"المغرب يشكل نموذجا يحتذى به في مجال تسهيل اندماج المهاجرين"، هكذا علق مهاجر نيجيري مقيم بمدينة وجدة على سياسة تسوية أوضاع المهاجرين التي اعتمدها المغرب سنة 2013 وهو ما ساعد على تسوية أوضاع أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة من خلال تمكينهم من وثائق الإقامة القانونية . وأضاف الشاب النيجيري، جوب برايت، الذي كان يتحدث إلى الصحافة عن ظروف إقامته بوجدة، أن التوجه المتميز للمغرب في مجال الهجرة يعزى إلى "الوعي المتزايد بأهمية تعزيز التعايش بين جميع الجنسيات والمجموعات الإثنية بما في ذلك اللاجئون والمهاجرون"، مؤكدا على أنه وباقي رفاقه الذين استفادوا من تسوية وضعيتهم القانونية "يعيشون بوجدة في جو يسوده التضامن والاحترام المتبادل والصداقة تجاه الأجانب بغض النظر عن هويتهم العرقية والدينية والاجتماعية والاقتصادية"، جو فريد من نوعه مكنهم من "تنمية قدراتهم وصقل مواهبهم الفنية والرياضية... حيث تمت المناداة عليّ للمشاركة في أحد الأفلام التي تم تصويرها بوجدة" يقول الشاب جوب برايت . وأشار الشاب النيجيري الذي يشتغل بأحد المحلات التجارية بقلب مدينة وجدة، عاصمة جهة الشرق، أن المقاربة الإنسانية التي نهجها المغرب في مجال الهجرة أتاحت للمهاجرين فرصة الاستقرار والاندماج الاقتصادي والاجتماعي بعدما كانوا يواجهون "مغامرات خطيرة جدا" ببلدانهم الأصلية في إشارة إلى النزاعات الطائفية والمسلحة بنيجيريا. شهادة المواطن النيجيري تبرز، يشكل جلي، قمة الإنسانية في أقوى صورها من جانب الدولة المغربية التي تتعامل بمنطق إنساني محض بعيدا عن الحسابات السياسية مع هؤلاء المهاجرين الذين فروا من جحيم الحروب والنزاعات العرقية المسلحة ليستقروا بالمغرب في جو يطبعه الأمن والآمان، ولو كانوا ينتمون لبلدان معروفة بعدائها للوحدة الترابية للمغرب كنيجيريا. إنه فعلا الاستثناء المغربي .