أسدل الستارعن فعاليات الملتقى العربي الرابع للفنون التشكيلية الذي احتضنته كل من جماعة سيدي الطيبي ومدينة القنيطرة،وقد شارك في هذه النسخة التي حملت شعار"الفن التشكيلي المعاصر، والمؤسسات المعنية بتدبيره ،أية استراتيجة؟؟"،عدد من الفنانين العرب من لبنان ،السعودية السودان ،العراق ،المغرب ،ومثقفين وجمعيات مهتمة وغيرهم ..وقد اختارت المؤسسة المنظمة (مؤسسة البوكيلي إبداع وتواصل) ، أن تكون دورة هذا الملتقى دورة لشخصية من شخصيات الرواد الذين ساهموا في تفتح ،وتأسيس الحركة التشكيلية في المغرب ،ويتعلق الأمر بالفنانة (عائشة جنفييف باريي الدمناتي)، وفي كلمته بمناسبة افتتاح الملتقى قال رئيس المؤسسة الفنان التشكيلي محمد البوكيلي إن هذه الفنانة استلهمت البيئة العربية بدقة متناهية في جل موضوعات أعمالها ،وهذا ما جعل لوحاتها تلقى ترحابا ورواجا في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي ،ليس فقط في المغرب بل أيضا في دول أخرى مثل فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وتونس..هذا وقد عرفت الدورة أنشطة مكثفة ، اشتملت على محترفات في الفن التشكيلي ،و معرض لأعمال الفنانين المشاركين، و لقاءات تواصلية بين المشاركين والمتتبعين للفن التشكيلي والإبداع بصفة عامة،وندوة في موضوع"الفن التشكيلي المعاصر والمؤسسات المعنية بتدبيره ،أية استراتيجة؟؟"،وكذا زيارات للمواقع الطبيعية والأثرية التي تزخر بها جهة الغرب ،ومدينتي الرباط وسلا..وقد لقي الوفد العربي استقبالا حارا ومميزا من طرف الجماعة القروية سيدي الكامل التي تقع في ترابها المدينة الأثرية "بناصا"،و تتمتع بالكرم ،وتراث غنائي غرباوي ،وشروح تاريخية وافية قدمتها إدارة محافظة هذه المدينة الأثرية ،مما كان محط تنويه وإشادة من طرف الفنانين العرب..وتوج الملتقى بالحفل الذي احتضنه مقر المجلس الجهوي لجهة الغرب ،بحضور عدد من المدعوين والفاعلين في شتى المجالات،حيث كان الموعد مع تكريم الفنانين؛ ليلي الشرقاوي،ومحمد المنصوري الإدريسي ،تقديرا لهما على عطائهما في حقل التشكيل والإبداع ،كما تم تكريم عدد من الفنانات والفنانين العرب والفاعلين والمنظمين الذين شاركوا ،وساهموا في إنجاح الدورة..و أجمع المتدخلون في هذا الحفل على أهمية هذه الدورة ،وتوفقها في تحقيق الأهداف المتوخاة ،ولعل أبرزها تشريح واقع الفن التشكيلي ،ودوره في ملامسة قضايا الأمة العربية ،وإتاحة الفرصة للتفكير الجماعي لتبادل التجارب والخبرات،وفسح المجال للفنانين التطبيقيين لاقتراح السبل الممكنة للرقي بالمجال التعميري والبيئي والطبيعي ،من خلال اقتراح تهيئة مجالية تحافظ على الهوية والجمالية، وتستجيب في آن واحد لمتطلبات التنمية الإقتصادية والتحولات الإجتماعية..