأشهر الستة القادمة ستكون حسب بعض المحللين حاسمة في من يربح ومن يخسر.
جاء في تقرير غربي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية في الثلث الأول من شهر أكتوبر:
تواجه الدول الغربية مأزقا في سوريا في مواجهة استراتيجية موسكو، لكنهم يستطيعون، بحسب خبراء، العودة إلى مواقعهم من جديد "إذا تعثرت الحملة العسكرية الروسية وتغلبت الحاجة إلى التعاون على الحسابات السياسية".
وفقد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة السيطرة في النزاع السوري، منذ بداية الضربات الجوية الروسية التي تتوالى بلا توقف وعرض القوة البحرية من قبل موسكو باستخدام صواريخ عابرة.
وقال مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس توماس غومار إن "الروس يقومون بإنشاء فقاعة فوق سوريا ويتحدون التفوق الجوي الذي كان يتمتع به الغربيون".
وتواصل طائرات التحالف غاراتها على سوريا لكن طائرات ال"سوخوي" الروسية تزعجها إلى درجة أنها اضطرت للتخلي عن بعض المهام باعتراف وزارة الدفاع الأمريكية نفسها.
وأطلق موسكو 26 صاروخا عابرا من سفن ترسو في بحر قزوين على بعد 1500 كلم عن الأراضي السورية، في خطوة اعتبرها غومار "رسالة سياسية واستراتيجية قوية جدا روسيا تقوم برفع قدراتها للردع غير النووي" بقدرة على الضرب في عدد من الميادين.
ويتابع الأمريكيون، بعجز، عمليات القصف الروسية للمعارضة السورية "المعتدلة" التي كانت تحاول تنظيم صفوفها من دون جدوى.
ورأى الخبير العسكري في معهد "رويال يونايتد سرفيسز" في لندن ايغور سوتياجين أنه كما حدث في جورجيا في العام 2008 واوكرانيا في العام 2014، يمتنع الغربيون عن الرد العسكري وهو الأسلوب الوحيد برأيه "القادر على وقف العمليات الروسية فورا".
أما المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في لندن جوليان بارنس داسي فرأى أن "لا أحد في الغرب يرغب في الدخول في حرب مع روسيا لأن التصعيد قد لا يؤدي سوى الى مزيد من العنف ومزيد من الهجرة".
أما مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية كاميل غران، فرأى أنه إذا لم تنجح المناورة كما خطط لها الروس "قد يلاحظون إلى أي درجة يُعاني الجيش السوري من ضعف على الأرض"، فقد يقررون "العمل على تقريب المواقف".
وأضاف أن الاستراتيجية الروسية التي ترتكز على دعم مفتوح للأسد واللجوء إلى القوة "ليست على درجة كافية من التركيز لتكون مجدية".
وتابع قائلاً إن "بوتين يعرف كيف يكون براغماتيا أيضا. ففي اوكرانيا نجح إلى حد ما في المناورة في مينسك "عملية السلام باعتقاده أنه في موقع قوة أو أنه يستطيع أن يحصل على المزيد خلال أكثر من ستة أشهر".
وإذا استعاد العمل الدبيلوماسي زمام الأمر، قد يستوحي أطراف الأزمة من الصيغة التي استخدمت في الملف النووي الإيراني أي مجموعة "5+1" "الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمانيا" التي تفاوضت مع طهران.
وأكد المحلل يوجين رامر من مركز الدراسات والتحليلات في مركز "كارنيغي" الأمريكي: "حان وقت إعادة العمل بهذه الصيغة التي أثبتت جدواها في أزمات أخرى كان يعتقد أنها غير قابلة للحل".
مقامرة البيت الأبيض
يواجه البيت الأبيض وهو يصارع من أجل حماية مشاريعه في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي مركزه كقوة عالمية مهيمنة تحديات كثيرة ومطالب من المحافظين الجدد لتصعيد المواجهة مع موسكو وتمرير مشاريع تقسيم بلاد الشام، ولكنه في نفس الوقت يخشى من كبوات مماثلة للتي واجهها بعد احتلاله للعراق حيث غرق في أزمة كادت أن تدمر إقتصاده. وكحل وسط تقوم واشنطن بإطلاق بالونات إختبار أخطرها إرسال قوات برية إلى سوريا وبعث مزيد من الأسلحة والمجندين الأجانب.
يوم 31 أكتوبر حذرت روسيا من احتمال اندلاع "حرب بالوكالة" في الشرق الأوسط بعد قرار الولايات المتحدة إرسال قوات خاصة إلى سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هذا القرار يزيد الحاجة للتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أن "أقل من 50" عسكريا سيقدمون "التدريب والمشورة والدعم" لمسلحي المعارضة السورية في القتال. وهذه هي المرة الأولى التي ستعمل فيها قوات أمريكية داخل سوريا بشكل علني.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة اتخذت قرارها بصورة "أحادية وبدون الرجوع إلى القيادة السورية".
وأضاف "أنا مقتنع أن أيا من الولايات المتحدة وروسيا لا تريد أي نوع من الانزلاق إلى ما يطلق عليه حرب بالوكالة. لكن بالنسبة لي من الواضح أن هذا الوضع يجعل مهمة التعاون بين الجيشين أمرا أكثر صلة".
وفي وقت لاحق، قال وزير الدفاع الأمريكي اش كارتر لصحفيين "الإستراتيجية ودورنا في الأساس هو تمكين القوات المحلية لكن هل يعرض هذا قوات أمريكية للخطر؟ هذا صحيح. لا شك في هذا".
ولم يستبعد كارتر نشر مزيد من القوات الخاصة في المنطقة، إذا نجحت المهمة الأولية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون ارنست أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أراد توفير دعم إضافي لمقاتلي المعارضة السورية الذين يحرزون تقدما في ساحات المعارك.
وأضاف ارنست "هناك حاليا قوات من المعارضة المعتدلة على بعد 72 كيلومترا خارج الرقة "معقل تنظيم الدولة". الرئيس مستعد لتكثيف العناصر الواعدة. إن هذا تكثيف لإستراتيجية ناقشها منذ عام".
علنيا وفي محاولة لنفي دعم حركة داعش يضع البيت الأبيض علنيا أمام حلفائه هدفين أساسيين للمستقبل القريب: تحرير مدينة الرمادي في العراق واحتلال مدينة الرقة في سوريا، والتي أعلنت عاصمة لدولة الخلافة الإسلامية. ولتنفيذ ذلك تعد أمريكا وحدات حماية الشعب الكردي للهجوم على الرقة بدعم ومساندة الائتلاف الجديد للمعارضة المعتدلة، ذاك الذي أنشئ برعاية البيت الأبيض.
ولكن تنفيذ هذا الأمر قد يفشل بسبب تفوق "الدولة الإسلامية" خاصة وأن القصف الأمريكي ضدها منذ أكثر من عام لم يضعفها بل استمر تزويده بالسلاح. كما يمكن ان تعيق تركيا تنفيذ العملية. لأن تركيا تنفذ في سوريا لعبتها السياسية الخاصة، دون إعارة حليفها الاستراتيجي أي اهتمام. وقد بذل البيت الأبيض جهودا كبيرة لإقناع أنقرة بالمشاركة بفعالية اكبر في مكافحة من سماهم بالمجاهدين عمليا وليس بالكلام، كما هو الحال منذ عدة سنوات. إلا أن تركيا لا تخفي ان هدفها الأول يكمن في محاربة الأكراد وهي تخشى أيضا وعلى ضوء العلاقات الخاصة بين المخابرات الأمريكية والتنظيمات المسلحة في سوريا من أن تقع في مصيدة المخططات الأمريكية المعدة لمنطقة الشرق الأوسط.
الواضح أن مخططي البيت الأبيض يتطلعون إلى تحويل سوريا إلى أفغانستان جديدة لموسكو، أي تكرار ما حدث للقوات السوفيتية في ذلك البلد الآسيوي خلال ثمانيات القرن الماضي.
لا أحد في واشنطن طرح احتمال استهداف الطائرات الروسية للجنود الأمريكيين الذين سيرسلهم أوباما علنيا إلى أرض الشام.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.