أجلت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط بعد زوال أمس الاثنين ملف الأمنيين الأربعة رفقة 15 متهما متابعين بجملة من التهم، من بينها تكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز من أجل الحصول على فدية والتعريض للتعذيب والرشوة وإفشاء السر المهني واستغلال النفوذ والشطط في استعمال السلطة.. واستأثرت الجلسة الثانية من هذا الملف بحديث الدفاع عن الاعتقال التحكمي والتعسفي، خصوصا بالنسبة لمتهمين اثنين، حيث أكد دفاع المتهم الأول أن هناك انفلاتا وجرائم ارتكبت باسم مؤسسات، وتم فيها التغاضي والتواطؤ، سواء بالنسبة للقضية المفتعلة التي لم تسجل، مؤكدا على عدم الكشف عن التحريات المتعلقة بالتعذيب الذي تعرض له موكله بعد اختطافه، متهما في هذا الصدد رئيساً للشرطة القضائية بالرباط، الذي عزل، علما أن أطباء المجلس الوطني لحقوق الانسان أكدوا واقعة التعذيب، وكذا عدم توفر ملفه الطبي بالسجن كما يوجب ذلك القانون. وأوضح الدفاع أن فظائع ارتكبت بتواطؤ ولابد من الحد من ظاهرة الافلات من العقاب. كما أشار دفاع متهم آخر إلى أن مؤازره، الذي أصيب بثلاث رصاصات كان يخضع للعلاج بالمستشفى وفوجئ بنقله من غرفة الانعاش إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية رغم خطورة وضعه، حيث إن جزءا ضئيلا من كبده هو الذي يشتغل، ورغم الإلحاح على تمتيعه بالعلاج، إلا أنه تم خرق مبادئ دستورية تتعلق بالحق في الحياة والسلامة الجسدية والحق في العلاج، مطالبا هيئة الحكم بإحالته على أقرب مصحة للمحكمة لتتكفل عائلته بذلك. والتمس الدفاع ترتيب الآثار القانونية عن الاعتقال التحكمي ومحاكمة المتهمين في حالة سراح مؤقت، في نازلة اعتبرها مبتورة ووقفت وقائعها في حدود معينة من باب خلق ملف وهمي لتلميع الصورة. أما ممثل النيابة العامة فطالب من المحكمة الابقاء على المتهمين قيد الاعتقال بالنظر للأفعال الاجرامية المخيفة إلى حين البت في الموضوع وذلك حفاظا على حسن إجراءات المحاكمة وعدم عرقلتها، ولأن جرائم الاختطاف والاحتجاز وطلب فدية في إطار عصابة من أخطر الاجرام المنظم الذي يشكل خطورة على الأمة المغربية والمجتمع. وأوضح ممثل النيابة العامة، الأستاذ ميمون العمراوي، أنه يجب إحالة من يدعي التعذيب على خبرة طبية، وفي حالة ثبوت الأفعال فإن موقفها سيكون منسجما مع القانون، مشيرا إلى أن قضية إسماعيل زهير تتطلب شيئا من الوقت، ومستشهدا بواقعة حدثت بمحكمة صفرو، حيث ادعت سيدة تعرضها للتعذيب، إثر إدلائها بصور فوطوغرافية ومعاينة آثار ذلك، لكن الخبرة أكدت أن هذه الأخيرة استعانت بعشبة في ادعاءاتها.