يبدو أن بنكيران رئيس الحكومة لم يجد بدا من أن يكافئ العاطلين عن العمل مع قرب عيد الأضحى، لكن ليس بمساعدتهم على العمل أو إيجاد حل لمشاكلهم المستعصية، بل بممارسة أبشع مظاهر التعنيف والتنكيل بهم لينتهي مسلسل القمع بالاعتقال، حيث شهد شارع محمد السادس المقابل للبرلمان المغربي بالرباط، مساء يوم الخميس 10 شتنبر 2015، تدخلا عنيفا لقوات الأمن من شتى أصنافها، مستعملة القوة المفرطة لتفريق تظاهرة سلمية قامت بتنظيمها تنسيقيات الأطر العليا المعطلة، وتشهد شوارع الرباط احتجاجات أسبوعية للعديد من تنسيقيات المعطلين من حاملي الشواهد العليا، منذ أكثر من أربع سنوات، أي منذ دخول أعضاء حزب العدالة والتنمية لتدبير السياسيات العمومية، وتحملهم مسؤولية تدبير الشأن العام الحكومي، حيث يتمثل مطلبهم الأساس في إدماجهم بأسلاك الوظيفة العمومية وفق مرسوم وزاري كانت الدولة المغربية قد سنته إبان احتجاجات 20 فبراير، الذي يقضي بالإدماج المباشر لكل حاملي شواهد جامعية عليا قبل أن تجمده الحكومة الحالية التي يقودها حزب "العدالة والتنمية". وخلف هذا التدخل، توقيف أحد المعطلين،اسمه حفيظ القادوري، وتعنيفه قبل نقله على متن إحدى سيارات الشرطة والأمن ليتم إطلاق سراحه فيما بعد، إضافة إلى تسجيل إصابات في صفوف معطلين آخرين، بجروح متفاوتة الخطورة، ونهرت عناصر الأمن مواطنا أجنبيا كان متواجدا بعين المكان لحظة اعتقال المعطل المذكور، لمجرد أنه حاول الاستفسار حول الوضع، لتتدخل مواطنة مغربية قبل أن تلقى هي الأخرى نصيبها من السب والشتم من طرف أحد عناصر الأمن بالزي الرسمي، لتتدخل عناصر بالزي المدني من أجل تهدئة الوضع والاعتذار من المواطنة. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الأمنية بالرباط كانت قد اعتقلت يوم الأربعاء 9 شتنبر 2015، معطلين آخرين في تدخل لها باستعمال القوة لتفريق تظاهرة سلمية لهم كانت متجهة صوب البرلمان، قبل أن تطلق سراحهما في ساعة متأخرة من نفس اليوم، كما خلف نفس التدخل إصابات متفاوتة لدى عدد من المحتجين المطالبين بالشغل والعيش الكريم.