عرف النسيج الجمعوي بالجهة الشرقية خلال السنوات الأخيرة نموا ملحوظا على مستوى المساهمة في إنجاز عدد من البرامج والمشاريع الاجتماعية والثقافية التي تشهدها مدن وأقاليم هذه الجهة. وحسب معطيات لوكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية, فإن الحركات الجمعوية التي تتميز بها الجهة الشرقية تلعب دورا مهما من خلال مختلف مكونات المجتمع المدني في مجالات التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية, مشيرة إلى أن بعض هذه الحركات أبانت عن دينامية ملحوظة في هذه المجالات وخاصة بفجيج وتاوريرت ووجدة. وأضافت المعطيات التي نشرت على الموقع الإلكتروني للوكالة, أن النسيج الجمعوي بالجهة يساهم من خلال أنشطته في إنجاز عدة مشاريع بشراكة مع المؤسسات الوطنية أو في إطار التعاون اللاممركز, كما يساهم في الحكامة الترابية الجديدة من خلال مواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية, والمشاركة في تحسين ظروف الساكنة المعوزة. وقامت الوكالة بوضع خطة لمواكبة نمو النسيج الجمعوي الذي تعرفه المنطقة, وإعداد آليات للتمويل لدعم مبادرات الجمعيات المحلية المشاركة في الأنشطة التنموية للمجالات الترابية التي تتواجد بها. وتقدم الوكالة دعما ماديا وماليا للجمعيات الأكثر دينامية لإنجاز المشاريع الاجتماعية, كما تساهم في تعزيز كفاءات الجمعيات حديثة النشأة, وخاصة في مجال إعداد المشاريع وتدبيرها من الناحية المحاسباتية, فضلا عن كونها تولي اهتماما خاصا للجمعيات العاملة في القطاعات السوسيو-اقتصادية الواعدة كالفلاحة والصناعة التقليدية والثقافة. ويستهدف هذا الدعم أيضا الجمعيات العاملة في مجال تحسين وضعية المرأة وتطوير ظروف حياة الأطفال الذين يوجدون في وضعية صعبة وكذا المعاقين, وتعزيز النظام المدرسي في الأوساط الهشة, وتدعيم الجمعيات في إطار اتفاقيات مرتبطة بالأنشطة المحدثة للمداخيل. كما يستهدف تدخل الوكالة تشجيع المبادرات المتعددة لتنمية السياحة المحلية وخاصة إنعاش السياحة القائمة على الأنشطة الثقافية كموسم «»الوعدة»» لإيبودار, وموسم «»بني يزناسن»», ومهرجان «»الركادة»», ومهرجان فن الراي, ومهرجان «»النهاري»» بجرادة. ويشمل هذا الدعم إعداد المناطق السياحية القروية لإنعاش السياحة البيئية وإشراك السكان في مسلسل التنمية, وتطوير سياحة متضامنة من خلال إحداث أنشطة مدرة للدخل, وكذا وضع برنامج لتنمية سياحة متكافئة بالجهة في إطار شراكة بين الوكالة وعدد من المؤسسات المعنية. وفي ما يتعلق بالتعاون الدولي اللامركزي, تقوم الوكالة بدعم هذا النوع من التعاون بين المدن والجهات المتوأمة مع الجهة الشرقية وبعض الأقاليم كالتعاون القائم بين مدينة فجيج ومقاطعة السين سان دونيز الفرنسية, واتفاقية التوأمة بين مدينتي ليل ووجدة للتعاون في ما بينهما في بعض الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية. كما تقوم الوكالة بتعبئة صناديق للتمويل في إطار الفرص التي تتيحها برامج التعاون للمولين على الصعيد الدولي, كتوقيع برتوكول اتفاق مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية لتنفيذ برنامج مندمج للتنمية بالجهة الشرقية, وشراكة مع صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونسيف) للتعاون لفائدة الطفولة بالمجال القروي بالجهة.