سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أفكار وبدائل اجتماعية واقتصادية يقترحها الخبراء وصناع القرار من الداخلة المغربية: منتدى «كرانس مونتانا» يختتم أشغاله في أجواء من النجاح الباهر والداخلة تتحول إلى قطب للتلاقي بين دول العالم
نجاح ساحق ذاك الذي حققه منتدى مؤسسة «كرانس مونتانا» الذي احتضنته مدينة الداخلة على مدى ثلاثة أيام حول موضوع «إفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب - جنوب» بحضور أزيد من 800 شخصية من بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ورؤساء برلمانات ممثلين عن 36 بلدا إفريقيا و30 بلدا أسيويا و31 دولة أوروبية و15 دولة من أمريكا اللاتينية، فضلا عن المشاركة الفعالة لأكثر من 20 منظمة إقليمية ودولية. وتميزت فعاليات هذا المنتدى الدولي بالرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين، والتي أكد فيها جلالته على الإشادة باختيار مدينة الداخلة لاحتضان فعاليات هذا المنتدى الدولي،خصوصا وأنه يبرز النموذج التنموي الجديد لجهة الصحراء الذي تبنته المملكة والرامي إلى تحويل هذه المنطقة إلى قطب للتلاقي بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء،معتبرا في هذا السياق أن الاختيار المنطقي والعقلاني لأرض الصحراء المغربية من لدن هذه المؤسسة المرموقة يشكل عاملا من عوامل النجاح والتوفيق. ولم تخل الرسالة الملكية السامية من العديد من الإشارات الدالة والرسائل الواضحة، حيث أبرز جلالته أن التعاون جنوب جنوب وتنمية إفريقيا يكتسي أهمية بالغة وآنية،ويعكس دون شك،الطموح الذي يحدونا جميعا،لجعل القارة في صميم الاهتمامات الجيوسياسية الدولية الكبرى،مجددا الدعوة بهذا الخصوص، إلى تعاون فعال ومتضامن من خلال التوظيف الأمثل للفرص التي يتيحها التعاون الثلاثي، سواء على المستوى الإقليمي أو مع دول الشمال، شريطة أن ينخرط هذا التوجه ضمن مقاربة مبنية على الاحترام المتبادل والتوازن، ومراعاة مصالح كل الأطراف، مع الأخذ بعين الاعتبار المعطيات الجديدة التي أتى بها القرن الواحد والعشرون ومسايرة التوجهات الكبرى التي أفرزتها العولمة بكل تجلياتها. ويرى مراقبون أن هذه الدورة تمكنت من جمع العديد من القادة السياسيين وصناع القرار وخبراء ورجال أعمال أفارقة ودوليين لتدارس قضايا التنمية داخل القارة الإفريقية، حيث تميزت بإطلاق نادي إفريقيا الأطلسية، الذي وصفه المنتدى في بلاغ له، ب»المبادرة الهامة» في مجال دعم التنمية والاندماج الإقليمي بالقارة، منوها في هذا الإطار ، برصد برنامج خاص لتطوير الطاقات المتجددة في إفريقيا، مع إيلاء أهمية خاصة للفرص التي تمنحها الصحراء الأطلسية في مجال الطاقة الريحية. وفي هذا الصدد، عبر «جان بول كارترون»، رئيس المنتدى عن ارتياحه للنجاح الكبير الذي حققته أشغال هذه التظاهرة التي احتضنتها الداخلة على مدى ثلاثة أيام والتي شهدت تكريم شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم،وذكر بأن الاحتفاء بهذه الشخصيات هو اعتراف بدورها في مجالات متعددة، مشيرا إلى أن المنتدى سبق وأن كرم شخصيات وازنة مثل الزعيم الراحل ياسر عرفات والقس الأمريكي جيسي جاكسون والرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري . وكان حفل اختتام أشغال هذا الملتقى الدولي الهام الذي أقيم مساء أول أمس السبت قد شهد تسليم «جائزة المؤسسة» وميداليات ذهبية احتفاء بعدد من كبار الفاعلين في مجال السلام والحرية والديمقراطية عبر العالم. وهكذا سلمت جائزة 2015 للمنتدى التي شرع في تسليمها منذ سنة 1989 لخمس شخصيات دولية مرموقة تقديرا لهم كفاعلين كبار في مجالات السلام والحرية والديمقراطية ، ويتعلق الأمر بكل من «أرنولد روتيل» الرئيس السابق لجمهورية إستونيا ، و «خوصي لويس رودريغيس ثاباطيرو» رئيس الحكومة الإسبانية السابق، و «فيليب دوست بلازي» مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، و» جون لويس بورلو» وزير البيئة والتنمية المستدامة والتخطيط الفرنسي، فضلا عن «أمينتا تال» رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالسنغال. و تكريما لشخصيات ساهمت بشكل فعال في بلورة حلول ملموسة تهدف إلى إرساء عالم أفضل، تم تسليم الميدالية الذهبية التي تمنح بشكل استثنائي من طرف المنتدى منذ خمس سنوات، لكل من «دوغلاس إيتي»، نائب رئيس وزراء جزر سليمان (سولومون)، وعلي راشد أحمد أوتاه، رئيس مجلس إدارة شركة «نخيل» الإماراتية للتطوير العقاري ، و «دومبيا يعقوبا» رئيس الحركة الإيفوراية لحقوق الإنسان. وكان المشاركون في فعاليات هذا المنتدى قد عكفوا ما بين 12 و 14 مارس الجاري على تدارس العديد من القضايا والمواضيع المرتبطة بمحور الدورة، حيث أقيمت العديد من الورشات وجلسات العمل التي تداولت في سبل التنمية الاقتصادية في إفريقيا وتعزيز التعاون جنوب جنوب، وتدارست مواضيع هامة للغاية من قبيل سياسة المغرب في مجال التعاون الإفريقي والتدبير الجيد للموارد الطبيعية في إفريقيا وتحديات الثورة الرقمية في العالم وفي إفريقيا. كما تدارس المشاركون كافة المحاور المدرجة في جدول أعمال هذه الدورة،خصوصا منها تنمية الصناعات البحرية في إفريقيا، والأمراض والأوبئة العابرة للحدود ومخاطرها على الصحة العمومية، وتطوير الصناعات الزراعية والغذائية والصيد البحري ، وتطوير القطاع المالي والبنكي، والنهوض بالصناعات السياحية والعناية بالطاقات المتجددة وتعزيز الحوار بين إفريقيا ودول المغرب العربي وأوربا وقضايا التربية والشغل والشباب في القارة السمراء. وفي خطوة منه لمواكبة الشباب وحثهم على تشكيل مجموعات فاعلة وقادرة على رفع أبرز التحديات المطروحة في القرن الواحد والعشرين،أقدم منتدى «كرانس مونتانا» على اختيار ثلاثين شابا مغربيا كقادة جدد للمستقبل برسم سنة 2015، وتم بهذه المناسبة تسليم الشواهد للفوج الجديد الذي يضم أيضا عشرة شباب أفارقة، تم انتقاؤهم بالنظر لما حققوه من نجاح استثنائي ولتجربتهم التي راكموها داخل المقاولات والمؤسسات الحكومية.