تابع المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب والمكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل باعتزاز بالغ حجم انخراط الشغيلة المغربية في الإضراب العام الإنذاري ليوم 29 أكتوبر 2014 . إن حجم المشاركة الواسعة والواعية لعموم الأجراء في هذه المحطة التاريخية يشكل بحق ردا حضاريا على السياسات الحكومية اللاشعبية الرامية في شكلها وعمقها إلى تعميق الفوارق الاجتماعية وإهانة كرامة الشعب المغربي، وهو رد شكل في تصريفه رسالة واضحة لكل المشككين في العمل النقابي الموحد والجاد مثلما شكل قطعا تاما مع كل أطروحات التشويش والترهيب الحكومي للأجراء. إضافة الى التشكيك في دور وفعالية العمل النقابي. إن قيادة المركزيتين وهما تقفان على نسبة النجاح الباهر الذي قارب 84% كمعدل وطني عام وتجاور 90% في القطاعات العمومية والشبه العمومية و 80% في القطاع الخاص، يتوجهان بالتحية والتقدير لعموم الأجراء ممن رسموا هذه الملحمة النضالية وللشعب المغربي لتفهمه وتضامنه مع مطالب الشغيلة المغربية التي ستطبع لا محالة حاضر ومستقبل المغرب بسمة الكفاح المستمر الناهل من قيم التضحية التي كرستها الحركة النقابية المغربية منذ الاستقلال، كما تهنئ عموم القطاعات والمسؤولين النقابيين في المركزيتين على هذه النتائج الهامة مثلما تهنئهم على يقظتهم وتجندهم للحيلولة دون ما من شأنه أن يعكر صفو وسلمية هذه المحطة التاريخية. ولا يفوت المركزيتين أن تجددا مطالبتهما للحكومة المغربية بالإنصات إلى نبض وهموم الأجراء والإسراع بالعودة إلى طاولة الحوار الاجتماعي على قاعدة المذكرة المطلبية المشتركة المقدمة للسيد رئيس الحكومة مع ما يستلزمه ذلك من توفير أجواء إيجابية لإنجاح الحوار وفي مقدمتها إيقاف كافة أشكال التضييق على الحق والحرية النقابية ووقف كل الخطوات الانفرادية التي تسعى الحكومة لإقرارها على مستوى ملف التقاعد وأسعار المواد الأساسية، ووضع حد لخطاب التهديد والاستفزاز والتبخيس تجاه المركزيات النقابية والفعل النقابي الجاد. وإذ تجدد المركزيتان تهنئتهما لعموم الشغيلة المغربية والشعب المغربي على نجاح هذه المحطة التاريخية في مسار الحركة النقابية المغربية، فإنهما تدعوان كافة المناضلات والمناضلين إلى الاستمرار في التعبئة والتواصل مع الشغيلة والاستعداد لكل الاحتمالات التي قد تفرضها المرحلة.