لقد اعتبرت سنة 2008 بالنسبة لإقليم آسفي سنة شاحنات نهب الرمال وقتل الأبرياء بامتياز، هذا ما حصل بعد غروب شمس يوم الإثنين المنصرم حين أقدمت شاحنة محملة بشحنة مهربة من رمال منطقة الصويرية القديمة بدون أضواء كاشفة على دوس مجموعة من عاملات وعمال أحد معامل تصبير السمك الأمر الذي خلف قتيلة وعددا من المعطوبين الذين نقلوا في حالة خطيرة الى المستشفى الإقليمي محمد الخامس. وبعد زيارتنا لمستودع الأموات تأكد لنا وفاة العاملة المسماة مليكة حمدان المزدادة سنة 1969، أما الباقون فإصاباتهم ما بين الخطيرة والمتوسطة. وبعودتنا الى أرشيف حوادث (ناقلات الموت) شاحنات نهب الرمال ليل نهار، يتجلى لنا وبالمكشوف الفاضح أن هناك لوبيات محمية تعتمد طرقا مضبوطة وملتوية في حماية هذه الناقلات مستعملة في ذلك التقنيات الحديثة من هواتف محمولة، وأساليب لحجب لوحات أرقامها بل، وتتحدى حتى الدرك والأمن في بعض الحالات. ويبقى السؤال المطروح وبحدة، من يحمي أباطرة هذا الفساد الذي استشرى وبشكل خطير رغم الاحتجاجات والبيانات الاستنكارية التي رفعت حتى من طرف إحدى جمعيات أرباب الشاحنات التي استهجنت تعامل الجهات المسؤولة مع مدبري هذا الوضع الشاذ. وما الاعتصام الذي قام به العمال والعاملات المتضامنين مع القتيلة والمصابين والمساند من طرف بعض النقابات والجمعيات أمام مستودع الأموات وبجوار المستشفى الإقليمي محمد الخامس الا بداية لاعتصامات اخرى قد تؤدي الى أمور غير محمودة العواقب.