انطلقت فعاليات الملتقى الربيعي للحوار التلمذي لجهات الشمال الذي تنظمه جمعية الشبيبة المدرسية بمدينة سيدي سليمان تحث شعار الشبيبة المدرسية تكوين وتميز ويهدف هذه اللقاء, الذي يستمر إلى غاية12 من الشهر الجاري إلى فسح المجال للقاء بين الشبيبة التلمذية وتوفير كافة الشروط من أجل جعلها فاعلا أساسيا في التحولات التي تعرفها منظومة التربية والتكوين بالمغرب. وقد انطلقت الفعاليات بكلمة ترحيبية للأخ محمد كريش عضو المكتب الوطني للجمعية بالمشاركين في الملتقى وكدا بالأخ الكاتب الوطني للجمعية والأخ بوشتى قنديلة والأخ عبد اللطيف الحياني عضوي المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية , وفي هذا الإطار قام الأخ مصطفى تاج الكاتب الوطني للشبيبة المدرسية بلقاء تواصلي مع التلاميذ المشاركين في الملتقى أبرز خلاله أنه لا يوجد أدنى شك أن الشأن التربوي ببلادنا يعرف مجموعة من الاختلالات العميقة التي تستدعي دراسة شمولية متأنية من طرف المتخصصين في هذا المجال. كما بدأ أولا بظاهرة الاكتظاظ التي تعاني منها منظومتنا التعليمية بحيث نجد قسما واحدا يتكون من خمسين تلميذا أو أكثر. عندما يتم انتقاد هذه الظاهرة سواء على مستوى اللقاءات التربوية أو الدورات التكوينية التي تنفق عليها الدولة أموالا طائلة و بدون نتائج ملموسة على أرض الواقع أو من خلال اجتماعات مختلف المجالس داخل المؤسسات التعليمية ترد على مسامعنا إجابة واحدة ألا و هي اكراهات الخريطة المدرسية التي تحتم على مدراء المؤسسات التعليمية بالسماح للتلاميذ غير الحاصلين على المعدلات المطلوبة للانتقال إلى الأقسام العليا. كما تطرق لظاهرة أخرى تنخر الجسم التربوي و يتعلق الأمر بظاهرة الأشباح. فإذا ما قامت الوزارة الوصية بإحصاء عدد المدرسين التابعين لها و الذين لا يلتحقون بعملهم لاصطدموا بواقع يمكن أن يوصف بالكارثي. هذا في الوقت الذي نسمع فيه بالخصاص المهول في الموارد البشرية و بالتالي المطالبة بتوظيف المزيد من المدرسين. وعرج كذلك على دور الشبيبة المدرسية في تصحيح اختلالات المنظومة , مستشهدا بعدة مواقف للجمعية . كما أوضح الأخ بوشتى قنديلة في كلمته الدور التاريخي الذي لعبته الجمعية منذ تأسيسها باعتبارها الحاضن الشرعي للنقاشات الوطنية الكبرى حول واقع التعليم و آفاق المدرسة المغربية , بحيث كانت انطلاقة أساسية لكل مناضلين. و أشار إلى أن الشبيبة المدرسية كانت و مازالت تلقن النشء المغربي المبادئ الوطنية و الهوية المغربية , و يكتسب من خلالها قواعد النضال الحقيقي قصد الانخراط في قضايا و هموم الوطن, علاوة على استماتتها في الدفاع عن مصالح التلميذ المادية و المعنوية , إذ تعد الشبيبة المدرسية مدرسة للعلم و التضحية و الجد و المثابرة . كما عبر الأخ عبد الالاه فيجاجي للحاضرين على أن الملتقى نابع من رغبة الشبيبة المدرسية في الانخراط بالنقاش الوطني الدائر حول الإصلاحات التي تهم المدرسة المغربية, مؤكدا على ضرورة استغلالها من أجل طرح مواضيع الهوية باعتبارها موضوع ارتكاز أساسي في العملية التربوية.