قد يتساءل الكثيرون عند الاطلاع على الأرقام المخيفة التي كشفت عنها الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية ، والتي أفادت أن 10 ملايين مغربية ومغربي مازالوا يعانون الأمية ، عن أسباب تجذر هذه الآفة في المغرب الذي نال استقلاله منذ ما يقرب عن 60 سنة ، باعتبار أن من التحديات التي خاضها مغرب الاستقلال تمكين الإنسان المغربي من حقه في التعليم، لكن ومع كل احتفال باليوم العالمي لمحاربة الأمية والذي يخلد يوم 8 شتنبر نجد الأرقام صادمة ، باعتبار أن الأمية هي من الإعاقات الشديدة التي ترسخ الفقر و الهشاشة وكل الظواهر الاجتماعية المقلقة ، وفي بلاغ صحفي للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية توصلت «العلم» بنسخة منه فان نسبة الأمية مازالت مرتفعة في المغرب كما هو الحال في معظم البلدان النامية ، فحسب دراسة وطنية تم انجازها في 2012 فان نسبة الأمية لدى السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات وأكثر تبلغ 28 في المائة وترتفع وفقا لإحصائيات المندوبية السامية للتخطيط إلى 38 في المائة لدى السكان البالغين 15 سنة وما فوق. وأشار بلاغ الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية إلىأن حصول المغرب على جائزة كونفوشيوس لمحو الأمية التي منحت له من قبل اليونيسكو سنة 2012لانجازاته في مجال مكافحة الأمية، وبالرغم من الجهود المبذولة في هذا المجال فان 10 ملايين مغربية ومغربي مازالوا يعانون من هذه الآفة ، ويتعين تقول الوكالة في بلاغها أن يصبح محو الأمية هم الجميع حتى يمكن القضاء عليها في أفق 2014-2024 داعية كافة المتدخلين إلى مضاعفة الجهود من اجل إطلاق نهضة جماعية ومتضامنة نحو مغرب متحرر من الأمية، وقد اختارت الوكالة شعارا كبيرا ومطولا لتحرير المغرب من الأمية وهو «الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمالية ، الالتقائية والاستمرارية في الجهود المبذولة والمشاركة والالتزام الجماعي من اجل تحقيق الأهداف المسطرة» ومن مهام الوكالة تدعيم وتطوير الشراكات في مجال محاربة الأمية والحرص على تفعيلها وتنفيذها وتحديد مصادر تمويلها وتعزيز التعاون الدولي إضافة إلى دعم وتشجيع البحوث والدراسات العلمية والجامعية في مجال محاربة الأمية والتعلم مدى الحياة. وحسب تقرير لمنظمة اليونيسكو فان عدد الأميين في العالم لا يزال جد مرتفع ولم ينخفض إلا بنسبة 12 في المائة منذ سنة 1990 و1 في المائة منذ سنة 2000. وما يقرب من 781 مليون شخص بالغ في العالم يفتقدون للكفايات القرائية اللازمة، وينضاف الى هذا الرقم ما يقارب 250 مليون طفل لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ، ويواجهون صعوبات كبيرة لولوج أسواق الشغل.