يجري هذه الأيام في العراق نقاش بصدد حقوق شرطي تم الإعتداء عليه من قبل حماية وزير حقوق الإنسان في العراق. إذ فيما كان موكب السيد وزير حقوق الإنسان ينهب الشوارع ويأكلها مع صوت صفارات سيارات الحماية أوقف شرطي أحد حراس نقاط السيطرة والتفتيش، أوقف موكب السيد الوزير تطبيقا لتعليمات صادرة من مكتب رئاسة الوزراة بضرورة التدقيق في هوية سيارات الحماية والمواكب حيث أن المنظمة الإرهابية داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية صارت ترتدي ملابس عسكرية وبسيارات حكومية مسروقة أو مزورة وتنفذ مآربها الإرهابية، لذا ينبغي التدقيق في سيارات حماية الوزراء والمواكب الوزارية. نزل مسؤولو الحماية وأنهالوا ضربا بشرطة الحاجز لأنه أوقف مسيرة موكب الوزير، وأصيب أحد الحراس بجرح بليغ تحت عينه اليسرى ونقل للمستشفى. لا يستطيع أفراد الشرطة الخروج بتظاهرة للمطالبة بحقوقهم وحماية حقوقهم المهنية والإنسانية! هناك أيضا مواطنون في شركة البترو كيميائيات في مدينة البصرة لم تدفع لهم رواتبهم منذ ثلاثة شهور. خرجوا بتظاهرة سلمية فتلقوا ضربا حال تقدمهم في المسيرة وتراجعوا. ثمة عمال نظافة أيضا في مدينة البصرة وآخرون في مدينة الحلة يتظاهرون سلميا للمطالبة بصرف رواتبهم المتوقفة منذ شهور ولكن لا أحد يستجيب لهم. فالمظاهرات السلمية لا تجدي نفعا مع المسؤولين في العراق على ما يبدو. نعم، الإحتجاجات الباردة لا تجدي نفعا وتذهب أدراج الرياح في أثير أخبار الفضائيات ويأتي حدث أكبر ينسي الحدث الذي قبله صغر أو كبر. في جنوب أفريقيا جفت شجيرت الموز الطعام الوحيد والمفضل لدى قرود المنطقة وشح عليهم الخبز والطعام فقرروا مغادرة الغابة ثم توصلوا أن مغادرة وطنهم ليس الحل الأمثل وعليهم النضال من أجل حقوقهم القردية. وهذا ما حصل بالفعل حيث خرجوا إلى أقرب شارع يمر عبر الغابة وعملوا حاجز سيطرة مثل حاجز السيطرة الذي تسبب في جرح عدد من الشرطة من قبل حماية وزير حقوق الإنسان في العراق. بدأت القردة بجمع أنواع الأسلحة من الأحجار، أحجار صغيرة وأخرى أكبر منها وأخرى أكبر. مثل الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. ووقفوا في الشارع. وصاروا يوقفوا السيارات وهم يشيرون نحو بطونهم وأفواههم بمعنى أنهم جياع. ومن لا يرمي لهم بالطعام من أصحاب السيارات يباشرون برمي سيارته بالحجارة الخفيقة أو المتوسطة أو الثقيلة ويكسرون زجاج الواجهة. أنتشر الخبر بين السائحين والمواطنين. وصاروا وهم في طريقهم لمشاهدة الحيوانات في الغابات يجلبون معهم الطعام من الموز والخبز والتفاح وحتى المكسرات من الفستق واللوز ويعطونها للقرود كي يمروا ويجتازوا الحاجز بسلام. أحد المارة بادر بكتابة لافتة حديدية مكتوب فيها حاجز سيطرة قف للتفتيش ودفع ضريبة المرور. ونزل من سيارته وأنبت العمود على رصيف الشارع وشاهده القرود وفهموا مضمون اللافتة فصاروا يصفقون له. أعطاهم الطعام ومر بسلام وهم يلوحون له بأيديهم. لو مر وزير حقوق الإنسان في العراق في ذلك الشارع فإن حمايته سوف لن يتمكنوا من أهانة القرود أو جرح أحدهم جرحا بليغا كما حصل لشرطي حاجز السيطرة المسكين الذي كان يريد أن يؤدي واجبه دون أن يعلم بأن أداء الواجب يسري فقط على المواطن .. والمواطن الفقير فحسب ولا يسري على وزراء اليوم وحصاناتهم البرلمانية والوزارية وحصاناتهم ال ...! سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا [email protected]