تشهد محكمة استئناف «بارنانت والون» ببلجيكا حالياً أطوار محاكمة الأم القاتلة «ليرميت» حيث يحاول الجميع: قضاة ومحامون ومتتبعون أن يفهموا كيف أمكن لهذه الأم المثالية كما عرفها الجميع أن تفقد صوابها وتقوم بذبح أطفالها الخمسة في فبراير 2007 وبداخل بيت الأسرة بمنطقة «نيفيل». وكان أب الأطفال الضحايا المغربي بوشعيب المقدم يأمل أن توضع صور أطفاله في منصة المحامين خلال دفوعات المطالبين بالحق المدني... لكن رئيس الجلسة رفض قائلا: إنها وسيلة لإدخال الضحايا إلى قاعة المحاكمة». أب الأطفال الضحايا بوشعيب المقدم يحضر أطوار المحاكمة بشكل متقطع، وذلك بسبب يأسه وقلقه، كما صرح بذلك محاميه «فرناندو موط».. وهو قد عاد ليعيش في أكادير بالمغرب حيث يسهر على قبور أطفاله القتلى.. وخلال استجوابه لم يستطع أن يتحدث عنهم. ووصف بوشعيب اتهامات زوجته القاتلة: الضرب والعنف وحتى الاغتصاب، بكونها أكاذيب.. وحسب ما أكده محاميه فإن هذه الجريمة الوحشية يستعصى إدراكها حتى من طرف علماء النفس. وكانت الأم القاتلة قد رتبت كل شيء بعناية بدءاً من سرقة السكاكين إلى اختيار اليوم المناسب للجريمة (كان بوشعيب سيعود خلاله الى المغرب) إلى الاستعدادات اللازمة إضافة الى توزيع أمكنة التنفيذ داخل البيت ، حيث بدأت بنورا في الحمام ثم أتبعتها بمريم في مكان آخر.. وهكذا دواليك، إضافة الى الحرص على غسل أداة الجريمة واليدين بعد كل عملية.. وهو ما يفيد أن القاتلة تصرفت بوعي وإدراك حسب دفاع أخوات وأم بوشعيب المقدم لإثبات حالة الترصد.. واستبعاد فرضية انعدام المسؤولية حسب ما ادعاه الأطباء النفسانيون.