تنظيم احترافي ممتاز حسب تصريح المراقب فيلاريال مبعوث الاتحاد الدولي للملاكمة إلى المغرب، أجواء على شاكلة القاعات العالمية الكبرى للملاكمة الاحترافية، حماس لا مثيل له للجماهير الشغوفة برياضة الفن النبيل... تلكم عوامل مجتمعة ساهمت في نجاح فعاليات دور النصف النهائي لبطولة العالم 2015 للملاكمة الاحترافية المنظمة بمدينة مراكش بالقاعة الملكية بقصر المؤتمرات بمراكش للمرة الثانية بعد تلك التي احتضنتها خلال شهر يونيو الماضي، كما تبخرت آماني وآمال عشاق الملاكمة المغربية مرة ثانية بفشل الملاكم المغربي محمد العرجاوي في التأهل للألعاب الأولمبية ريو ديجانيرو البرازيل 2016، لمرافقة البطل المغربي الآخر محمد ربيعي المتأهل سابقا. محمد العرجاوي لم يستغل إذن الفرصة الذهبية المتجلية في انسحاب بطل العالم الأذربيجاني محمد رسول مجيدوف من السباق نتيجة ظروفه الصحية، ليقوم مقامه طبقا لقوانين الاتحاد الدولي للملاكمة كما جاء ذلك في توضيح لنائب رئيس الجامعة محمد اللوميني عقب الندوة الصحفية التي سبقت النزال. وخلال مواجهته للروماني نيستور ميهاوي لم يظهر العرجاوي بمظهر البطل المخيف وكان مستواه متذبذبا ولم يقنع في أي لحظة من لحظات المبارزة رغم أن النزال كان قويا ومشوقا واستأثر باهتمام الكل هنا بمراكش. الامتياز صاحب البطل الروماني الذي كان أكثر خفة ورشاقة خصوصا في آخر الجولات الثمانية. محمد العرجاوي الذي ربما عوامل السن واللياقة البدنية وقلة التداريب كان لها الأثر الواضح في هذا الانهزام. وقد صرح محمد العرجاوي بعد المقابلة بأن الاستعدادات لهذه المقابلة لم تمر في ظروف بشكل جيد خصوصا في شهر رمضان، وحتى التربص الذي كان في أوكرانيا لم يكن موفقا. كذلك رغم انهزامه في مقابلات ماضية أمام العرجاوي فإن البطل الروماني نيستور ميهاي استفاد كثيرا من إخفاقاته الماضية ودرس أسلوب البطل المغربي دراسة مستفيضة كما صرح بذلك واستطاع بشجاعته حرمان العرجاوي من ورقة التأهل للأولمبياد. نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة محمد اللوميني صرح لوسائل الإعلام بأنه رغم المجهودات الجبارة المبذولة من طرف الجامعة فإن النتائج لا تساير ذلك، محمد العرجاوي إذن أمامه فرصة أخرى للتأهل من خلال بطولة إفريقيا المقبلة والتي ستقام بالبيضاء في شهر غشت. وبخصوص المقابلة الثانية المؤهلة كذلك لأولمبياد البرازيل 2016 فقد كانت كذلك أكثر قوة وحماس ومتعة من مقابلة محمد العرجاوي بحكم تقارب مستوى التركي ديمريزين علي أرين وبرنات إستفان الهنغاري. تجربة التركي وتنوع أسلوب لعبه وضرباته القوية وتشجيعات الجماهير المراكشية له رغم الإعياء الذي دب في نفسه أواخر الجولات الثمانية استطاع خطف ورقة التأهل الثانية للألعاب الأولمبية.