انا من عشاق اليمن. أحب لهجتهم، وأحب بساطتهم وعمق تلك البساطة. كنت ضيفا دائما لليمن الجنوبية. وكنت أحمل جواز سفرهم وعندي كتاب يحمل عنوان "مذكرات جواز سفر" وبعدها أمتلكت جواز سفر اليمن الشمالي يوم توحد الشمال والجنوب. أنقذت تاريخهم المصور الذي تركه البريطانيون حين إستقلت اليمن، وكنت فخورا بذلك الإنجاز. كنت أصور وبموافقة الدولة بدون حواجز فأنا مخول بالتصوير من المكلا حتى حضرموت حين لم يكن ثمة إرهاب يوم كانت الدنيا بخير. وصلت لحدود الشمال أصور مزارع القات وعندما عدت إلى عدن نمت يومين كاملين في بيت صديق وكنت مرهقا من صعود الجبال والتصوير هناك. كان رئيس الوزراء علي ناصر محمد يبحث عني لأني وعدته بإنجاز هيكلية للإعلام المرئي لكنني نمت. وعدت مشيا للأوتيل. وفيما كنت أمشي في الشارع سمعت صوتا يصيح "غاسم غاسم" ألتفت فشاهدت موكب رئيس الوزراء متوقفا وشاهدت الرئيس علي ناصر محمد وقد أنزل زجاج سيارته المحصنة وهو يؤشر بيده أن أذهب نحوه فأندهشت لهذه البساطة رئيس وزراء يوقف موكبه ويناديني في الشارع. ذهبت نحوه فسألني أين أختفيت قلت له في بيوت جبال القات فضحك وطلب مني إنجاز الهيكلية الإعلامية لأنه ينوي عقد إجتماع مع الإعلاميين في اليمن الجنوبية..كان ذلك قبل أربعين عاما تقريبا. اليوم نحن أمام فضائيات عملاقة تقع فضائية اليمن في زاوية بعيدة على القمر الإصطناعي ربما لم يشاهدها سوى القلة من أهلها. أنا أهرب من الفضائيات العربية الكاذبة والمتآمرة وأشاهد فضائية اليمن وفضائية سبأ، أشاهدها عسى أن أسمع أغنية المغنية إشراق ب "الشيلة" اليمينة التي تشبه "شيلة" بنات البصرة في وطني ولكن بلهجة يمنية ساحرة وهي تعزف على آلة العود وأنا أهيم بها عشقا حين تؤدي أغنية لو تطلب عيوني. " لو تطلب عيوني أهديها بطيب النفوس يا أغلى من عيوني .. يا نور القمر والشموس. يا فرحة شجوني واصل قلبي غاطس غطوس منك يحسدوني، حسادي ضعاف النفوس يا ملك شجوني إسمح لي معاك في الجلوس أتمنى تجوني ما لي بالذهب والفلوس " أما مقدمة برنامج شؤون البلد أشواق محمد علي البريمي فانها ظهرت بجمالها الأخاذ وعيونها الواسعة اليمنية السوداء وبثوبها التراثي اليمني وإبتسامتها الحلوة وذكاء الأسئلة الشعرية والشاعرية في برنامج "شؤون البلد" في حلقة من برنامج شعراء الظل .. وأبدعت فيها! لا احد يمنعها من الحديث أو يغمز لجمالها فهي من بلد ضارب وهجا في التاريخ. وفي التاريخ حكمت اليمن إمراة وهي بلقيس ملكة سبأ قبل آلاف السنين فكيف لا تبدو المرأة اليمنية اليوم مبدعة وساحرة. الا يحق لي بعد هذا أن أهرب من الفضائيات العربية والمذيعات دونما إستثناء اللواتي أجرين عمليات تجميل الأنف وصبغن الشعر الأسود الجاعد ليصبح أشقرا لا ينسجم والوجه. عندما تشاهد فضائية اليمن تشعر أنك عربي جميل ونابت في تاريخ عريق قبل آلاف السنين، فقدمت المذيعة أشواق محمد علي البريمي حلقة من برنامج شؤون البلد مع شعراء الظل. إمرأة في منتهى السحر الجمالي والأدائي. لو تطلب عيوني أهديها بطيبة نفوس! [email protected]