ما تروج له صحافة الجنرالات في الجزائر يدعو إلى الشفقة على الذين يأمرونها بالترويج قبل أن يدعوا إلى الحزن والأسى عما وصلت إليه شؤون تدبير الحكم في هذا القطر الشقيق. فقد طلعت علينا يومية «الشروق» الجزائرية مؤخرا بخبر تقول فيه إن مصالح الأمن بمدينة عنابةالجزائرية ألقت القبض على أحد الرعايا المغاربة ادعت أنه متورط في قضية التحريض على الفوضى داخل الأراضي الجزائرية، وأن الموقوف يعمل منذ مدة بناء بعنابة واستغل إقامته بها لزرع البلبلة في أوساط المواطنين، وأنه عثر بحوزته على صور للمترشحين للرئاسي ات السابقة إضافة إلى ضلوعه في المساس بالنظام العام ورموز الدولة من خلال السخرية من مصالح الأمن والجيش. كما أفادت هذه الصحافة أن مصالح الشرطة القضائية بنفس المدينةعنابة أوقفت منذ أشهر مواطنا مغربيا يعمل مفتشا لرابطة دينية ذات طابع شيعي تهدف ضرب استقرار الجزائر، كما ادعت أنه ألقي القبض عمن وصفته بالجاسوس المغربي بمطار رابح بيطاط الدولي بسبب ضلوعه في شبكة للتجسس ضد الأمن، دون أن تعرض هذه المرة لأية تفاصيل. دواعي الشفقة تكمن في أن الجنرالات يجتهدون عبثا في البحث عما يمكن أن يعلقوا عليه التردي الأمني الخطير، ويبررون به أحداث الفتنة في غرداية وتيزي وزو، يكابدون في تحويل اهتمام الرأي العام من أطرف انتخابات رئاسية عرفها المجتمع الإنساني والتي حولت الجزائر الشامخة إلى مهزلة وأضحوكة في العالم. من يصدق هذه الترهات؟ الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ستعتمد على رجل بسيط مجرد بناء، وعلى رجل آخر يعلم الله وحده الظروف التي قادته لبلاد المليون ونصف المليون شهيد لإثارة الفتنة،ومتى كانت حيازة صور المرشحين للانتخابات الرئاسية دليلا على التخطيط لإحداث الفتنة وزعزعة النظام العام، إن جنرالات الجزائر بمثل هذه السلوكات والتخريجات يهينون أنفسهم ويسخرون من الجزائر العظيمة ويبهدلون قدرات الأمن والمخابرات في هذا القطر. وطبعا رغم تكرار نشر مثل هذه الخزعبلات فإن ذلك لم يحقق الغاية منه وظلت مشاكل الجزائر كما كانت.