حين خرجت مسيرة ثامن مارس التي قادتها النساء من كل ألوان الطيف المغربي، ودعمهتا وشاركت فيها أحزاب المعارضة قيادة وقواعد، شحذ ذوو النفوس الضعيفة سكاكين الحقد والغل من الثقل الذي جسده الحضور الكبير والكثيف كما ونوعا لأزيد من نصف المجتمع مؤازرة بنصفه الآخر كما هو الحال خلال مسار الحركة النسائية من الاستقلال الى اليوم، رجال ونساء الوطن يدا في يد من أجل إرساء الحرية والديمقراطية ومن أجل وحدة البلاد من غير مزايدة سياسوية ولا انتخابية. تلاحم ترجمته الهتافات ودونته شعارات اللافتات، إن المغرب قوي برجاله ونسائه ولا أحد لديه نية استغلال الظرف والحدث من أجل تحقيق غاية أخرى في ذلك اليوم «الثامن من مارس» إلا إسماع صوت الحركة النسائية والتصدي لسياسة النكوص والتراجع التي استهلتها الحكومة السياسية لبنكيران منذ تعيينها بوزيرة واحدة ووحيدة، وكان تعيينا أسال الكثير من المداد آنذاك كما كان يحمل رسالة مشفرة بأن هذه الحكومة لاحاجة فيها للنساء، وهن إن وجدن في التشكلة الحكومية لا يعدو الأمر أن يكون تكملة عدد لاغير.. في مسيرة ثامن مارس تعالت الأصوات صادحة أن النساء المغربيات قوة ضاغطة، وهن بالفعل كذلك فقد أخرجت مسيرة النساء بنكيران عن طوعه في مهرجاناته الخطابية، فالذي يقع اليوم لبنكيران في جولاته في بعض المناطق يفيد أن حضور المرأة المغربية أكثر مايرهبه ، فإذا كانت أحزاب المعارضة كما قال رئيس الحكومة ومن معه ركبت على القضية النسائية لإدارة حملة انتخابية قبل الأوان، فإن بنكيران كعادته يسقط في التناقض ويمارس بالشعبوية ما عابه على خصوصه الذين مارسوا حقهم ديمقراطيا في التظاهر، في جولته في الراشيدية،حين يتكلم مع النساء ويصف حضورهن وهتافهن بالقول، «زغاريدكن أهم من الأصوات الانتخابية» والسي بنكيران في سبيل هذه الأصوات، رقص وغنى وزغرد بأسلوبه . وهو ما لم يفعله زعماء أحزاب المعارضة الذين اكتفوا بالخروج للدعم والمساندة في وقفة حضارية ونضالية،بلا رقص ولازغاريد ولاعبثية . ولأن الأشياء بخواتمها، فإن ما يقع اليوم اعتراف منه أولا أن مسيرة مارس نجحت وأن المعارضة مؤسسة سياسية وديمقراطية بكل المقاييس.