سبق وأن أشرنا في كتابة سابقة الى ضرورة الإعلان عن الدخول التلفزي وما تحمله الهيئة المشرفة على الإنتاج والبرمجة من جديد يعوض تكرار الانتاجات السابقة التي أصبحت حديث العام والخاص بعد توقف نهائي عن إنتاج الجديد، وفجأة تباغثنا القناة الأولى بزنقة لبريهي مؤخرا ببث إعلاني مطول عن انتاجاتها الجديدة في مجال الدراما وبعناوين مثيرة ولقطات مذهلة وأراء أصحاب هذه الانتاجات من مؤلفين ومخرجين وممثلين وتقنيين والذين بحثوا بإسهاب عن تنوع المواضيع في هذه الانتاجات التي نأمل أن تكون في مستوى الإثارة المقدمة بها لنا، خاصة وأن ارتساماتنا الأولى عنها كلقطات اعلانية توحي بتطرقها لأنواع مختلفة من الطروحات الدرامية تقوم بأداء فصولها وجوه متألقة وأخرى شابة وبتصوير جد متطور ومشاهد ومواقع أحسن اختيارها. وبقدرما نثمن العمل الدرامي، الجديد والمكثف للقناة الأولى ومدى اهتمامها بمنح الأسبقية للعمل الدرامي، فلنا أن نتساءل عن الجوانب الأخرى التي مازال الصمت يهيمن عليها من قبيل إعادة النظر كليا في السهرات الفنية التي أصبح أغلبها مفبركا وحتى ما يقال عنه بالجديد فإنه سقط في نفس النمطية والوجوه التي ملها جمهور المشاهدين وفي نفس السياق ننبه إلى الإغفال المحير للفن الطربي المغربي من أغاني الرواد وموسيقى طرب الآلة (الأندلسي) والملحون والغرناطي وباقي أنواع الطرب الأصيل والحديث في الجديد المنتظر والذي مازال مسكوتاً عنه التطور الذي أصبح يفرض نفسه في نشرات الأخبار بمختلف لغاتها ولهجاتها والتي سقطت منذ مدة في النمطية والتكرار مع حتمية تقديمها على رأس كل ساعة لتفادي التأخر الحاصل حاليا في تقديم الخبر في حينه للمشاهدين، والعمل من جهة أخرى على تفادي بث المسلسلات التركية وغيرها بطريقة متتابعة كما هو حاصل الآن، وأخيرا العمل بتوقيت مناسب للبرامج الرياضية والثقافية والفنية والوثائقية الأكثر مشاهدة. وفي الأخير نتمنى أن يكون الإعلان عن الإنتاجات الدرامية بالقناة الأولى بداية لقطرات الغيث الذي نريد أن يحمل لنا غزارة الإنتاج في سائر المجالات من أجل التصالح مع المشاهدين المغاربة.