سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
احتجاج بسوق السبت اولاد النمة على ارتفاع فاتورات الماء والكهرباء.. و"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" يشخصون الواقع ويحذرون من تبعات التدبير السيء للشأن العام!
صبيحة يوم الثلاثاء ثاني دجنبر الجاري نظمت "تنسيقية سوق السبت ضد الغلاء"، وقفة احتجاجية، شارك فيها فاعلون جمعويون هيئات سياسية ومواطنون بعد أن اكتووا بنار غلاء المعيشة . الوقفة التي انطلقت من أمام مقر بلدية سوق السبت في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف، رددت شعارات ثقلية سياسيا، وحملت لافتات نددت بتدهور الوضع الحقوقي بالمغرب، واستنكرت الهجوم الشرس على أنشطة ومناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على الصعيد الوطني. الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت ، ذكروا المتتبعين بأسباب رفض إطارهم الحقوقي المشاركة في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش، وبالحملة المغرضة التي تلت هذا الموقف واستهدفت بالأساس، يقولون، الأطر التقدمية المساندة للجماهير الكادحة، وعلى رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. نعيمة واهلي، حقوقية، عضوة بالمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان وصوت نسائي مألوف بسوق السبت، قالت في كلمة شديدة اللهجة والوضوح، إن الوقفة الاحتجاجية، جاءت لتوجه رسالة غير مشفرة إلى من يعنيهم الأمر ، على أن المنع الذي طال أنشطة الجمعية مؤخرا، لن يزيد هذه الأخيرة إلا صمودا وحيوية، وأن حقوقيي الجمعية لن يكفوا عن فضح كل الممارسات المشينة واساليب والنهب والإغتناء اللاشرعي . ذات المتحدثة قالت ايضا، إن المواقف الأخيرة للمخزن، لن تزيد الشارع إلا احتقانا، وأن القمع والتسلط لن يُعيد زمن الخنوع والطاعة العمياء ،وأن خيار المواجهة في ظل هذه الحملة الشرسة أمسى هو الأقرب.. ومحليا ، نددت المتدخلة، بمواقف السلطة المحلية وبحنينها الى الزمن البائد ، وشخصت الوضع بدقة ، ووصفته بالخطير، وتساءلت عمّا اذا كان المسؤولون يعرفون واقع المؤسسات التعليمية ، وقطاع الصحة والطرق والصرف الصحي والإنارة العمومية، وبإختصار طبيعة مؤشر التنمية المحلية. وطالبت بضرورة ايجاد إجابة حقيقية عن مصير المشاريع التي دشنها الملك محمد السادس ،وخاصة المستشفى المحلي الذي لازال مغلقا الى حد الساعة؟. ومن جانبه، انتقد مروان صمودي، رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، انتقد وبقوة السلطة المحلية، وقال إن مُبدعي مصطلح المكبات الكبيرة ليسوا وحدهم الوطنيين فقط.. وليس كل من ارتدى بدلة رسمية وطنيا ، وذلك في إشارة منه الى باشا أولاد عياد الذي سبق وأن قال ،وفق ما تداولته بعض المواقع الالكترونية"، إن بدلتي رمز وطنيتي" وقال مروان إن الوطنيين الحقيقيين هُم الذين يدافعون عن الوطن بكل ارادة وعزم، وهُم الذين يستمعون الى نداءات الكيانات المدنية والجبهات العميقة من المجتمع، وهُم هؤلاء الشباب الذين يرفضون الإقصاء والتهميش ، والقهر والإذلال والتسلط والتجبر.. رئيس الفرع أشار أيضا، الى ما أسماه ب" الوضعية الحقيقية للمدينة " وقال إن ما كُنّا ندعو اليه بالأمس كحقوقيين، هو الذي حدث اليوم، فالزّخات المطرية التي لا مجال لمقارنة نسبتها بما نزل بالجنوب، كانت كافية رغم قلتها لفضح سياسة الترقيع التي ينهجها المسؤولون منذ سنوات مضت،..، إن اختناق قنوات الصرف الصحي ،يقول، واقتحام الأمطار للعديد من البيوت، وغياب الآليات اللوجيستيكية الكفيلة بإنقاذ الساكنة، واعتماد أسلوب المماطلة من طرف السلطات المحلية ، واختفاء المنتخبين بالكل، وتحوّل عناصر الأمن الى رجال وقاية ونظافة..، خير إجابة على تساؤلاتنا العميقة التي كثيرا ما وُصفت بالمتطرفة والبعيدة عن الواقع. وفي نفس السياق، حذر مروان صمودي، من الإنتشار القوي لأوراش ومقاولات الياجور داخل المدار الحضري أمام أعين السلطات وأعضاء المجلس البلدي دون سند قانوني، ..، ومن خطورة افرازات مطرح نفايات سوق السبت التي كانت سببا ،حسب ما يروج يقول، في موت حوالي اربعة عمال في ظروف شبه غامضة ودون تحريك آلة البحث والتحقيق في الموضوع . ونبه أيضا الى الملف المتعلق بالقضاء على دور الصفيح الخاص بدوار عبد العزيز، ووصف الموضوع بالشائك، ووجّه أصابع الإتهام الى ممثلي السلطة المحلية سابقا، وبعض المنتخبين، وقال إن أي تلاعب به سيشكل قنبلة موقوثة خصوصا في الظرف الراهن، حيث أصبحت العديد من الأسر ممّن آمنت أو قل بالأحرى"انخدعت" بوعود السلطة على حافة التشرد ،وأصبح طموحها في امتلاك "براكة قصدير" أقوى بكثير من الحصول على بيت "الحلم البائس" بعدما اكتوت بنار الكراء وغلاء المعيشة. رئيس الفرع ،وفي ختام كلمته، ندد هو الآخر بالمضايقات التي يتعرض لها مناضلو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت سواء من طرف السلطات المحلية أو رئيس المجلس البلدي ، وشدد بقوة على خطورة الزيادات الأخيرة في فاتورات الكهرباء والماء، وقال إننا نحتج لنبعث برسالة الجيوب الهامشية والأسر الفقيرة ، وليس من أجل المزايدة السياسوية ..، وأننا ننتقد برؤية واقعية ومنهج علمي من أجل تغيير حقيقي يستند على معطيات واقعية وليس على أوهام أو أطروحات طوباوية نسعى من ورائها تلميع الوجه، لاننا يقول لم نكن ولن نكون من هواة مشاهد التنميق والتزويق ولذا فإننا بقدر ما نُنبّه الى خطورة الوضع، بالقدر ذاته نؤكد، أننا لن نتحمل مسؤولية احتقان جماهيري بعدما قلّ الضوء في النفق.