اجتمع ممثلون عن ستين دولة في واشنطن من 18 إلى 21 فبراير 2015 تحت شعار "مكافحة العنف لدى المتطرفين". البعض انتقد مؤتمر واشنطن لأنه "أرسل إشارات ولم يقدم أي حلول". فيما حذر البعض من توجيه الخطاب إلى المجتمعات لأن "التطرف فعل فردي وشخصي"، وذكر آخرون أن التسمية التي أطلقت على الإجتماع أخفت إرادة واشنطن لوضع أسس ميثاق دولي يساعدها على ضرب حركات مقاومة الاستعمار والهيمنة. المؤتمر الذي استضافه البيت الأبيض ناقش مواجهة تهديد التطرف وأمثلة حول استراتيجيات فعالة لمحاربته. ممثلو حكومات دول لحقها خطر هذا التطرف، حاولوا إظهار الخطر الذي تتعرض له بلدانهم، مثل أحد المتدخلين الذي وصف الحرب على الإرهاب ب"الحرب العالمية الثالثة". جيرمي شاربيو من معهد بروكينز في واشنطن يرى بالتحديد أن مثل هذا التوصيف اللغوي يمكن أن يكون أكثر ضررا من الهجمات الإرهابية ذاتها. فقد يؤدي ذلك إلى ردود فعل زائدة عن حدها. ويوضح في هذا السياق أن الإرهاب لا يمكنه أن يضر المجتمع إلى حد كبير. "صحيح أن الناس تقتل، وهذه مأساة. ولكن الإرهاب ليس خطرا على المجتمع بأكمله"، على حد تعبيره. وفي حديث خاص مع المركز الإعلامي الألماني يرى شاربيو أن ردود الأفعال الزائدة عن حدها هي فعلا ما تمثل خطرا على المجتمع مثل تقليص الحقوق المدنية وإرسال قوات إلى دول أخرى. ويؤكد الباحث الأمريكي أن مؤتمر واشنطن تم تنظيمه لأسباب سياسية داخلية بحته، ويصفه بأنه ليس بالمؤثر ولا مناسب لمكافحة الإرهاب. "التطرف أمر شخصي، مرتبط بعوامل عدة. والتطرف ليس مشكلة كبيرة لدرجة تصل إلى عقد مؤتمر دولي حوله". أما خبيرة الإسلام كلوديا دانتشكه والتي شاركت في هذا المؤتمر فتصفه بأنه "يرسل إشارة. ولا يقدم حلولا. ولكن في وقتنا هذا، هناك من يحاول الإفزاع عبر استخدام الأساليب الوحشية وآخرون يتضامنون مع بعضهم للدفاع عن أنفسهم". المشاركون في المؤتمر أكدوا في بيانهم الختامي العزم على رسم خارطة طريق في إطار مكافحة العنف لدى المتطرفين خلال لقاء من المقرر عقده على مستوى الزعماء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل بمدينة نيويورك. مخطط استراتيجي ينفذ بدهاء كتب محلل عربي سنة 2011 وهو يقدم تقريرا عن السياسة الأمريكية والبريطانية في المنطقة العربية: عندما يكون هناك عالم تنتهك فيه أبسط المبادىء الانسانية والعدالة واستهداف سيادة الشعوب. حينها لا مفر من البحث عن مصدر وهيكلية تلك القوى التي تكون كالرحم الولود للشذوذ الفكري والايدلوجيات المهيمنة والمسيرة للاحداث لأن ما يجري ليس اعتباطا أو صدفة بل مخطط استراتيجي ينفذ بدهاء وتعمد واصرار لسنين أو لعقود طويلة لأجل أهداف غير معلنة". في أحدى شهاداتها أمام الكونغرس الأمريكي أقرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أن واشنطن هي من مول وسلح ودرب الجماعات المسلحة مثل القاعدة وغيرها بمساعدة دول حليفة أخرى خاصة في الخليج العربي، وذلك لقتال القوات السوفيتية في أفغانستان خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، وأضافت أن هذه السياسة أتت بثمارها حيث خسرت موسكو عشرات المليارات من الدولارات وإنسحبت فيما بعد من أفغانستان وأدى الأمر في النهاية إلى إنهيار الاتحاد السوفيتي وهذا بالضبط ما كانت، واشنطن تسعى إليه. ثم أضافت كلينتون أنه بعد ذلك ترك الأمر للدول المشاركة في التحالف معها ضد السوفييت. محاولة تدمير هوية شعب عندما دخلت القوات الأمريكية بغداد في 9 أبريل 2003، حمت مبنى وزارة النفط العراقية ومنشآت أخرى تضمن بها السيطرة وتأمين ثروات بلاد الرافدين، ولكنها تركت متحف بغداد وكل المؤسسات الثقافية بدون حماية وتحت أعينها تدفق مئات اللصوص ليسرقوا ويدمروا ما أرادوا دون أي إعتراض. ذكرت تقارير مراكز أبحاث أوروبية في حينها "بعد غزو واحتلال العراق عام 2003 اكتمل تقريبا تدمير حضارة وادي الرافدين حين تعرض ما يقارب على 15 ألف موقع أثري للسرقة والنهب والتدمير، بالإضافة إلى تعرض المتحف العراقي الوطني في بغداد إلى أكبر عملية سرقة آثار في التاريخ. في "أور" المدينة السومرية بتل المقير جنوبالعراق، التي ولد بها الخليل إبراهيم أبو الأنبياء عام 2000 قبل الميلاد، يوجد معبد "الزقورة" الخاص بآلهة القمر كما جاء في الأساطير "الميثولوجيا" السومرية. كانت بالمنطقة 16 مقبرة ملكية شيدت من الطوب اللبن، جميعها تحولت إلى ثكنة عسكرية لتجوال الدبابات والمدرعات الأمريكية بالقرب من الزقورة، مما جعل منها هدفا للقصف، والتدمير الذي لحق متحف الناصرية، وهو من أهم الصروح الحضارية للمدينة. منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" وثقت في تقرير يقيم الأضرار في موقع بابل الأثري "أحد عجائب الدنيا السبع"، استخدامه كقاعدة عسكرية لقوات التحالف من عام 2003 وحتى عام 2004، وهو ما يمثل تجاوزات اعتبرها تقرير المتحف البريطاني "أشبه بإنشاء معسكر يحيط بالهرم الأكبر في مصر أو بموقع ستونهينغ في بريطانيا". قليلون حاولوا نفي أن إرادة واشنطن وقفت وراء هذا الخراب خاصة وأن هناك حقدا ذا أبعاد دينية لدى المحافظين الجدد للإنتقام من بلاد الرافدين. بعد 12 سنة ويوم الخميس 26 فبراير 2015 نشر تنظيم داعش شريط فيديو يظهر تدمير قطع آثرية في مدينة الموصل. وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" ذكرت: قام مسلحو داعش بهدم متحف الموصل والنمرود الذي يضم قطعا أثرية تعود لآلاف السنين في محافظة نينوى الواقعة على بعد 400 كلم شمالي بغداد، وهو ما يشكل جريمة شنيعة تمثلت بهدم معالم نينوى الأثرية وتخريبها في أبشع هجمة تتعرض لها معالم المحافظة الأثرية في التاريخ الحديث منذ سيطرة التنظيم على الموصل والمحافظة بشكل عام في العاشر من يونيو 2014. وأوضحت أن التنظيم دمر بوابة "نركال" بأكملها التي تعود للفترة الاشورية منذ الآلاف السنين وتماثيل للملك سنحاريب تعود لحضارات الاشوريين والسومريين والاكديين كانت متواجدة في المتحف يتم شرحها لطلبة قسم الآثار في جامعة الموصل. التنظيم عرض، شريطا يظهر قيام عناصر منه يستخدمون مطارق وآلات ثقب كهربائية، بتدمير تماثيل آشورية وغيرها يعود تاريخها إلى مئات الأعوام قبل الميلاد، في متحف الموصل وموقع أثري ثان في المدينة. قبلها كان التنظيم يقوم بتهريب الآثار ويبيعها في الغرب تحت أعين أجهزة الأمن والاستخبارات في بلاد العبور وبلاد المقر الجديد. الواقع المر هو أنه لم ينجح أي من أعداء الإسلام، عبر التاريخ، في تشويه الدين الحنيف والإساءة إلى مبادئه وقيمه السامية بقدر ما نجح تنظيم "دولة داعش في العراق والشام" في حملاته الوحشية عموما، وفي استهدافه خاصة الأقليات الدينية والعنصرية التي تشكل "خميرة" هذه الأرض العربية وأول من عمرها وأشاد فيها المداميك الأولى للحضارة الإنسانية. إنهم يحكمون بالإعدام على التاريخ، ويبتدعون جغرافيا جديدة للبلاد ويحاولون إزالة أو تدمير ما تبقى من آثار الحضارة الإنسانية ومن تبقى من سلالات من بناها. الكيان الصهيوني كان أول من استغل هذه الجرائم ليبيض صورته ويبرر رفضه للسلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. التوسع بكل الطرق يقول محللون أن نهاية القرن التاسع عشر حملت تدشينا لحقبة جديدة من مراحل تطور الرأسمالية، والتي وصفت بأنها الأخيرة في تلك السلسلة التي بدأت بالمركنتيلية، حيث يرسم الكثيرون الخط الزمني لانطلاقة تلك المرحلة مع بداية الحرب الأمريكية الإسبانية على وجه التحديد، فقد أعلنت الولاياتالمتحدة الحرب على إسبانيا عقب غرق البارجة الأمريكية ماين في ميناء هافانا إثر انفجار بالمحرك الصقت واشنطن مسؤوليته على القوات الإسبانية، والذي وظفته أمريكا إعلاميا كهجوم عليها لتحشيد الرأي العام للدخول في حرب مباشرة مع إسبانيا. فقد كان الهدف الرئيس من الحرب هو توسيع النفوذ الجغرافي للولايات المتحدة عبر شن الحرب على المستعمرات الإسبانية والسيطرة عليها. الأهداف المعلنة كانت مغايرة تماما للواقع، وقد كان ذلك ليس بجديد في نمطية الإعلام الرسمي الذي تقوده قوى الاستعمار المتجددة. المعروف أنه بعد أكثر من قرن على غرق الطراد ومقتل أكثر من 421 من مشاة البحرية على متنه كشفت الوثائق الأمريكية أنه لم يكن من تدبير الإسبان. استخدمت الإدارة الأمريكية الهجمات التي وقعت على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001، كمبرر لبدء حروب جديدة كانت أفغانستان والعراق أولى أهدافها، مؤكدة أن تنظيم القاعدة كان وراءها، وكإضافة في مراحل لاحقة أخذت توزع الإتهامات على دول عربية نفطية بشأن مشاركتها في تمويل منظمي الهجمات، وقد إعتبر العديد من المراقبين أن هذا الأمر فيه إعداد لسيف معلق يهدد الأعناق عبر ملفات إبتزاز تجاه دول بعينها. في مجموعة من استطلاعات الرأي تبين أن نصف الأمريكيين يشكون في الرواية الرسمية لأحدث 11 سبتمبر والعدد يتزايد كل سنة. والحقيقة إن الكثيرين من العلماء الذين ليس لهم اجندات خاصة والذين تفحصوا إحداثيات 11 سبتمبر وجدوا من الأدلة ما يناقض الرواية الرسمية ووضعوا سمعتهم الشخصية والمهنية في الخطر من أجل إظهار الحقيقة. لذلك قاموا بإنشاء موقع خاص لكشف الحقائق". يبين هؤلاء العلماء على موقعهم صورا وحسابات وأبحاث مختبرات تتوصل إلى أن هناك مواد متفجرة قد استخدمت لهدم الأبراج وأن الطائرات ووقودها لا يمكن إن يصل إلى درجات الحرارة المطلوبة ليصهر الحديد وأن طريقة هبوط الأبراج لا يمكن أن تكون إلا بالتفجير. بعد أيام قليلة من 11 سبتمبر 2001 وفي ألمانيا قال البروفيسور أوجست براديتو من جامعة العلوم العسكرية الألمانية في مقابلة أجرتها معه صحيفة دي فيلت اليومية يوم التاسع عشر من سبتمبر: "إن عملية بحجم ما وقع يوم 11 سبتمبر تحتاج على الأقل سنة كاملة من التحضيرات التي لم يكن لها أن تدبر آنيا من على متن الطائرات". وأعرب البروفيسور براديتو عن اعتقاده أن أحداث 11 سبتمبر ما كان لها أن تتم من دون مساهمة فاعلة من وكالة استخبارات بالغة التطور والتقدم في بلد "قد يكون هدفه جر حلف شمال الأطلسي إلى حرب ضد العالم الإسلامي...". في إيطاليا صرح رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق جوليو أنديريوتي يوم 13 سبتمبر إلى صحيفة كوريير دي ديلا سيرا اليومية معربا عن استهجانه: "أتساءل عمن يكون قد ساعد الإرهابيين في الولاياتالمتحدة إذ لا بد أنهم تلقوا دعما هائلا محليا. هؤلاء أشخاص قادوا طائرات وحسبوا الوقت الصحيح الذي ستنقل فيه محطات التلفزة الأحداث، فهم ليسوا سياحا في رحلة عارضة. إن الإرهاب لا ينمو فقط على هذا الجانب من الأطلسي. الأمريكيون لديهم سوابق في الإرهاب مثل حادثة أوكلاهوما، دعونا لا ننسى ذلك". وفي الولاياتالمتحدة وبعد 14 سنة: جاء في خطاب الدكتور بول كريغ روبرتز مساعد وزير المالية الامريكية الأسبق بتاريخ 25 فبراير 2015: "ان الكثيرين من المفكرين الأمريكيين يعتقدون ان احداث 11 سبتمبر تسبب بها المحافظون الجدد لإعطائهم الحجة كما حصل ولكن بشكل مغاير في بيرل هاربر، والتي جاء في أدبياتهم أنهم بحاجة إلى مثلها للبدء بحروبهم للهيمنة على الشرق الأوسط. أمريكا دربت عناصر "داعش" في شهر فبراير 2012 كشفت وكالة وورلد نيت دايلي الأمريكية عن أن عسكريين من أمريكا وتركيا ودولة عربية، يديرون سويا قاعدة تدريبية للمسلحين السوريين في بلدة الصفاوي الأردنية التي تقع بالمنطقة الصحراوية في شمال البلاد. وذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية في مارس 2013 أن الأمريكيين قاموا بتدريب سوريين في الأردن وكان من بينهم عناصر من داعش. كما لفتت صحيفة الغارديان البريطانية خلال شهر مارس 2014 إلى أن مدربين أمريكيين قاموا بمساعدة مسلحين سوريين في الأردن إلى جانب مدربين بريطانيين وفرنسيين. في غضون ذلك، كشف مصدر عراقي كان على اتصال بمسئول بارز في حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، عن أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كانت على علم منذ سنة 2013 بأن تنظيم "داعش" الذي فرض سيطرته في ذلك الحين على مدينتين عراقيتين وبات يهدد العاصمة بغداد كان يقوم أيضا بتدريب مقاتلين تابعين له في تركيا. وأشار مسئولون عرب في هذا السياق إلى أن عشرات من أعضاء التنظيم تدربوا في تلك الفترة كجزء من مساعدات سرية كان يتم تقديمها للثوار الذين يستهدفون نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وأن تلك التدريبات لم يكن يهدف من ورائها حينها القيام بأي عمليات مستقبلية في العراق. وأضاف المسئولون أن كل أعضاء داعش الذين تلقوا تدريبات أمريكية لخوض القتال في سوريا تم فحصهم في البداية خشية أن تكون لهم ثمة علاقات بجماعات متطرفة مثل القاعدة. واشنطن في حربها لإقامة النظام العالمي الجديد للقرن الحادي والعشرين تتقن التلاعب بالحقائق من أجل تبرير العدوان وصناعة أدوات الابتزاز والخداع. في كلمة ألقاها يوم الخميس 2 اكتوبر 2014 في جامعة هارفارد في ولاية ماساتشوستس الامريكية أقر نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل ملتوي بأن حكومته خلقت التنظيمات الإرهابية وقلد هيلاري كلينتون إلى حد ما في اعترافاتها أمام لجنة الكونغرس، ولكنه سعى إلى تحميل المسؤولية لدول بعينها تخطط إدارته لإبتزازها حيث قال: "مشكلتنا الأكبر كانت في حلفائنا بالمنطقة، الأتراك كانوا أصدقاء رائعين وكذلك غيرهم. ولكن ماذا فعلوا؟ كان همهم الوحيد هو إسقاط الأسد وخاضوا حربا بالوكالة، وقدموا مئات ملايين الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من السلاح لكل من وافق على القتال ضد الأسد". هذه الآلاف المؤلفة من أطنان الأسلحة ومئات الملايين من الدولارات وصلت بالتحديد، إلى التنظيمات التكفيرية الإرهابية، حيث يقول ما نصه: إن "الناس الذين حصلوا على المساعدة كانوا مسلحي "جبهة النصرة" و"القاعدة" وعناصر متطرفة قادمة من مناطق أخرى في العالم. أتعتقدون أنني أبالغ؟ أنظروا بأنفسكم إلى النتيجة". وفي محاولة للتخفيف من وقع هذا الاعتراف الصاعق سعى بايدن عبر التأكيد، وبشكل لايخلو من سذاجة، على أن هؤلاء الحلفاء ندموا على فعلتهم وانخرطوا في التحالف المناهض للإرهاب للتكفير عن ذنوبهم، فهم الآن، وفقا لتعبير بايدن: "يعون خطأهم ووافقوا على الانضمام إلى التحالف الدولي المعادي للإرهاب .. كلهم على غير انتظار، فهموا ما يجري". يذكر أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلت في 12 أغسطس 2014 عن قيادي داعشي قوله إن معظم المقاتلين انضموا لداعش فى بداية الحرب ودخلوا عبر تركيا حاملين السلاح والمعدات التركية، كما أكد رئيس حزب الشعب التركي الجمهوري كمال قليتش دار أوغلو أن تركيا قدمت أسلحة للجماعات الإرهابية كما قدم سجلات من سائقي الشاحنات الأتراك الذين أوصلوا أسلحة لهذه الجماعات. شواهد مساندة البيت الأبيض بشكل أو بآخر للتنظيمات التي تعمل على تحقيق مشروع المحافظين الجدد للشرق الأوسط الجديد لا تنقطع. خلال الثلث الأخير من شهر فبراير 2015 نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، تقريرا تحت عنوان "صديق لجماعة الإخوان في الكونغرس"، وأشارت إلى أن النائب الأمريكي "أندريه كارسون" عن الحزب الديمقراطي لولاية إنديانا، له علاقة شخصية مع أفراد ومنظمات مرتبطة بجماعة الإخوان وأنه يشكل مع آخرين مجموعة ضغط في الولاياتالمتحدة لمساندة عودة الإخوان إلى الحكم في مصر وفرض حظر على توريد الأسلحة والمساعدات لمصر ولأي تدخل في ليبيا. وأوضحت الصحيفة، أن مركز السياسة الأمنية الأمريكي أصدر تقريرا بشأن "كارسون"، الذي عين مؤخرا في لجنة الاستخبارات الأمريكية في مجلس النواب، وهي اللجنة المسئولة عن الإشراف على جهود الولاياتالمتحدة للأمور الأكثر حساسية، لفهم ومواجهة الأعداء في الداخل والخارج. خيانة يوم الخميس 19 فبراير 2015 هاجم السيناتور الجمهوري، سكوت بيري في حديث له مع شبكة "سي إن إن"، إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقال أنها تفتقد لاستراتيجية لمواجهة تنظيم "داعش" وقد أشاحت بوجهها متعمدة عن حقيقته، معتبرا أنها ضللت الأمريكيين. وتابع قائلا: "الأمر الأهم هو معرفة العدو وتحديد هويته، والمشكلة أن الإدارة الأمريكية تجاهلت عن عمد هذا العدو وأغمضت عيونها عنه طواعية وهي ترفض تحديده كما يجب، الأمر الذي يصيب العديد من الأمريكيين بالإحباط". ولدى سؤاله ما إذا كان اتهامه لإدارة أوباما بتجاهل داعش عن عمد هو اتهام لها بالخيانة والتعامل مع العدو رد بالقول: "كلا". يوم الاثنين 2 مارس 2015 نشرت صحيفة العرب التي تصدر في العاصمة البريطانية خبرا مفاده أن لجنة برلمانية عراقية أعلنت أنها بصدد إرسال استفسار إلى السفارة البريطانية في بغداد بشأن ما قيل إنه حطام طائرتين بريطانيتين تروج إشاعات بشأن إسقاطهما في محافظة الأنبار بغرب البلاد، مشيرة إلى أن الطائرتين المفترضتين استهدفتا من قبل قوات عراقية بعد إلقائهما مؤنا لتنظيم داعش. وكانت لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب العراقي قد اتهمت في 10 فبراير التحالف الدولي لمحاربة داعش وعلى رأسه الولاياتالمتحدة الأمريكية، بإلقاء بعض طائراته أسلحة ومؤنا إلى التنظيم الإرهابي، ودعت قيادة الدفاع الجوي العراقي إلى إسقاط تلك الطائرات. إلا أن وزير الدفاع خالد العبيدي وصف المعلومات المتعلقة بهبوط طائرات في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش بغير الدقيقة والمفتقرة للأدلة، معتبرا أن أي طائرة تهبط لمساعدة التنظيم المتشدد ستكون هدفا مشروعا للقوات العراقية. من جانب آخر ذكرت تقارير لمراكز رصد غربية أن هناك شركات خاصة تعمل لحساب أجهزة مخابرات معينة تمون المسلحين في سوريا والعراق وحتى ليبيا، مثل تلك التي عملت في منطقة جنوب شرق آسيا "إير أمريكا" أثناء حرب الفيتنام لتزويد مقاتلين في اللاوس والكمبودج بالأسلحة الأمريكية بشكل سري. ويحف غموض كبير بقضية إمداد طرف مجهول تنظيم داعش بالعراق بأسلحة وذخائر ومواد تموين، حيث يتراوح ما يروج بشأن ذلك بين من يؤكد حدوث الأمر ومن ينفيه نفيا قطعيا مصنفا الأمر ضمن حرب إعلامية دعائية حول الحرب بحد ذاتها بين أطراف تتنافس على نسب الفضل لنفسها في محاربة التنظيم ووقف زحفه على بقية مناطق العراق. الملفت أنه قبل حوالي عشر سنوات سادت تساؤلات كثيرة حول تنظيم القاعدة لدى الرئيس السابق كلينتون ربما قبل أن يتم إطلاعه على كل الملفات السرية. سنة 1994 وجه الرئيس بيل كلنتون تساؤلات إلى وكالة الاستخبارات المركزية حول حقيقة ما تمتلكه من معلومات عن زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، وذلك بعد اطلاعه على تقرير عن شخصيته. وكتب كلينتون مشيرا إلى التقرير الذي ورد في 13 أبريل 1994 حول بن لادن في صحيفة "نيويورك تايمز" جاء فيه: "في حربهم على بن لادن، يقوم المسئولون الأمريكيون بتصويره على أنه أحد أخطر الإرهابيين في العالم، ولكن الحقيقة أنه ليس أكثر من مجرد ملهم لهم وليس زعيما حقيقيا للإرهابيين". ووجه كلينتون ملاحظة إلى رئيس جهاز الأمن القومي الأسبق، ساندي بيرغر، جاء فيها: "بحال كان التقرير هذا محقا في ما يتوجه إليه فتكون المخابرات المركزية قد بالغت في التقييم المقدم لي حول بن لادن، فما هي حقيقة هذا الأمر؟". حدود جديدة يذكر المحللون أنه لتبين جزء من حقيقة ما يجري في المنطقة الشرق أوسطية حاليا وخاصة ما يتعلق بتنظيم داعش يجب البحث عن النتائج التي تفرزها أعماله، إنها تخدم مخطط تقسيم العراق والشام في مرحلة أولى حيث أنه يتم رسم حدود جديدة على أساس العرق والدين ويتم تهجير الملايين من البشر للوصول إلى هذا الهدف. في عددها ليوم الجمعة 27 فبراير 2015 نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا بعنوان "الانتقام الكردي: مؤشرات على أن الأكراد يقومون بالتطهير العرقي للعرب". وتقول الصحيفة، حسب ما جاء على نشرة "بي بي سي" إنه في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، لا يوجد سوى رابح واحد حتى الآن: فبسد الفراغ الذي تسبب فيه انسحاب القوات العراقية عام 2014، زادت قوات البيشمركة الكردية من المناطق التي تسيطر عليها بنسبة 40 بالمئة. وبمساعدة الغطاء الجوي لقوات التحالف بزعامة الولاياتالمتحدة، تمكنت قوات البيشمركة من استعادة بلدة "كوباني" عين العرب السورية الاستراتيجية وحققت الكثير من الزخم صوب استعادة الموصل. وترى الصحيفة إن احدى نتائج ذلك هي زيادة الدعم الدولي لما سمته حلم الأكراد أن يكون لديهم دولتهم الخاصة. وتستدرك الصحيفة قائلة إن هذا الحلم لا يمكن أن يبنى فقط على القوة العسكرية، وتقول إن بناء هذه الدولة يحتاج إلى قاعدة أخلاقية، وإن هذه القاعدة مهددة. وتقول الصحيفة إن تقريرا لمنظمة هيومان رايتس ووتش ذكر أن قوات البيشمركة تضع آلاف العرب فيما يسمى بمناطق أمنية، وتمنع أعدادا أخرى من العودة لقراهم، أو تعطى الأكراد حق السكن في منازلهم. الخطر يتقدم في شمال أفريقيا إذا كان تقسيم العراق وبلاد الشام في الواجهة حاليا فإن مخطط التمزيق والتقسيم يزحف عبر نفس الأداة الإرهابية إلى شمال أفريقيا. واشنطن ولندن وبجانبهما حلفاء آخرون لا يريدون حتى السماح للقوى المحلية الشرعية في ليبيا بضرب التنظيم الإرهابي قبل أن يستفحل خطره. بعد أن عطلت بريطانيا مع الولاياتالمتحدة في نهاية شهر فبراير 2015 مشروع قرار في مجلس الأمن لمقاومة تنظيم داعش ورفع الحظر عن مد الحكومة الشرعية الليبية بالسلاح، تحركت لندن لدعم التنظيمات المسلحة المناهضة للحكومة المعترف بها دوليا. يوم السبت 28 فبراير استنكر الجيش الليبي، تصريحات مندوب بريطانيا في الأممالمتحدة، مارك غرانت، التي قال فيها إن "ميليشيات مصراتة" تواجه وحدها "الإرهاب" في ليبيا. وقال المتحدث باسم الجيش إن "المتتبع للشأن الليبي.. يدرك" ما يجري بين الجيش و"الجماعات الإرهابية والمليشيات المتحالفة معها، مثل مليشيات الدروع وخاصة درع الوسطى مصراتة ودرع الغربية". وأضاف العقيد أحمد المسماري أن غرانت الذي "ينكر" هذه الوقائع "مارس أمام الأممالمتحدة سياسة الخداع بقلب الحقائق وتغذية الرأي العام .. بمعلومات مغلوطة مجافية للحقيقة..". وأكد المسماري على رفض ما وصفه ب"المحاولات المشبوهة التي تحاول بعض الدول الغربية من خلالها حجب حقيقة المعركة، وذلك لصالح الإرهابيين بكل أطيافهم وبغية دعم الفئة الباغية..". ورحب المتحدث باسم الجيش بقدوم أي لجنة دولية إلى ليبيا "للتحقق من تصريحات المبعوث البريطاني لدى الأممالمتحدة ومعرفة الحقيقة من على أرض الواقع". من جانبه أكد رئيس الوزراء الليبي المعترف به دوليا عبد الله الثني إن حكومته ستوقف التعامل مع تركيا لأنها ترسل أسلحة إلى مجموعة منافسة في طرابلس "لكي يقتل الشعب الليبي بعضه البعض"، ويتعلق الأمر مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم فجر ليبيا تعتبر الذراع العسكري لتنظيم الإخوان. وتركيا واحدة من بضع دول استقبلت بشكل علني مسئولين من الحكومة التي نصبها تنظيم فجر ليبيا التي تقاتل وحداتها المسلحة إلى جانب داعش وتساند المجموعات المسلحة التي تقوم بعمليات ضد تونس. وقالت حكومة الثني إنها ستستبعد الشركات التركية من الصفقات المستقبلية متهمة أنقرة بدعم الحكومة الموازية في طرابلس والجماعات المسلحة المتحالفة معها. واتهم الثني قطر بتقديم الدعم "المادي" للجانب المنافس من الصراع الليبي. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. وفي مدينة بنغازي في شرق البلاد أطلق مسلحون مجهولون النار يوم الجمعة 27 فبراير مما بدا أنها رشاشات مضادة للطائرات باتجاه احتجاج شعبي مؤيد للجيش واللواء حفتر. وطالب المحتجون بتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة "إرهابية" مثلما هو الحال في مصر والإمارات والسعودية والكويت. اسلحة من روسيا التحالف الذي تقوده واشنطن ليس اللاعب الوحيد في الساحة حيث سجل أن غالبية دول الاتحاد الأوروبي أخذت تتبع في الأسابيع الأخيرة توجهات لا ترضي البيت الأبيض حاليا. بينما تطالب واشنطن ولندن بترك الأوضاع في ليبيا تتجه نحو البحث عن حل سياسي، وصلت بروكسل إلى تفاهم مع موسكو يقوم على أساس أن ترك الوضع دون حسم يعمل لصالح الجماعات المتطرفة. يوم 26 فبراير صرحت فدريكا موغريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إنها اتفقت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على دعم المحاولة الدبلوماسية الأخيرة في ليبيا خلال اتصال هاتفي استمر 20 دقيقة يوم الخميس. وأضافت موغريني للصحفيين "اتفقنا على إتاحة فرصة لهذه المحاولة الدبلوماسية الأخيرة .. وبشأن كيفية دعم المتابعة المحتملة للحوار بما في ذلك بقرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لذلك يمكننا القول إن الروس يشاركون معنا أيضا". رئيس الحكومة الليبية وأمام رفض واشنطن السماح للجيش الليبي بالحصول على السلاح ذكر أن بلاده ستتجه إلى روسيا والصين من أجل الحصول على ما تحتاجه. في حين ذكرت مصادر رصد أن دولا أوروبية مستعدة لمد ليبيا بالسلاح وهو الأمر الذي يقلق محركي سياسة واشنطن. وقد أضاف رئيس الحكومة المعترف به دوليا، إن مصر ستشن مزيدا من الغارات الجوية بالتنسيق مع حكومته لمواجهة تهديدات أمنية محتملة بليبيا. وصرح الثني في مؤتمر صحفي بالقاهرة في ختام زيارة تحادث فيها مع رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب ومسئولين آخرين، "كلما كان هناك خطر وتهديد ستكون هناك ضربات جوية لهذه المجموعات بتنسيق كامل بين مصر وليبيا". وكانت طائرات مصرية قد أغارت في وقت سابق من شهر فبراير على مدينة درنة شرقي ليبيا استهدفت مواقع لتنظيم داعش ردا على ذبح 21 من العمال المصريين. التمويه لمواجهة تحالف في نطاق محاولات أنصار التنظيمات المتطرفة مواجهة التحالف المصري الليبي يتم شن حملة تمويه. يوم الأربعاء 18 فبراير قال بوب باير، العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومحلل الشؤون الاستخباراتية لدى شبكة "سي إن إن"، إن القوات المصرية قد تجتاح ليبيا وتحتلها بحال كان الخطر القادم من تلك البلاد كبيرا بما يكفي لتهديد الوضع المصري. وقال باير إن المصريين يواجهون التطرف في ليبيا، بل إنهم "ليسوا قادرين على التحليق بمروحياتهم عند المنطقة الحدودية مع ليبيا لتخوفهم من وجود صواريخ مضادة للطائرات بحوزة مقاتلي داعش". وتابع قائلا: "أرى أن القصف الجوي المصري هو مجرد مقدمة لشيء أكبر. وعلينا نحن التعامل بجدية مع الموضوع الليبي لأنه تهديد مباشر لأوروبا إذ لا تبعد إيطاليا إلا مسافة قصيرة بحرا، وبالتالي فالأمور تزداد تعقيدا". وشكك باير في فاعلية الغارات المصرية الحالية ولكنه لم يستبعد توسع العمليات لتصل إلى غزو بري قائلا: "لقد قصفت الطائرات المناطق المحيطة بدرنة التي تعتقل معقلا للتنظيم ولكن عناصر داعش كانوا قد أعادوا نشر قواتهم. يمكن للغارات إحداث بعض الضرر ولكن الوضع برمته في ليبيا متفجر فهي لم تعد دولة فاشلة فحسب بل دولة في فوضى شاملة. في نفس الإطار قال جيمس رييس، قائد قوات دلتا الأمريكية السابق، إنه لو كان مكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لدخل إلى ليبيا وسيطر على أراض نفطية. عمر نجيب [email protected]