تم صباح يوم الأحد 14 دجنبر 2008 بمقر غرفة التجارة والصناعة بمدينة طنجة، إحياء ذكرى 14 دجنبر 1990، وذلك بحضور ومشاركة المئات من مناضلات ومناضلي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذين قدموا من مختلف جهات المغرب، باستثناء من حالت الانقطاعات الطرقية وصولهم الى طنجة.. كما حضرها جل أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين وعدد من المدعوين، من ضمنهم ممثلو بعض المركزيات النقابية والجمعيات الحقوقية وعلى رأسها العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وكذا مسؤولو الحزب والهيئات الموازية بولاية طنجة.. وقد افتتح المهرجان الخطابي بآيات بينات من الذكر الحكيم ثم أخذ الكلمة الأخ عبد السلام الشعباوي الكاتب الجهوي بطنجة، سلط فيها الضوء على أحداث 14 دجنبر 1990كما استحضر شريط الأحداث، وما سبقها من تحضيرات نضالية وتنسيقية على الصعيد الوطني والجهوي والاقليمي.. كما استحضر الوجوه النضالية الحاضرة بتوهجها، ومعتزة بشرف مساهمتها في الحدث الجليل... واستحضر أيضا، من أدوا الضريبة النضالية غالبا باعتقاله وسجنه ومعاناته والأخ محمد تيتنى علوي الكاتب الجهوي بفاس على رأسنا جميعا.. كما استحضر بعض الأسماء التي تعرضت للملاحقات والحصار والتهديد بالتصفية الجسدية قبل وأثناء وبعد الأحداث.. مغتنما هذه الفرصة، ليشكر أسرة الدفاع الحاضرة في شخص الأستاذ النقيب محمد الزرقتي العيادي . وذكر بالدور العظيم الذي قام به أخ مناضل لم نتمكن من العثور على عنوانه وأعني به الأخ المناضل محمد أبو علي وهو كاتب عام سابق للشركة البحرية (ابن بطوطة) الذي كلفت وقتئذ بمهمة خطيرة، وهي نقل التقارير والصور والوثائق التي تدين كبار المسؤولين بتورط أجهزتهم في أحداث يوم 14 دجنبر بطنجة، وهي الوثائق التي كان يلوح بها الأخ المجاهد سيدي عبد الرزاق أفيلال أطال الله عمره في مواجهته للمسؤولين وقتئذ تحت قبة البرلمان. واعتبر حميد شباط رئيس اللجنة التحضرية للمؤتمر العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب يوم 14 دجنبر من سنة 1990، محطة نضالية قوية في تاريخ الاتحاد العام للشغالين والطبقة الشغيلة ببلادنا بصفة عامة محطة أظهرت فيها الفئات الكادحة بالمغرب عن وعيها الكبير وإرادتها الشديدة، وعزمها الأكيد لخوض معركة تثبيت الحقوق المشفوعة بالكرامة في جو من الانضباط والمسؤولية واحترام القوانين، مشيرا إلى أن خصوم وأعداء الديموقراطية والطبقة الشغيلة وقتئذ فوجئوا بهذا المشهد النقابي الوازن والمتزن، وهذه الوحدة العمالية الشاملة بقيادة الاتحاد العام للشغالين، ففقدوا وعيهم وحكمتهم، ولجأوا الى تعكير الجو ومواجهة الطبقة العاملة بكل أنواع الترهيب والإكراه ليحولوا هذا العرس النقابي الكبير الى حوادث مؤلمة ومؤسفة. وقال «لا يسعنا اليوم إلا أن نترحم على أرواح شهدائها الأبطال محيين بإكبار روادها الأشاوس الكرام، مؤكدين أن يوم 14 دجنبر سيبقى وسام شرف وفخار على صدر الطبقة الشغيلة المغربية بقدر ما يمثل إدانة في وجه من كانوا يعرقلون تقدم وتنمية البلاد». وأضح أن هذا اليوم سيظل يوم فصْل بين عهدين متباينين، عهد الفساد والاضطهاد أو ما يطلق عليه بفترة الرصاص، وعهد بداية الانبثاق والانفراج وسن أسلوب الحوار المجدي على عدة مستويات: السياسية منها والنقابية. وبذلك نجد أن الطبقة العاملة المغربية وفي مقدمتها مناضلات ومناضلو الاتحاد العام للشغالين يعود لهم الفضل في المساهمة الفعلية في تأسيس مقومات وملامح العهد الجديد في وطننا الغالي العزيز... ثم أعطيت الكلمة للأخ رشيد أفيلال الذي ألقى كلمة بالنيابة عن الأخ المجاهد عبد الرزاق أفيلال، ثم ألقى الأخ نبيل غزة الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بكلميم القصيدة الشعرية التي أبدعها الشاعر الدكتور أنس أمين وأهداها لمناضلات ومناضلي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والتي تحمل عنوان: (أُسُودُ الشَّرَى).. وأمام تصفيقات الجميع، قدم الأخ حميد شباط باسم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب هدية رمزية للأخ المجاهد عبد الرزاق أفيلال، وذات حمولة روحية، وهي عبارة عن كتاب الله العزيز، تسلمها بالنيابة نجله الأخ رشيد أفيلال. وقد اختتم المهرجان بترديد نشيد الحزب، ليتم بعد ذلك مباشرة، عقد ندوة صحفية، كانت مناسبة ليوضح من خلالها الأخ حميد شباط كثير من الأمور ذات الصلة بالاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وبحزب الاستقلال، وأشياء أخرى.