عقد المكتب التنفيذي لجمعية البناة اجتماعا استثنائيا عاجلا، على إثر ما عرفته ربوع الوطن العزيز في الأيام القليلة الماضية من كوارث و فيضانات، تسببت في العديد من الخسائر في الأرواح والتجهيزات الأساسية و مساكن المئات من الأسر، و بهذا المصاب الجلل، لا يسعنا إلا أن نتقدم بالعزاء لأسر الضحايا و عائلاتهم، راجين من الله العلي القدير أن يلهمهم الصبر و السلوان ، و بعد قراءة الفاتحة ترحما على شهداء الفاجعة ، انتقل المكتب التنفيذي لمناقشة مستفيضة لظروف و حيثيات هذه الكارثة الطبيعية التي ألمت بالعديد من أقاليم المملكة، و تتبع مخلفاتها و خسائرها البشرية و المادية عبر المنسقين الجهويين و كتاب فروع الجمعية، وسجل المكتب التنفيذي ما يلي: المطالبة بفتح تحقيق شفاف ونزيه، من أجل الكشف عن الجهات المسؤولة عن ضعف البنيات التحتية، و التي نجم عنها انهيار عدد من القناطر و تضرر العديد من الطرق، وعدم توفرها على معايير السلامة، بالرغم من أن معظمها أنشئت حديثا، ونحمل وزارة التجهيز والنقل مسؤولية توضيح أسباب الكارثة. استنكار الطريقة المشينة التي تم من خلالها نقل جثامين الضحايا، و التي استفزت المواطن المغربي في كرامته، حيث أبانت عن ضعف التجهيزات الأساسية للإنقاذ، خاصة في الأوضاع الاستثنائية التي تفرضها حالات التدخل السريع في الكوارث. دعوة المديرية الوطنية للأرصاد الجوية إلى البحث عن شركاء من المجتمع المدني، للمساهمة في نشر ثقافة التعامل مع النشرات الإنذارية، و التربية على تتبعها، و توسيع دائرة تعميمها إعلاميا، خصوصا و التطور الملحوظ في الوسائط الاجتماعية الالكترونية. فتح سلسلة لقاءات مع القطاعات الوزارية، و المؤسسات الحكومية، للتحاور و بسط جل سبل العمل التشاركي الفعال، لمساهمة جمعية البناة في العمليات التطوعية و الإنقادية المرتبطة بالكوارث و التضامن و التكافل، عبر ربوع المملكة. دعوة مكاتب فروع جمعية البناة والمنخرطين فيها، في كل الأقاليم، إلى التجنيد بتنسيق مع باقي الشركاء في المبادرات التطوعية الساعية إلى تخفيف المعاناة عن سكان القرى والبوادي و الدواوير، التي تحاصرها السيول والفيضانات ، والمساهمة الإيجابية بشكل تطوعي في إعادة ربط المناطق المنكوبة بالمؤن والخدمات، وفتح الطرق وإعادة تأهيل البنيات التحتية المنهارة. دعوة المجتمع المدني إلى المشاركة في تأطير المبادرات التطوعية للشباب، لإبراز قيم التعاون والتضامن، وجعل هذه المحطة فرصة لعودة مؤسسات الدولة و قطاعاتها الوزارية خصوصا لمزاولة أدوارها، في الرقي بالعمل التطوعي و الخدمة الاجتماعية، خدمة للبلاد و العباد. إطلاق حملة تضامنية مع ساكنة المناطق المنكوبة، عبر قوافل إنسانية و طبية، محملة بالمؤن و الأدوية و الألبسة، و قوافل شبابية تطوعية لإعادة تأهيل البنايات الأساسية التي تضررت جراء الأحداث الأخيرة. دعوة القطاعات الوزارية و المؤسسات الحكومية، و المقاولات المواطنة، و جمعيات المجتمع المدني، الوطنية منها و المحلية، و المجالس المنتخبة، للمساهمة في هذه الحملة التضامنية الكبرى التي نتوخى من خلالها فك العزلة عن مجموع المناطق المتضررة و إعادة روح التكافل الاجتماعي التي يتسم بها الشعب المغربي قاطبة.