علق المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مارك زوكربيرغ، على حادثة إطلاق النار التي استهدفت مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة في فرنسا، بتصريحات تشدد على دعمه لحرية التعبير على شبكته الاجتماعية. وقال زوكربيرغ، عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، إن عقب تفكيره في تلك الحادثة ومراجعة تجاربه الشخصية مع المتطرفين، يرى ضرورة رفض محاولات تلك الفئة المتطرفة التي تحاول إسكات أصوات وآراء الجميع حول العالم. وأضاف أنه "لن يدع ذلك يحدث في فيس بوك، وأنه ملتزم ببناء الخدمة حيث يمكن التحدث بحرية دون خوف من العنف، وأن شبكته الاجتماعية ستظل دائماً مكانا يتبادل فيه جميع الناس من أنحاء العالم وجهات النظر والأفكار المختلفة". وتابع الرئيس التنفيذي لفيس بوك أن شبكته الاجتماعية ستستمر في تتبع القوانين في كل بلد، إلا أنها لن تجعل بلداً واحداً أو مجموعة من الناس تملي على جميع مستخدميها من حول العالم ما يتشاركونه. وتحدث زوكربيرغ عن حادثة سابقة رفضت فيها فيسبوك الانصياع لطلبات ما وصفهم بالمتطرفين، حيث قال على حسابه "طالب متطرف في باكستان قبل سنوات بإعدامي لأننا رفضنا حظر محتوى عن النبي محمد"، وذلك في إشارة إلى رفض الشبكة لحذف محتوى سابق فيه إساءة للنبي محمد نشر على أحد الصفحات بها عام 2010. وتأتي تصريحات زوكربيرغ عقب أيام قليلة من خروج تقرير إعلامي يؤكد أن شبكات اجتماعية مثل فيس بوك وتويتر تواجه اتهامات واسعة بدعم المشاركات المضادة للإسلام، والتي تعزز من ظاهرة "الإسلاموفوبيا" التي تزيد من التحامل والكراهية ضد المسلمين. وكانت صحيفة إندبندنت أشارت في تحقيق لها إلى أن شبكات مثل فيس بوك وتويتر رفضت إزالة مئات من المشاركات تزيد من الاحتقان ضد الإسلام، رغم البلاغات المستمرة ضد تلك المشاركات سواء من مستخدمين عاديين أو من جمعيات خاصة مناهضة للعنصرية بجميع أشكالها. وأضافت الصحيفة أن في الآونة الأخيرة زادت على الشبكات الاجتماعية تلك النوعية من المشاركات العنصرية ضد الإسلام، والتي وصفت المسلمين بعدة صفات منها المغتصبين والمشتهين للأطفال واتهمتهم بأن خطورتهم لا تقل عن خطورة مرض السرطان، وأن تلك المشاركات لم يتعرض ناشريها لأي إجراءات مضادة سواء بحذف مشاركاتهم أو بتعليق حساباتهم. يذكر أن تصريح زوكربيرغ جاء ضمن حملة "أنا شارلي" (Je Suis Charlie) التي دُشنت لدعم الصحيفة الساخرة بعد الحادث، وهي الحملة التي شاركت فيها عدة شركات ومنصات إعلامية من حول العالم، ومنها غوغل التي تبرعت بما يقرب من 300 ألف دولار للصحيفة.