قد يبدو العنوان مستفزا وصادما، لكنها الحقيقة عارية كما يعرفها الجميع وكما يقبل بها مدبرو الشأن المحلي، وترفضها الإرادات الحرة التي تشهد كيف يتقهقر المشهد الحضري للخميسات في إتجاه "البداوة"، بحيث تحولت عملية "ترييف" المدينة، من نتيجة طبيعة للدرجة الصفر في التدبير، إلى سياسة ممنهجة تعبر بوضوح عن إفلاس المقاربات التنموية للمجال وللإنسان. نخوض اليوم كهيئة سياسية وأخوض كمناضل، استحقاقا انتخابيا محليا جديدا في الخميسات،التي عرفت باستمرار ومنذ عقود أبشع أنواع التلاعب بإرادة الناخبين، وعرفت كمختبر لإفساد العمليات الانتخابية من قبل "أعيان"، كان من المفترض فيهم أن يكونو جدار الصد الأول للدفاع عن مصالح هذه البقعة من الجغرافية التي تحتضننا، فإذا بغالبيتهم المطلقة، يتحالفون في الضفة المعاكسة لمصالح المدينة ومستقبل أبنائها، حيث نعيش اليوم حملة إنتخابية في مواجهة مع عدد من أيتام هؤلاء الأعيان، الذين يواصلون بحماس وجرأة كبيرتين، مسلسل إفساد المنافسة الإنتخابية وتوظيف الأموال المشبوهة للتأثير على حرية الإختيار لدى الناخبين، مراهنين على الفقر وعلى سياساتهم التدبيرية التي همشت عددا كبيرا من الأحياء، بهدف إبتزاز ساكنتها مع كل إستحقاق إنتخابي..، كما نعيش اليوم "منافسة" مع "أعيان الصدفة"، ممن صنعوا ثروات مجهولة المصدر ويعملون على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، مراهنين على إعادة إختراع "عجلة الفساد". ليس قدرا أن تعيش الخميسات على أجور الموظفين، ومعاشات المتقاعدين، وتحويلات المهاجرين، وبعض من الفلاحة المعيشية.. ولا قدر أبنائها وبناتها أن يغادروا في إتجاه طنجة وبوزنيقة والدارالبيضاء والقنيطرةوالرباط وغيرها من باقي المدن المغربية للبحث عن لقمة العيش، ولا قدرا أيضا أن تعيش ساكنتها بلا فضاءات للترفيه ولا مساحات خضراء ولا مرافق لإحتضان مواهب الشباب والأطفال، كما أنه ليس قدرا أن يغادر الخميسات بناتها و أبناؤها في مقتبل العمر، لمجرد أنها لا تتوفر على مؤسسات جامعية ويصعب عليهم العودة إليها، لأنها لا توفر لهم فرصا للشغل، فتكون هجرتهم بلا أمل في الرجوع..ولا قدرا أن تسرق أحلام المتفوقين من بناتها وأبنائها ممن لا تسعفهم ظروف أسرهم المادية على الإنتقال إلى الرباط أو القنيطرة، فيخفضون مستوى طموحهم أو يغادرو مقاعد الدراسة بلا رجعة.. ليس ذلك قدرا، لأن المجالات تتطور بإرادة مدبري الشأن المحلي، وعندما تتطور المجالات فهي تقدم أجوبة إقتصادية وإجتماعية وحضارية للمواطنات والمواطنين، الذين يتفاعلون مع المجال بالعطاء والوفاء، وأن ما يتحقق في المدن المجاورة للخميسات هو نتيجة طبيعية لوجود الرؤية والإرادة والكفاءة، للإرتقاء بالمجال والإنسان، وهو ما إفتقدته الخميسات لسنوات عديدة. لذلك ليس علينا اليوم أن نكون إستثناء، حيث القاعدة هي المدن الصاعدة والمتنافسة على مستوى المظهر الحضري، وأيضا على مستوى الأجوبة الإقتصادية الكفيلة بتقديم جواب عن الطلب الإجتماعي المتصاعد، هنا بالضبط توجد الديمقراطية والاستقرار في خطر، حيث أن العجز عن تقديم جواب عن الطلب الإجتماعي من قبل المؤسسات المنتخبة خصوصا، ومؤسسات الدولة عموما، يعتبر مقدمة لكل مظاهر الجريمة والتطرف والدعارة. نحن اليوم أمام لحظة فاصلة، وعلينا أن نكون في الموعد لمنح الخميسات فرصة للإنفلات من كماشة الفساد والتخلف التدبيري، و لتدارك سنوات من عجز التنمية وتنمية العجز..لذلك نقترح عليكم في نهاية هذا الكتيب، برنامجا واضحا منطلقا من تشخيص دقيق ومعرفة لصيقة بواقع الخميسات، ونأمل أن يجد لديكم السند في مواجهة المفسدين وضعيفي الإرادة ممن إبتلي بهم المشهد الحزبي والسياسي والانتخابي بالخميسات.