قالت صحيفة الشروق في عددها الصادر أمس أن قوات الأمن الجزائرية أوقفت قبل ثلاثة أيام بولاية بجاية شرق الجزائر أربعة سياح مغاربة و أحالتهم على التحقيق القضائي بشبهة تورطهم في قضايا إرهابية . نفس المصدر نقل عن مصادر وصفها بالمتطابقة أن المغاربة الموقوفين حجزت بأمتعتهم مبالغ مالية هامة بالعملة المحلية والأجنبية و عثر بذاكرة هواتفهم النقالة على صور «عديدة « لمقرات أمنية جزائرية فضلا عن أشرطة فيديو لمناطق سياحية و أثرية بالولاية المذكورة . الشروق المقربة من مراكز المخابرات الجزائرية احتفت على عادتها بالفتح الإعلامي الجديد الذي يتماشى مع خطها التحريري المبالغ في الإساءة لكل ما يمت بصلة للمملكة المغربية و أفردت لعنوان خبر الاعتقال حيزا هاما غطى صدر صفحتها الأولى بغرض تمويه القراء الجزائريين والرأي العام المحلي بأن الأمر يتعلق بصيد ثمين و بالتصدي الأمني الناجح لمؤامرة مغربية لضرب استقرار الجزائر , خاصة و أن محررة المقال تفننت حتى قبل أن ينطلق التحقيق القضائي مع الموقوفين في التلميح إلى احتمال ضلوعهم في أعمال الشغب والتخريب التي كانت ولاية غرداية مسرحا لها قبل أسبوعين و التي شكلت للأسف مادة خصبة لعشرات الأقلام الحاقدة على المغرب لنفث سمومها أملا في تأليب الشعب الجزائري الشقيق ضد جيرانه غربا . مسلسل الاعتقالات والمضايقات الاعتباطية للرعايا المغاربة سواء المقيمين بالتراب الجزائري أو العابرين له لا يتوقف عند حدث بجاية فقد سبق لصحف جزائرية أن تناقلت قبل شهر معلومات تتعلق بإيقاف السلطات الأمنية الجزائرية لثلاثة مغاربة آخرين بتهمة ترويج الفكر الداعشي، و إقناع الشباب الجزائري بالانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية. وبوجدة تناسلت منذ شهر شكاوى أسر مغربية من الانقطاع المفاجئ لأخبار أبنائها المتواجدين بالتراب الجزائري و عدم عودتهم لبلادهم لقضاء عطلة العيد ,وأخيرا تداولت مواقع جزائرية أخبارا عن إيقاف رعايا مغاربة يشتبه في ضلوعهم في أحداث غرداية وتزامن هذا الوضع المؤساوي مع تلميح مسؤولين جزائريين سامين الى مسؤولية المملكة في الأحداث على الرغم من عدم صدور موقف رسمي في هذا الاتجاه مما يرجح فرضية أن النظام الجزائري يسعى في ظل الظروف ألأمنية و الاقتصادية العصيبة التي تجتازها الجزائر إلى إعادة بناء تماسك الجبهة الوطنية الداخلية على حساب المغرب و تحويله الى مصدر مسؤول عن جميع الأخطار المحدقة ببلاد المليون و نصف مليون شهيد خاصة في ضوء ما يتردد من زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الجزائري و نائب رئيس الأركان العامة للجيش الجزائري للشريط الحدودي المشترك مع المغرب للوقوف على استعدادات الجيش الجزائري لصد أي تهديد خارجي .