وجه زعيم «حركة طالبان»، الملا محمد عمر، تهديدا شديد اللهجة للقوات الغربية , وطالبها بانتهاز «فرصة ذهبية» لمغادرة أفغانستان قبل أن تقتل الحركة الآلاف من جنودها، مؤكدا أن خطط زيادة القوات الأميركية سيكون لها مردود عكسي. وفي بيان نسب إليه, بمناسبة عيد الأضحى، اعتبر الملا عمر, الذي يعتقد أنه يتحصن في منطقة الحدود الجبلية بين أفغانستان وباكستان , أن خطط الولاياتالمتحدة لزيادة قواتها, ستفشل في وقف العنف بل إنها ستساهم في زيادته. وهدد زعيم «طالبان»بأن الاشتباكات المسلحة الحالية , والتي يصل عددها إلى العشرات, ستتصاعد , وتصبح بالمئات، معتبرا أن خسائر القوات الغربية ستقفز بالتالي من المئات إلى الآلاف. وكان النصف الأول من العام الجاري شهد مقتل نحو 4000 شخص , ثلثهم من المدنيين , وفقا لوكالة رويترز, إضافة إلى نحو 140 تفجيرا انتحاريا نفذتها «طالبان»، وهو ما يجعل من 2008 العام الأسوأ منذ قيام قوات تقودها الولاياتالمتحدة باجتياح أفغانستان, والإطاحة ب«حركة طالبان »عام 2001. كما شهد العام الجاري تصاعدا نادرا للتوتر بين الرئيس الأفغاني حامد كرزاي , وداعميه الغربيين, بسبب وقوع الكثير من الخسائر بين المدنيين نتيجة الضربات الجوية التي تشنها القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة. وأعلنت واشنطن أنها سترسل أكثر من ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان, الشهر المقبل, كما أنها تبحث خططا لإرسال ما يصل إلى 20000 آخرين خلال فترة تتراوح بين عام وعام ونصف. وكانت أحدث حلقات العنف في أفغانستان قد أسفرت عن مقتل 12 مسلحا , وخمسة جنود في معارك وحوادث متفرقة في ولايات مختلفة , أبرزها في هلمند ، حيث تحدثت مصادر رسمية عن مقتل تسعة من مقاتلي «طالبان »، وإصابة اثنين آخرين. ومن جانب آخر قتل خمسة جنود أفغانيين ، وجرح اثنان آخران في هجومين على دوريتين بولايتي كونر , وهلمند ، حسب وزارة الدفاع الأفغانية. قوات إضافية يأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية, أن القوات الإضافية, التي سترسل إلى أفغانستان ، مطلع العام المقبل، ستتمركز حول العاصمة كابول , لمنع سقوطها بأيدي مقاتلي «حركة طالبان». وأشارت الصحيفة إلى أن القرار يعكس القلق المتنامي في أوساط هؤلاء, جراء الهشاشة المتزايدة للوضع بالمدينة والمناطق المحيطة بها.