أنهى المستشار محمود الرشيدي رئيس محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة جدلًا استمر نحو 1323 يومًا حول قضية القرن التي يحاكم فيها الرئيس السبق حسني مبارك ونجليه ورجل الأعمال الهارب حسين وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وستة من معاونيه. وقرر الرشيدي ببراءة العادلي ومعاونيه عدلي فايد وأسامه المراسي، وحسن عبدالرحمن، إسماعيل الشاعر، الخاصة بقتل المتظاهرين، كما قرر براءة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك في تهمة تصدير الغاز إلى إسرائيل. كما أصدر الرشيدي حكمًا غيابيًا على "حسين سالم" وحضوريًا على مبارك ونجليه علاء وجمال بانقضاء الدعوى في تقديم 5 فيلات واستغلال النفوذ، كما أصدر الرشيدي حكمًا على حسني مبارك بعدم جواز الدعوى الجنائية في قضية الاشتراك في قتل المتظاهرين. الرشيدي لم يكن القاضي الأوحد في محاكمة مبارك، بل سبقه المستشار أحمد رفعت الذي قرر في يونيو2012 بالحكم على مبارك والعادلي بالسجن المؤبد (25 عاما)، والبراءة لمساعدي العادلي، في اتهامهم بقتل المتظاهرين. كما قضى رفعت بانقضاء الدعوى الجنائية ضد مبارك ونجليه وحسين سالم في جنايتي الفساد لانقضاء المدة القانونية للواقعة (أكثر من عشر سنوات)، وذلك في قضية استخدام مبارك ونجليه للنفوذ الرئاسي في تمكين سالم من الحصول على مساحات شاسعة من الأراضي المتميزة بشرم الشيخ، نظير الحصول على قصور وفيلات على سبيل الرشوة. بعد ذلك طعن مبارك والعادلي أمام محكمة النقض على الحكم، فقررت محكمة النقض، بقبول الطعن المقدم من مبارك، والعادلي، على الأحكام الصادرة بحقهما بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين. وبدأت أولى محطات محاكمة مبارك فعليًا في 11 إبريل 2011، حينما أصدر النائب العام انذاك عبد المجيد محمود قرارًا بالقبض على مبارك ونجليه، في مدينة شرم الشيخ، واستمرت المحاكمة لأكثر من 46 جلسة، حتى أصدر الرشيدي حكمه النهائي اليوم السبت ببراءة مبارك ومعاونيه، غير أن الحكم بحسب الرشيدي غير نهائي ويجوز الطعن عليه.