أنجزت أسبوعية "الوطن الآن" البيضاوية ملفا حول الجهة الشرقية، نشرته ضمن أحد أعدادها الأخيرة، وضمنته تصريحات لبعض الفعاليات الجمعوية، السياسية والإعلامية، في الجهة، وفي ما يلي النص الكامل الذي أدلى به الزميل يحيى الشيحي، مدير ورئيس تحرير جريدة "النهضة" الصادرة من وجدة للجريدة المذكورة. شكل الخطاب الملكي ليوم 18 مارس 2003، في وجدة، خارطة طريق لتنمية الجهة الشرقية والنهوض بها، بعد عدة عقود من الإقصاء والعزلة والتهميش.أجل لقد حملت المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، التي جاء بها خطاب 18 مارس، مشروعا نهضويا متكاملا وطموحا، يهدف إلى الرقي بالجهة وتنميتها والسمو بها إلى مصاف الجهات المغربية الأخرى، وفك العزلة عنها، وإدماجها في النسيج الاقتصادي الوطني، بأبعاد مغاربية ومتوسطية. لقد غيرت المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، بأوراشها المهيكلة الكبرى، ومشاريعها المتعددة والمتنوعة، الكثير من وجه الجهة الشرقية، التي تتوفر على موارد اقتصادية متنوعة، وطاقات بشرية مؤهلة وهامة، والتي عانت لفترة غير يسيرة من تاريخ المغرب الحديث من واقع العزلة والتهميش، تكريسا للمفهوم الاستعماري: "المغرب غير النافع". وأدت المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية إلى جعل الجهة ساحة فسيحة مفتوحة لأوراش مهيكلة كبرى، ومشاريع تنموية واعدة، متنوعة وعديدة، مست البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية (الطريق السيار: فاس – وجدة، تثنية الخط السككي: الناظور – تاوريرت، المدار المتوسطي، تزويد مدن الجهة الشرقية بالماء الشروب، الكهربة...)، والسياحية (محطة ميديتيرانيا السعيدية...)، تشييد المطارات وتوسيعها، الموانئ، والبقع والأحياء الصناعية، فضلا عن التجهيزات الرياضية والثقافية، والمركبات الاجتماعية، وغيرها. هذا دون الحديث عن مشاريع التأهيل الحضري لمدن الجهة، وبرامج رد الاعتبار لحواضرها العتيقة... هي فعلا أوراش متنوعة ومتعددة فتحت، وهي تحديات على الجميع العمل لكسب رهانها، في أفق بناء اقتصاد جهوي قوي، يتماشى والجهوية التي ارتضاها المغرب لنفسه أسلوبا في التدبير والتسيير، وفي هذا الصدد لا يمكنني كمغربي غيور على وطنه، ويتمنى الخير والرخاء لجهته، إلا أن أبارك هذه الأوراش، وأنخرط بأقصى طاقتي في تجسيد وخدمة هذا المشروع الملكي التنموي الكبير والطموح، الرامي إلى تبويئ الجهة الشرقية المكانة التي تليق بها كقطب اقتصادي جهوي فاعل وجاذب بأبعاد مغاربية ومتوسطية، لذا فإن مجهودات إضافية وجبارة تبقى مطلوبة لتسريع وتيرة الإنجاز، وتكثيف مشاريع النماء،مع وجوب نهج تنمية مستدامة ومتوازنة تستحضر التنمية في مفهومها الشامل باعتبارها تتغيى، في آخر المطاف، تنمية العنصر البشري وتأهيله، ومحاربة الهشاشة والفقر. ولاشك أن نهج الجهوية الموسعة كأسلوب في حكم وتدبير وتسيير شؤون البلاد سيصب في معين تطوير الجهة الشرقية وتنميتها. يحيى الشيحي: مدير ورئيس تحرير أسبوعية "النهضة"، الصادرة من وجدة.