انتشرت بإسبانيا مؤخرا العديد من الكتابات الصحفية التي تحذر من ظاهرة ارتفاع عدد المساجد في شبه الجزيرة الإيبيرية، والتي تعتبرها مقدمة لغزو إسلامي على المنطقة، وتطالب بنهج سياسة صارمة في مجال الهجرة لطرد كل المهاجرين المسلمين أو التقليص منهم. وفي نفس السياق صدر عن معهد الدراسات الإستراتيجية بالعاصمة الاسبانية مدريد تقرير تحت إسم «دينامية القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» أبرز مجموعة من المعطيات والمتغيرات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها منطقة المغرب العربي، كما أبرز قلق الرأي العام الدولي من تنامي مد تنظيم القاعدة ببلدان الغرب الإسلامي، وتزايد عمليات اختطاف السياح الأوروبيين بدول الساحل الأطلسي رغبة في حصول الجماعات المسلحة على أموال الفدية لتمويل عملياتها الإرهابية وشراء الأسلحة اللازمة. وانتهى التقرير بمطالبة دول الاتحاد الأوروبي والمغرب العربي بوضع استراتيجية أمنية جديدة لمواجهة خطر الإرهاب. ولقد انعكس صدور هذا التقرير سلبا على الجالية المسلمة المقيمة بإسبانيا وخاصة المغربية والجزائرية منها، حيث كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة «لاراسون» الشهر الماضي أن 67 في المائة من الإسبان يعتقدون أن الإرهاب مرتبط بالإسلام. ولقد أجرت مؤخرا صحيفة «أ.ب.س» الإسبانية حوارا مع الخبير الدولي المختص في مجال الإرهاب «إيلي كارمون» كشف من خلال معلومات استقاها من جهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد» عن وجود مخطط سري لتنظيم القاعدة من أجل استعادة الأندلس وسبتة ومليلية من خلال التواجد بقوة في شمال افريقيا وخاصة بمضيق جبل طارق وغرب البحر الأبيض المتوسط، بعد أن خسر معركته في عدد من الدول مثل المملكة العربية السعودية والعراق والصومال... الخ.