بمعدل 5.3 حالات انتحار على كل مائة ألف شخص، يأتي المغرب ثانيا في قائمة السفر إلى الدار الأخرى عبر الطريق الأسرع؛ الانتحار، حيث نشرت منظمة الصحة العالمية أرقاما صادمة تخص معدلات الانتحار بالدول العربية، في تقرير أصدرته أخيرا بعنوان "منع الانتحار .. ضرورة عالمية"، احتلت فيه السودان المركز الأول بمعدل 17.2 حالة انتحار وجاءت قطر في المركز الثالث بعد المغرب بمعدل 4.6 حالات، متبوعا باليمن فالإمرات بمعدل 3.7 و3.2 حالات انتحار على التوالي لكل 100ألف نسمة، بينما حلّت أسفل الترتيب كل من سلطنة عمان بمعدل منتحر وحيد لكل مائة ألف نسمة ولبنان ب0.9 حالة، وأتت كل من المملكة العربية السعودية وسوريا بنفس المعدل، 0.4 حالة انتحار، في ذيل هذه القائمة. وذكر التقرير أن الدول الأعضاء تلتزم بخطة عمل المنظمة العالمية للصحة النفسية (2013-2020) للدّأب من أجل خفض معدل الانتحار في البلدان بنسبة 10 بالمائة بحلول سنة 2020. وعن أسباب هذا الارتفاع في معدل نسب الانتحار بالمغرب صرّح مصطفى يطو، باحث في علم النفس، أن الانتحار يرتبط بعدة مسببات، تبقى الاضطرابات النفسية والاكتئاب على رأسها، وهي حالات، يقول يطو، تُدخل الشخص في قلق وتوتر شديدين، يُولّدان لدى الشخص حزنا يتطور في وقت وجيز إذا لم يعالج إلى مرحلة سوداوية، وهي ما يعرف بمزاج الاكتئاب، يفقد المرء فيها الرغبة في الحياة، وتتردد عنده فكرة الخلاص عن طريق وضع حد لحياة بطريقة ما. وأشار نفس الباحث، إلى أن الإحساس بالضيق وانعدام الانفتاح على الآخر وعدم التجاوب مع العالم الاجتماعي المحيط بالفرد، يفضي بالبعض إلى الانتحارمباشرة، مضيفا أن الفئة العمرية ما بين 30 و49 سنة، هي أكثر عرضة لهذه الآفة، لما يعتري أصحابها من مكبوتات وإكراهات نفسية معارضة، يغذيها الإحساس بعدم تحقيق الكثير من الرغبات، مما يخلق لدى هذه الفئة حالة من القلق والخوف، التي قد تتحول إلى عامل مباشر يشجع على الانتحار. وقال يطو، إن الشخص ينتقل في هذه المرحلة، من التفكير الشعوري إلى اللاشعوري، بحيث يتصرف تصرفات، يعتبر نفسه عالة على المجتمع، مما يزيد من حدة التفكير في الانتحار. في المقابل يشير التقرير العالمي، إلى أن معدلات الانتحار في منطقة الشرق الأوسط ترتفع خاصة بين الشباب اللذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 عاما والنساء والرجال من عمر 60 عاما فما فوق. وقدّرت دراسة سويسرية حديثة ، نشرت في مجلة "لانسيت سايكاتري"، أن البطالة كعامل قوي، كان وراء 45 ألف حالة انتحار سنوياً على مستوى العالم في العقد الأخير، أثبت الباحثون السويسريون هذا المعطى من خلال دراسة بيانات من 63 بلدا فى أربع مناطق من العالم، توصلوا عبرها إلى أن البطالة ارتبطت بزيادة 20 بالمائة إلى 30 بالمائة لخطر الانتحار.