أقدم المدعو زكرياء المومني على تصرف أخرق حينما بادر بتمزيق جواز سفره المغربي على الهواء مباشرة إبان حديثه في قناة تلفزية فرنسية، والحقيقة أنني كنت أتوقع من السلطات العمومية المغربية أن تبدأ حينا في تفعيل مسطرة نزع الجنسية عن هذا الشخص الذي اقترف جرما خطيرا بأن مزق وثيقة تهم السيادة الوطنية، وأعلن من خلال ذلك عن شرعية قرار سحب الجنسية منه لأنه اختار تمزيق الوثيقة القانونية التي تربطه ككائن بهذه الجنسية. إن الشاب زكرياء المومني لم يكن قادرا على اقتراف هذا الجرم ما لم يكن يتوفر على جنسية بلد آخر، ولذلك فتصرفه لم يكن بهدف الاحتجاج الصادق ضد السلطات المغربية، لأن صدقية التصرف تربط بالتكاليف التي سيدفعها المحتج، والمومني ليس مستعدا للبقاء بدون هوية معينة، لذلك لم يفعل ما يؤشر على ذلك في السابق، أما والحال أنه أصبحت له جنسية أخرى فلا بأس بالإقدام على مسرحية تمزيق جواز السفر المغربي لتقديم صورة مغلوطة للرأي العام الوطني والدولي تفيد بأن زكرياء المومني لم يعد يشرفه التنقل بجواز سفر مغربي، والحقيقة أنه لم تعد له حاجة إلى هذا الجواز، لأنه ببساطة كبيرة أصبح يتوفر على جواز سفر دولة أخرى. وحينما نستحضر هذا المعطى فإننا نسعى إلى الكشف عن خلفيات ما اقترفه شخص يدعى زكرياء المومني. وطبعا سوء تدبير زكرياء المومني لملف قضيته جعل قضيته غامضة لدى الرأي العام الوطني، وإنه حينما اقترف جريمة تمزيق جواز السفر فإنما يزيد قضيته خسارة لدى الشعب المغربي. أعود إلى نقطة البداية وأدعو السلطات المغربية المختصة إلى تفعيل إجراءات نزع الجنسية عن هذا الشخص طبقا للقانون بعدما مزق وثيقة الهوية الرسمية، وشخصيا لم يعد يشرفني أن أتقاسم الجنسية مع شخص من هذه الطينة ومن هذا النوع.