باتت السلطات الإسبانية متخوفة من أن تنقل الخلايا الجهادية التي أصبحت كل من سبتة ومليلية المحتلتين من أهم اعشاش تفريخها. فقد أصبحت المدينتان معقلين مهمين لاستقطاب «الجهاديين» إلى البقاع المشتعلة في العالم العربي والإسلامي، فبعد أفغانستان صارت الوجهة الأكثر استقطابا هي الوجهة السورية ثم الوجهة العراقية بعد التقدم التي حققه تنظيم الدولة الإسلامية بكل من الشام والعراق. وقالت صحيفة البايس الاسبانية في عدد أمس إن حوالي 14 شابا أغلبهم من سبتة لقوا مصرعهم في هذه الجهة، ثمانية منهم ماتوا في عمليات انتحارية (استشهادية) حسب قاموس المنظمات المتطرفة. وكانت السلطات الأمنية الإسبانية قد فككت عددا من الخلايا التي يوجد جزء منها في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والبعض الآخر في المغرب. وقد أصبح تنامي هذه الخلايا يشكل مصدرا لمخاوف عديدة من أن تنقل الخلايا «الجهادية» أنشطتها من الشرق العربي الى سبتة ومليلية المحتلتين. وقد تمكنت مصالح الأمن الإسبانية من التقاط محادثة من أحد المتطرفين المنحدرين من سبتة المدعو ياسين أحمد العربي وزوجته حين سألته متى ستتوجه الى الشام من أجل الجهاد فكان جوابه إن عندنا جهاد هنا في سبتة وليس هناك ما يمنعنا من الذهاب إلى الجهاد إلى مناطق أخرى. هذه العبارة كانت لها دلالتها عند المصالح الأمنية الاسبانية التي أخذتها بالجدية اللازمة نظرا لما توحي له من امكان هذه الخلايا تنفيذ قناعاتها بما أسمته بالجهاد «في سبتة».