منذ بداية الموسم الجامعي الجديد ، وجامعة الحسن الأول بسطات تعيش على وقع احتجاجات شبه يومية متفرقة في كل من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير والحي الجامعي وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت مشتلا لتخرج الكفاءات الوطنية والدولية ،ومحط أنظار جميع الطلبة الذين ينحدرون من كل ربوع المملكة ،بالإضافة الى أنها مجالا للكفاءات الوطنية من أساتذة جامعيين ذوي خبرة ونزاهة ،إلا أن في السنوات الأخيرة أصبحت ملاذا خصبا لكل أنواع الاحتجاجات والاعتصامات ،مما يدل على أن هناك اختلالات وتجاوزات في التسيير والتدبير بطلها بعض الأشخاص الذين لا يعيرون أي اهتمام للأمانة الملقاة على عاتقهم في تدبير الشأن العام. في هذا الاطار عبر مجموعة من طالبات وطلبة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التي يبدو أنهم داقت عليهم الكلية بما رحبت في رسالة توصلت جريدة "العلم" بنسخة منها ،عن تذمرهم واستيائهم لما آلت إليه الأوضاع داخل الكلية التي أصبحت فوق فوهة بركان قابل للانفجار في أي لحظة، مستنكرين بشدة تهافت فئة عريضة من الأساتذة الذين يجهل رصيدهم المعرفي والثقافي وإصداراتهم العلمية على الكلية ،واقتصارهم على لعب دور الموظف الذي يؤدي عمله متناسين أنهم أساتذة باحثين ،في حين أن هناك أساتذة يشهد لهم بالكفاءة المهنية والنزاهة ويستحقون أن يكونوا نموذجا لمقاربة الاصلاح الجامعي الذي نادى به صاحب الجلالة في خطابه الأخير ،وقد اختاروا الابتعاد عن الكلية والالتحاق بكليات أخرى جديدة حسب ما هو وارد في الرسالة. الطلبة المحتجون طالبوا بإجراء بحث دقيق فيما أسموه ب" خروقات التسجيل بسلك الدكتوراه "خاصة مختبر علوم التسيير بالكلية ،وكذا الضرب بقوة على أيدي المتلاعبين الذين يسعون الى تغليب منطق المحسوبية والزبونية على منطق الجدية والكفاءة العلمية ،بالإضافة الى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق فيما يجري ويدور بهذه الكلية التي تعرف مجموعة من اللوبيات المختصة في بيع مناصب الولوج لسلك الماستر ،ونهج سياسة التهديد بالنقط وحرمان الطلبة من الولوج الى الأسلاك المذكورة حسب الرسالة. إن الطالبات والطلبة الذين يعيشون أوضاعا نفسية مهزومة لتخوفهم مما يخفيه لهم المستقبل القاتم لمسارهم الدراسي ،يدقون ناقوس الخطر منبهين الوزارة المعنية بالتدخل من أجل انقاذ الوضع المزري الذي يتخبط فيه الطلبة ،متسائلين في رسالتهم الاحتجاجية حول علم المسؤول عن قطاع التعليم العالي وتكوين الأطر بما يجري ويدور بالحرم الجامعي ،أم هو خارج التغطية ؟ تساؤلات عريضة تحمل في طياتها عدة دلالات ومعاناة ومشاكل تحملها الطلبة مكرهين في غياب استراتيجية واضحة المعالم ، وإرادة حقيقية لدى المسؤول الأول عن القطاع الذي يبدو أن مطالب وتطلعات وأحلام الطالبات و الطلبة الذين يسعون الى تحصيل علمي جدي وسط بيئة مؤسساتية سليمة ،غير واردة ضمن اهتماماته الوزارية ،ليبقى مصير هذه الشريحة من المجتمع المغربي معلقا في كف عفريت الى إشعار غير مسمى .... !