شهدت منطقة المغرب العربي سباق تسلح اشتد في الفترة الأخيرة، خصوصا بين المغرب والجزائر بسبب خلافهما حول الصحراء، وقد أثار هذا السباق تخوفا، في منطقة المغرب العربي، من نشوب توتر العلاقات بين دول المنطقة، مما جعل الأممالمتحدة ترسل تحذيرا للبلدان المغاربية وخاصة المغرب والجزائرمن اشتداد سباق التسلح بينها. وما كانت الأممالمتحدة لتُوجه ذلك التحذير لولا أن البلدان المغاربية باتت تحتل المرتبة العشرين بين الدول الأكثر تسليحا في العالم. وطبقا للتقرير السنوي ل«معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام» استأثرت أربعة بلدان مغاربية (ليبيا، الجزائر، المغرب وتونس) بثلث تجارة السلاح في القارة الإفريقية في السنة الماضية، ما شكل علامة قوية على شدة السباق نحو التسلح في المنطقة. ورغم انتهاء الحرب الباردة على الصعيد الدولي، مازالت أجواء مشحونة تسيطر على المغرب العربي الذي تعيش بلدانه حالة مُزمنة من القطيعة والصراع، لا تتجسد في المناورات السياسية بين أروقة الأممالمتحدة والمنظمات الدولية وحسب، وإنما تلقي أيضا بظلال كثيفة على علاقاتها مع كبار تجار الأسلحة في العالم. ويمكن القول إن التحالفات القديمة الموروثة من الحرب الباردة، مازالت تقود سباق التسلح لدى بلدان المنطقة، فالجيش الجزائري الذي تعودت قياداته وكوادره على الأسلحة الروسية، جدد العهد مع الحليف السابق وأبرم صفقات ضخمة ومتنوعة مع موسكو، فيما اشترى المغرب طائرات متطورة من طراز أف 16 من الولاياتالمتحدةالأمريكية بلغت قيمة هذه الصفقة 24 مليار درهم لشراء 24 مقاتلة من طراز «إف16» لتحديث الأسطول الجوي للقوات المسلحة، « التي لا تتوفر إلا على سربين من مقاتلات إف5» وسربين من طراز «ميراج إف1» وطائرات نفاثة من طراز «537» وقد عوضت هذه الصفقة، تلك التي كان سيعقدها المغرب مع فرنسا لاقتناء 18 مقاتلة من طراز «رافال» بما قيمته 26 مليار درهم إلا أن هذه المفاوضات فشلت مع شركة «داسو» .