هل سيتحمل المغرب وحده مسؤولية استقبال المهاجرين الأفارقة؟ البرلمان الإسباني يصادق على قانون يسمح بإعادة المهاجرين الأفارقة للمغرب فتح البرلمان الإسباني حلقة جديدة من حلقات التعامل مع المهاجرين القادمين من افريقيا جنوب الصحراء والذين يتسللون إلى كل من سبتة ومليلية المحتلتين، وهذا القانون الذي صادق عليه برلمان الجارة الإيبيرية مؤخرا يقضي بترحيل المهاجرين الأفارقة القادمين من افريقيا جنوب الصحراء والذين يصلون إلى التراب الإسباني عبر المدينتين المحتلتين إلى المغرب. وكان هذا القرار الذي صادقت عليه اسبانيا قد لقى معارضة عدد من النواب داخل برلمانها لأنه حسب هؤلاء يتعارض مع المبادئ العامة لحقوق الإنسان والتي تقضي بأن أي إنسان وضع رجله في تراب البلد المستقبل لا يمكن ترحيله وفي رده على هذه الاعتراضات اعتبر وزير الداخلية الإسباني أن حماية «المواطن» الاسباني بطبيعة الحال تأتي من حماية سبتة ومليلية. وكان مسؤول إسباني آخر اعتبر في وقت سابق أن حدود سبتة ومليلية المحتلتين فهي حدود الاتحاد الأوروبي. يأتي هذا القانون في غياب أي تشاور مع البلد المعني أولا وأخيرا بهذا القانون وهو المغرب. إذ كيف سيتعامل المغرب مع هؤلاء المهاجرين من العائدين إلى أرضه وهم الذين جاؤوا لها ليس بهدف الاستقرار فيه ولكن من أجل المرور إلى إسبانيا. والسؤال الآخر المطروح هو هل من حق المغرب أن يتعامل مع هؤلاء المهاجرين بنفس الإجراء وهو إعادتهم إلى البلدان التي يأتون منها خاصة الجزائر التي تفتح الباب على مصراعيه أمام هؤلاء ليصلوا إلى المغرب، بل إن في الكثير من الحالات يطردونهم نحو المغرب عوض أن يعيدوهم إلى الحدود التي أتوا منها. ويتذكر الجميع الحملة الإعلامية الواسعة التي شنتها الصحافة الإسبانية على المغرب عندما رحل مهاجرون أفارقة إلى أوطانهم بإعادتهم إلى الحدود الجنوبية للمملكة. ويبدو أن هذه القوانين التضييقية على المهاجرين الأفارقة ستفتح مشاكل لاحصر لها بالنسبة للمغرب ولاستقرار هؤلاء في أرضه خصوصا بعد التشريعات الأخيرة التي سنها لصالح المهاجرين. وذلك في غياب أي دعم للمغرب الذي يتحمل يطلب منه أن يلعب دور دركي إسبانيا وأيضا أن يستقبل المهاجرين ولا يعاملهم بما تعاملهم به الدول الأوروبية التي تريد أن تحمي حدودها.