لو سألت أي مواطن من عباد الله المغاربة؛ ماذا استفاد من امتيازات في عهد حكومة السيد بن كيران، لجاء جوابه بسرعة ودون تردد؛ لا شي؛ إلا من مسلسل الزيادات التي لم تستثن أي شيء، المواد الغذائية بلحومها وخضرها وعجائنها وزيتها وسكرها وشايها وسجائرها؛ والمعضلة الكبرى محروقاتها والماء والكهرباء، علاوة على النقل والسير بالطريق السيار والرسوم المختلفة على الوثائق الإدارية، وكل ما له ارتباط بقضايا المواطن الذي أنهك جيبه حتى وصل لحافة الإفلاس، ومازالت الحكومة ماضية في المزيد من حلقات الزيادات مقتدية بالمسلسلات التركية والمكسيكية، التي تتفضل قنواتنا بإغراق المشاهدين المغاربة بها، والتي تعد حلقاتها بالمئات؛ وأمام هذه السيول من الزيادات التي تطالعنا يوما بعد آخر ونوعية الرسوم والضرائب، لم تجد هذه الحكومة طريقة لفرض ضريبة على تنفس الهواء الذي منحه الله حقا مشروعا لكل خلقه، مادام أنها لم تهتد إلى طريقة لجعله صناعة تحويلية تعود بمردود مادي على مالية الحكومة التي لا تفكر سوى في ضمان توازنها، دون اعتبار لما يلحق فئات المواطنين المغاربة من الطبقتين المتوسطة والفقيرة اللتين لا ينهال عليهما سوط زيادات الحكومة بدون رحمة ولا شفقة، أمام إصرارها على صم آذانها عن الكلام عن أية زيادة في الأجور لموازنة هذه الأخيرة بارتفاعات السوق وكلفة المعيشة، لدرجة أنها في جلسات الحوار الاجتماعي مع النقابات المعنية، تتحاشى الحديث عن أية مبادرة لتحسين الأوضاع الاجتماعية للمأجورين والموظفين والمتقاعدين، مع الإشارة إلى أن هذه الفئة الأخيرة (المتقاعدون) تعتبرهم من الموتى الأحياء..! إن الحكومة ملزمة أمام هذا الوضع غير المريح والضائقة التي يشعر بها المواطنون، أن تراجع سوء اختياراتها اللاشعبية، وهي التي أغرقت البلاد بديون وقروض وسلفات، جعلت أعناق المواطنين مرهونة لمستقبل مجهول المصير، فإلى متى المضي في هذه الإختيارات التي ما حققته حتى الآن غير إفقار الجيوب والإحساس بالغبن، الذي يفقد الشعور بكرامة العيش ويغني عن السؤال..!