سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد تشديده على حاجة المغرب إلى دراسات سوسيولوجية وأنثربولوجية معمقة لمعرفة طبيعة التحولات التي تمسه في العمق: المندوب السامي للتخطيط يرسم صورة وردية لعيش المغاربة ويؤكد أن مستقبل المغرب تتحكم فيه البادية والمرأة
لم يفلح أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط في رسم صورة وردية للمغرب رغم تأكيده المستمر على التطور الملحوظ الذي عرفته الساكنة على المستويات كافة، خصوصا ما يتعلق بتحسن ظروف السكن وتزايد ولوج المغاربة إلى تملك مساكن أكثر تجهيزا بوسائل الراحة وأكثر اتساعا مقارنة بإحصاء 2004،وذلك في الوقت الذي أغفل فيه التطرق لقضايا شائكة يعاني جراءها المغاربة الأمرين،خصوصا ما يتعلق منها بالصحة ،مكتفيا بعرض بعض الأرقام التي تبرز التطور المسجل على مستوى التعليم الذي بات معمما بنسبة 94،5 في المائة لدى الفئة العمرية ما بين 7 و12 سنة، مع تسجيل تراجع ملحوظ في نسبة الأمية داخل أوساط النساء، وانخفاض معدل البطالة بنقطة واحدة منتقلا من 16،7 إلى 15،7 في المائة مقارنة مع إحصاء 2014. وكان لافتا خلال الندوة الصحافية التي عقدتها المندوبية السامية للتخطيط لتقديم النتائج الأولية للإحصاء العام للسكان والسكنى 2014 أول أمس الثلاثاء تشديد الحليمي على أن مستقبل المغرب تتحكم فيه مسألتان اثنتان بكيفية كبيرة وهما البادية والمرأة، معتبرا أن بلادنا في حاجة ماسة إلى دراسات سوسيولوجية وأنثربولوجية معمقة لمعرفة حقيقية لطبيعة التحولات التي تمسها في العمق. وفي هذا السياق، أوضح المندوب السامي للتخطيط أن أن معدل الدينامية الديمغرافية بالمغرب شهد تراجعا ملموسا من خلال تناقص معدل التزايد السكاني السنوي من 1،35 في المائة خلال الفترة ما بين 1994 و2004 إلى 1،25 في المائة بين 2004 و2014،فيما تراجعت نسبة الأطفال دون سن 15 سنة تحت تأثير تراجع الخصوبة منتقلة من 31 إلى 28 في المائة،مع تسجيل تزايد نسبة الشيخوخة داخل المجتمع،حيث ارتفعت نسبة الأشخاص البالغين من العمر 60 سنة لينتقل عددهم من 2،376 مليون نسمة سنة 2004 إلى حوالي 3،209 مليون نسمة سنة 2014. كما أوضحت النتائج الأولية التي أعلن عنها الحليمي أن عدد المتزوجين بالمغرب قد شهد ارتفاعا ملحوظا مع تراجع عدد العزاب،حيث تراجعت نسبة العزاب في صفوف الرجال من 45،7 سنة 2004 إلى 40،9 في المائة سنة 2014،فيما تراجعت نسبتهم في صفوف النساء من 34 إلى 28،9 في المائة، وذلك مقابل نسبة المتزوجين التي شهدت ارتفاعا ملموسا من 53 إلى 57،3 لدى الرجال،و من 54 إلى 57،8 في المائة لدى النساء. كما استقر متوسط عدد الأطفال لكل امرأة في حدود 2،21 طفل سنة 2014 مقابل 2،47 طفل سنة 2004،حيث أشارت نتائج المندوبية السامية للتخطيط إلى احتمال تقارب معدل الخصوبة بالوسط القروي مع نظيره بالوسط الحضري. وفيما يخص اللغات الوطنية،أوضح أحمد الحليمي أن أغلبية المغاربة يتحدثون الدارجة المغربية في المقام الأول،وذلك بنسبة 89،8 في المائة من مجموع السكان، فيما يتحدث نحو 27 في المائة منهم اللغة الأمازيغية،هذا في الوقت الذي بلغت فيه نسبة المغاربة المتعلمين البالغين 10 سنوات فما فوق الذين باستطاعتهم قراءة وكتابة لغة واحدة على الأقل ما مجموعه 99،4 في المائة، فيما تأتي اللغة الفرنسية في المرتبة الثانية بنسبة 66 في المائة متبوعة باللغة الانجليزية بنسبة 18،3 في المائة. وارتباطا بمحور الأسر والسكن، أكد المندوب السامي للتخطيط أن متوسط حجم الأسرة المغربية بلغ 4،6 أفراد خلال سنة 2014 مقابل 5،24 أفراد سنة 2004، منوها إلى أن ما نسبته 7،2 في المائة من الأسر (523،534 أسرة) تتكون من فرد واحد و 46،5 في المائة من الأسر،أي ( مليون و391 ألف و 785 أسرة) تتشكل من خمسة أفراد أو أكثر، مع الإشارة إلى أن إحصاء 2014 أبرز كيف أن ما مجموعه مليون و181 ألف و585 أسرة تسيرها نساء، 5،18 في المائة في الوسط الحضري و 8،11 داخل الوسط القروي.