حدث غير معهود عرفته مدينة أمليل بعد زوال يوم الثلاثاء فاتح شتنبر، تظاهرة جماهيرية حاشدة تجوب الشراع الرئيسي، وتتوقف أمام سرية الدرك الملكي، وذلك احتجاجا ضد أفراد الدرك الذين انهالوا على أحد المواطنين بالضرب حتى الموت . أسرة الضحية وعلى رأسها الأم زهرة،تتقدم المتظاهرين ،حيث رفعت شعارات تطالب بالكشف عن حقيقية هذه الجريمة النكراء التي راح ضحيتها مواطن أعزل،كان يصارع التزمن من أجل قوته اليومي،بالإضافة إلى شعارات عامة مطالبه برفع الظلم الذي يتعرض له المواطنون من قبل بعض المسؤولين المحليين ورفع التهميش والإقصاء عن المنطقة.. وقد رفع المحتجون العديد من الشعرات ضد أفراد سرية الدرك بواد أمليل،من قبيل "القتال سير بحالك ..واد أمليل ماشي ديالك" و"القبطان سير بحالك ..واد أمليل ماشي ديالك" و"الشعب يريد من قتل الشهيد"... ويذكر المواطنون أن العمل الإجرامي الذي قام به أفراد الدرك ،جاء بتواطؤ مع رئيس المجلس البلدي الذي تربطه علاقة وطيدة برئيس سرية الدرك،وجاء تدخل رجال الدرك وقيامهم بحملة تفتيشية ليلة يوم الاثنين على خلفية وشاية كاذبة وخبر زائف روج له رئيس المجلس البلدي،بالادعاء بوجود مجموعة أفراد من البلطجية قدموا من مدينة فاس وأغرقوا التجمع السكاني لواد أمليل،بهدف التأثير على الحملة الانتخابية،وهو الأمر الذي انكشفت خلفياته الخبيثة،حيث الهدف تشويه سمعة أبناء فاس،وإلهاء السلطة وأبناء واد أمليل عن المناورات والدسائس التي يقوم بها الرئيس لاستدامة جبروته وطغيانه وفساده. وفال شهود عيان إن أربعة رجال درك دخلوا إلى إحدى المقاهي،في إطار حملة تفتيشية،وطلبوا من المرحوم البطاقة الوطنية إلا أنه لم يكن يحملها معه،فأمروه بمرافقتهم فامتنع،فقاموا بإخراجه بالقوة،وانهالوا عليه بالضرب المبرح أمام الملأ ،فسقط منهارا ،ثم حملوه مثل الخروف،ووضعوه في سيارتهم،واتجهوا به نحو مركز الدرك،حيث لقي مصرعه في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء. وأكد السيد ميمون محمد أنه شاهد بأم عينيه واقعة اعتداء رجال الدرك على المرحوم حميد بوهز،وهي نفس الشهادة التي أدلى بها السيد عبدالرحيم الفتوحي. وصرح ابن عم الضحية أنه طلب من رجال الدرك حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا أن يسمحوا له بحمل بعض الأكل لابن عمه الذي يوجد رهن الاعتقال،إلا أنهم رفضوا،وطلبوا منه تأجيل هذا الأمر إلى وقت لاحق ،ولم يخبروه حينها بأنه فارق الحياة. وأكدت بعض الشهادات الأخرى أن رجال الدرك بواد أمليل وفي مقدمتهم رئيس السرية،معروفون بقسوتهم واستعمالهم للضرب والعنف في حق المواطنين قد توجه إليهم بعض التهم كالاتجار في المخدرات وتبادل الضرب والاعتداء كما حصل بالنسبة للسيد دراجو الذي اعتقل قبل فترة الانتخابات المهنية بتهم الاعتداء على سائق إحدى الشاحنات، لكنه تمكن من الفرار ،وتم إلقاء القبض عليه في أحد الحمامات العمومية،وأشبعوه ضربا وركلا في جميع أنحاء جسمه.. وقالت السيدة زهرة أم الفقيد،وهي في حالة انهيار نفسي،إنها تطالب بفتح تحقيق نزيه حول ظروف وملابسات اعتقال ابنها،ومعرفة من كان وراء وفاته،كما أنها ترجو من الله أن ينزل عقابه بالمجرمين الذين قتلوه،مضيفة أن الأسرة سترفض تسليم الجثة ما لم تحدد الأسباب الحقيقية لوفاة ابنها الذي كان يعيش حياة طبيعية مثل أقرانه،ولم يكن يشكو من أي مرض،وأنه كان يعمل من أجل كسب رزق يومه وإعالة أسرته التي فقدت الأب المعيل منذ سنوات.. وقد حاول موقع "استقلال أنفو" الاتصال أكثر من مرة برئيس سرية الدرك الملكي،من أجل الاطلاع على وجهة نظره بخصوص هذه القضية إلا أن الدركي الموجود بالبوابة كان يرد بأن الأمر متعذر، بسبب انعقاد اجتماع طارئ حول هذا الحادث،يضم القيادة الإقليمية للدرك ومسؤولي القضاء والسلطة المحلية وأفراد السرية ..