قدم السيد أحمد الحليمي علمي المندوب السامي للتخطيط، بمقر المندوبية يوم أمس الثلاثاء، النتائج الأولية للبحث الوطني حول استعمال الزمن بالمغرب 2011-2012، هذا البحث الذي اعتبره السيد لحليمي مادة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للخبراء والباحثين ومجالا واسعا غير مسبوق حول العلاقات الاجتماعية والثقافية بالمغرب ومستوى تطورها، وخاصة على ضوء التقدم الحاصل في وضعية المرأة واستقلاليتها وتكوينها. وقال السيد لحليمي ، أن المغرب بعتبر من بين البلدان القليلة على الصعيد العربي والإفريقي، بل على مستوى أوسع، التي تغني ترسانتها من البحوث الإحصائية المرجعية بشكل منهجي، من أجل معرفة أكبر للواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بجميع تشعباته وتعقيداته وتوفير مزيد من الوضوح بشكل يكفل نجاعة أكبر وبالتالي تنوير السياسات العمومية والرفع من نجاعتها. فقد شمل البحث مجموع التراب الوطني وامتد على مدار سنة كاملة، من فاتح أكتوبر إلى نهاية سبتمبر 2012، من أجل الأخذ بعين الاعتبار تأثير التقلبات الموسمية على نشاط الأسرة. فبعد البحث المنجز سنة 1997 والذي اقتصر آنذاك فقط على النساء، فإن البحث المنجز في سنة 2012، والذي هم عينة من 9200 أسرة، قد رصد بشكل ممنهج وعلى مدار السنة، الأنشطة اليومية لمختلف مكونات الساكنة، رجالا ونساء وأطفالا، مع إبراز طبيعة هذا النشاط والحيز الزمني المخصص له خلال 24 ساعة من طرف كل شريحة سكانية، علما أن هذا البحث قد اقتصر، على غرار البحث الوطني حول التشغيل، على الفئتين العمريتين من 7 إلى 14 سنة و 15 سنة فما فوق. ويتعلق الأمر ، حسب السيد لحليمي ، بأحد البحوث البنيوية الأكثر غنى بالنظر لتعدد الأبعاد الاقتصادية والمجتمعية التي يتطرق إليها ولتنوع المعلومات والموضوعات التي يتيحها للبحث في بلادنا، سواء الأكاديمي أو العملياتي. ويكتسي البحث أهمية خاصة بالنسبة للمحاسبة الوطنية، باعتباره إحدى المصادر الرئيسية لها لإعداد حساب تابع خاص بالأسر حيث سيمكن من إدماج مجموع الاستهلاك النهائي للأسر باعتماد أفضل مقاربة لتقييم إنتاجها غير التجاري. وحسب المندوب السامي ، فقد تم تصنيف الأنشطة، كما تقتضيه القاعدة العامة، في شكل مجموعات منسجمة حسب غاياتها بخصوص تلبية احتياجات السكان في مختلف المجالات الفيزيولوجية (النوم، الوجبات، ...) والمهنية (إنتاج السلع والخدمات الموجهة للسوق كما هي معتمدة في المحاسبة الوطنية) والمنزلية (السلع والخدمات التي توفرها الأسر لحسابها الخاص) والتربوية ( الدراسة والتكوين) وأخيرا الترفيهية والدينية. فالزمن الفيزيولوجي (النوم، الوجبات، العناية الشخصية)، المخصص للأنشطة المتعلقة بإعادة إنتاج القدرات الجسدية والذهنية للأفراد، يشغل 10 ساعات و36 دقيقة و44% من يوم المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فما فوق. وبقضائهم 8 ساعات و21 دقيقة في النوم، فهم ينامون أقل من الفرنسيين بحوالي 52 دقيقة وأكثر من التونسيين بما يقرب 20 دقيقة. وبتخصيصهم ساعة و28 دقيقة لوجبات الأكل فهم يستغرقون 45 دقيقة أقل مما يخصصه الفرنسيون و8 دقائق أكثر مقارنة بالتونسيين. يتناول 6% من المغاربة وجبة أو وجبتين في اليوم و28% ثلاث وجبات و47% أربع وجبات و19% خمس وجبات فأكثر. ويتبين من خلال التوزيع الزمني للوجبات أن 52% من المغاربة يتناولون وجبة الفطور بين 7 و9 صباحا و75% يتناولون وجبة الغذاء بين الساعة الثانية عشرة والنصف والثانية والنصف بعد الزوال، و67% يتناولون وجبة العشاء بين الثامنة والعاشرة مساء. هذا، ويتناول 13% من المغاربة وجباتهم خارج البيت (22% من الرجال و4% من النساء). الزمن المهني : يشغل الزمن المخصص لأنشطة إنتاج السلع والخدمات التجارية 3 ساعات و20 دقيقة يوميا لدى المغاربة البالغين 15 سنة فما فوق، أي ما يتجاوز ب 26 دقيقة نظيره الفرنسي ويقل بما يناهز 8 دقائق عن نظيره التونسي. ويصل هذا الزمن إلى 4 ساعات بالنسبة للفئة العمرية 25-59 سنة، و2 ساعات و22 دقيقة بالنسبة للفئة العمرية 15-24 سنة وساعتين بالنسبة للأطفال المتراوحة أعمارهم بين 7 و14 سنة. ويخصص الفرد النشيط المشتغل، المتوسط، 6 ساعات و39 دقيقة للزمن المهني (7 ساعات و20 دقيقة بالوسط الحضري و5 ساعات و56 دقيقة بالوسط القروي)، ويصل هذا المتوسط إلى 7 ساعات و27 دقيقة لدى الأجراء و6 ساعات و56 دقيقة لدى المشغلين و6 ساعات و35 دقيقة لدى المشتغلين "المستقلين" و4 ساعات و55 دقيقة لدى المساعدين العائليين. يشتغل 2% من الأطفال النشيطين المشتغلين المتراوحة أعمارهم بين 7 و14 سنة، في المتوسط، 4 ساعات و41 دقيقة وفي غالب الأحيان كمساعدين عائليين في الأشغال الفلاحية. وينتقل هذا الوقت من 3 ساعات و31 دقيقة إلى 5 ساعات و24 دقيقة، وذلك بحسب كونهم يتابعون جزئيا دراستهم أو لا. ومن جهتهم، يخصص التلاميذ والطلبة المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة حوالي 21 دقيقة في المتوسط للأنشطة المهنية (8 دقائق بالوسط الحضري و59 دقيقة بالوسط القروي). ويرتفع هذا المتوسط إلى 4 ساعات و25 دقيقة بالنسبة ل 8% من الطلبة الممارسين لنشاط مهني (3% بالوسط الحضري و23% بالوسط القروي). الزمن المخصص للتربية والتكوين : يبلغ في المتوسط على الصعيد الوطني 61 دقيقة ويصل إلى 3 ساعات و45 دقيقة لدى الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 7 و14 سنة وإلى ساعة واحدة و41 دقيقة بالنسبة للشباب بين 15 و24 سنة وإلى ثلاث دقائق للبالغين 25 سنة فأكثر. تهم هذه الأنشطة بالأساس التلاميذ والطلبة. وهكذا، يخصص لها 4 ساعات لدى الفئة العمرية 7-14 سنة إلى 4 ساعات و38 دقيقة لدى الفئة 15-24 سنة. ويلاحظ أن الفتيات بهاتين الفئتين العمريتين يخصصن وقتا أكثر للدراسة مقارنة مع الفتيان، حيث يبلغ الفارق بينهما 22 دقيقة بالنسبة للفئة 7-14 سنة و48 دقيقة بالنسبة للفئة 15-24 سنة. الزمن المنزلي، المخصص للأعمال المنزلية المحضة (الطبخ، الغسيل، النظافة، ترتيب البيت، ...إلخ) والأنشطة الملحقة بها والممارسة خارج البيت (التسوق، أداء الفواتير، أغراض إدارية، ...إلخ) يحتل، في المتوسط، 12% من يوم المغاربة ويصل إلى ساعتين و55 دقيقة في اليوم (ساعتين و42 دقيقة بالوسط الحضري و3 ساعات و15 دقيقة بالوسط القروي). ويساهم الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 7 و14 سنة في هذه الأنشطة ب 49 دقيقة يوميا (43 دقيقة بالوسط الحضري مقابل 56 دقيقة بالوسط القروي)، في حين يخصص لها الشباب الذين يقل عمرهم عن 24 سنة حوالي ساعتين و18 دقيقة مقابل 3 ساعات و20 دقيقة بالنسبة للفئة العمرية 25-59 سنة وساعتين و13 دقيقة بالنسبة للمسنين. الزمن الحر، المتوفر للمغاربة بعد القيام بجميع الأنشطة الإلزامية، يبلغ في المتوسط 6 ساعات و40 دقيقة أي ما يمثل 28% من يوم نموذجي. وينتقل من 6 ساعات و57 دقيقة لدى الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 7 و14 سنة إلى 8 ساعات و37 دقيقة لدى البالغين 60 سنة فما فوق. ويقضي المغاربة في المتوسط ساعتين و14 دقيقة أي 33,6% من زمنهم الحر في مشاهدة البرامج التلفزية، ويخصصون 59 دقيقة أي 14,8% للممارسات الدينية. وتتوزع بقية هذا الزمن، الذي لا تشغل فيه الرياضة والقراءة سوى دقيقتين لكل منهما، بين قضاء القيلولة والتردد على المقاهي ووقت الفراغ وزيارة العائلة والأصدقاء وأنشطة أخرى. يشغل اللجوء إلى الأنترنيت، في المتوسط، 9 دقائق يوميا (دقيقة واحدة بالوسط القروي و14 دقيقة بالوسط الحضري)، 83% منها موجهة لأغراض الترفيه. ويصل هذا المتوسط لدى 8% منهم إلى ساعة و53 دقيقة. يظل التردد على المقاهي نشاطا ذكوريا بامتياز حيث تبلغ النسبة المعنية بهذا النشاط 1% في صفوف النساء و25% في صفوف الرجال الذين يقضون، في المتوسط، ساعة و54 دقيقة يوميا بهذه الأماكن. ومن جانب أخر، يمتد نشاط مشاهدة التلفاز على مدار اليوم، لكنه يتركز، بالخصوص، في الفترة المسائية. ففي الساعة السابعة صباحا، يكون حوالي 15% من المغاربة البالغة أعمارهم 15 سنة فما فوق (3,5 مليون فرد) أمام جهاز التلفاز. وتصل هذه النسبة عند الساعة الواحدة بعد الزوال إلى حوالي 19% (4,5 مليون مواطن). وتبلغ هذه النسبة ذروتها على الساعة الثامنة والنصف مساء، حيث أزيد من نصف عدد المغاربة (50,5%) يشاهدون التلفاز. ولا تبدأ هذه النسبة في التراجع إلا انطلاقا من الساعة التاسعة والنصف مساء لتصل إلى حوالي 31% عند الساعة الحادية عشرة ليلا، ثم إلى 19% نصف ساعة بعد ذلك وإلى 13% عند منتصف الليل. ويخصص الرجل المغربي 5 ساعات و25 دقيقة للأنشطة المهنية متجاوزا بذلك نظيره الفرنسي بساعة و45 دقيقة والتونسي ب 33 دقيقة. أما المرأة المغربية فتخصص لهذه الأنشطة ساعة و21 دقيقة وهو حيز زمني يقل ب 42 دقيقة عما تخصصه لها المرأة الفرنسية وب 18 دقيقة عما تخصصه لها المرأة التونسية. ويحيل الفارق بين متوسط الحيز الزمني المخصص لهذه الأنشطة بين المرأة والرجل إلى ولوج المرأة المحدود لسوق الشغل وإلى هيمنة الحالة المهنية "مساعد عائلي" على الأنشطة التي تمارسها النشيطات المشتغلات. ويجب التذكير في هذا الصدد، أنه حسب البحث الوطني حول التشغيل لسنة 2012 بلغ معدل النشاط لدى النساء 26,3% وبلغت نسبة النساء المشتغلات كمساعدات عائليات 47%. وبالتركيز فقط على الرجال النشطين المشتغلين، فإنهم يخصصون في المتوسط 7 ساعات و25 دقيقة للنشاط المهني (7 ساعات و39 دقيقة في الوسط الحضري و7 ساعات و7 دقائق في الوسط القروي). ويصل هذا الحيز الزمني إلى أكثر من 8 ساعات عند فئة "العمال والصناع التقليديون والعمال اليدويون"، و5 ساعات و24 دقيقة لفئة "الأطر والمهن الحرة". أما بخصوص النساء النشيطات المشتغلات، فإنهن يقضين 4 ساعات و44 دقيقة في النشاط المهني (6 ساعات و11 دقيقة بالوسط الحضري و3 ساعات و45 دقيقة في الوسط القروي). وينتقل هذا الحيز الزمني من 7 ساعات بالنسبة للنساء المنتميات لفئة "العاملات والصانعات التقليديات والعاملات اليدويات" إلى 4 ساعات و47 دقيقة لدى النساء من فئة "الأطر والمهن الحرة". كما يلاحظ أن النشاط المهني يمتد لما بعد 60 سنة بالنسبة ل 29% من الرجال بالوسط الحضري و65 %منهم بالوسط القروي أي بمعدل 43% على الصعيد الوطني. ويسري هذا الأمر على 24% من النساء، 8% في الوسط الحضري و47% بالوسط القروي. وتتكون هذه الفئة من أرباب الأسر الذين يمارسون عملهم ك "مشغلين وعمال فلاحيين". تساهم 95% من النساء الأنشطة المنزلية وتخصص لها 5 ساعات يوميا (4 ساعات و38 دقيقة بالوسط الحضري و5 ساعات و33 دقيقة بالوسط القروي). وهو ما يفوق ما تخصصه المرأة الفرنسية بساعة و12 دقيقة وما يقل عما تخصصه المرأة التونسية ب 29 دقيقة. تشغل الأنشطة المنزلية المحضة (المطبخ، الغسيل، النظافة، الترتيب، ...) 4 ساعات و33 دقيقة داخل البيت في حين تشغل الأنشطة الملحقة بها خارج البيت (التسوق، أداء الفواتير، المصالح الإدارية، ...) 27 دقيقة وتهم، على الخصوص، ربات الأسر. من جهتهم، يخصص 45% من الرجال 43 دقيقة يوميا للعمل المنزلي أي ما يمثل 3 مرات أقل مما يخصصه الرجل الفرنسي و10 دقائق أقل مقارنة مع الرجل التونسي. ويتغير هذا الزمن من 39 دقيقة بالوسط الحضري إلى 50 دقيقة بالوسط القروي. 13% منهم يخصصون 11 دقيقة في المتوسط للأعمال المنزلية المحضة. ويتعلق الأمر على الخصوص بالرجال المطلقين (43%) والأرامل (23%). فيما يخصص ما تبقى من الزمن (32 دقيقة) للأنشطة المنزلية الملحقة والممارسة خارج البيت. يؤدي تراكم الزمن المخصص للأنشطة المهنية والأنشطة المنزلية إلى الرفع من مدة العمل النسوي اليومي إلى 6 ساعات و21 دقيقة، 79% منها مخصصة للعمل المنزلي. ويمثل هذا حوالي 40% من الزمن المتبقي من عمرها خارج الزمن المخصص لقضاء حاجياتها الفيزيولوجية. ومن مجموع الزمن المخصص من طرف الرجال لكل من الأنشطة المنزلية والأنشطة المهنية، تمثل هذه الأخيرة 88,2% وما يعادل تقريبا نفس الحصة من الزمن المتبقي المسجلة لدى النساء. وإجمالا، يخصص الرجل 4 مرات أكثر من الزمن للعمل المهني و7 مرات أقل للعمل المنزلي مقارنة بالمرأة. وهكذا، فإن تقسيم عبء العمل بين الرجل والمرأة يضع العلاقات الاقتصادية بينهما في النموذج التقليدي حيث يلعب الرجل دور معيل الأسرة وتلعب المرأة دور ربة بيت. يتسم النموذج التربوي والتكويني للأطفال المغاربة بتوجهه نحو إعادة إنتاج السلوك والعلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع التقليدي. فباستثناء الزمن المخصص للنوم، يقضي الأطفال (7-14 سنة) من أجل تربيتهم وتكييفهم مع الحياة الجماعية 60,6% من حياتهم بالوسط العائلي و22% منها بالأماكن العمومية. ولا يشغل الفضاء التربوي إلا 15,7% منها، مدعوما بمواكبة أبائهم بالنسبة ل 20% من الأطفال، تصل إلى ساعة و4 دقائق يوميا في المتوسط. وينتقل نموذج تقسيم العمل بين الرجل والمرأة عبر نظام التربية المتمايز بين الفتيان والفتيات. ويمكن إبراز ذلك من خلال المقارنة بين الزمن الذي تخصصه الفتيات للعمل المنزلي والذي يبلغ ساعة و16 دقيقة والزمن الذي يخصصه الفتيان لهذا الغرض والذي يبلغ 22 دقيقة. وهكذا، فإن الفتيات يخصصن 3,4 مرة ما يخصصه الفتيان من الوقت لهذا العمل. وعلى العكس من ذلك، فإن الزمن الذي يخصصه الفتيان للنشاط المهني والبالغ 38 دقيقة يمثل 1,5 مرة ما تخصصه له الفتيات، أي 25 دقيقة. إضافة إلى ذلك، يتم إدراك نمط نقل القيم والسلوك عبر العائلة والتربية المدرسية من خلال استعمال أطفالنا لأوقاتهم الحرة، والتي تشكل برامج التلفزة 43,6% منها ب 3 ساعات يوميا في المتوسط. ويصل وقت الفراغ لديهم إلى 14 دقيقة، في حين لا تستغرق الأنشطة الرياضية إلا دقيقتين والقراءة دقيقة واحدة. كما أن ولوجهم للأنترنيت الذي يستغرق 12 دقيقة (21 دقيقة بالوسط الحضري ودقيقتين بالوسط القروي) يتجاوز المعدل الوطني. وبتخصيص 5% من الزمن المرصود بولوج الأنترنيت للأبحاث التربوية، يتسم استعمال هذه القناة المهمة في التكوين بهيمنة التواصل عبر الشبكات الاجتماعية. واعتبارا لهذه الوضعية ينبغي أن يكون النمط المعتمد في بلادنا لنقل القيم والسلوك والمعرفة لأطفالنا في قلب انشغالاتنا جميعا، آباء ومدرسين ومسؤولين سياسيين على تأثير سلوكنا داخل عائلاتنا وعلى جودة برامجنا المدرسية والتأطير قبل المدرسي وشبه المدرسي وعلى محتوى البرامج التلفزية وعلى التجهيزات الرياضية والاجتماعية بالدواوير والأحياء من أجل أفضل اندماج لشبابنا الحالي الذين سيصبحون، مستقبلا، فاعلين اقتصاديين واجتماعيين في الحياة الوطنية وفي مأمن عن حالات التعصب التي تقف وراء جميع أشكال العنف. يتطلب إنجاز الأنشطة تنقل 67% من المغاربة مشيا لمدة 41 دقيقة يوميا و16% منهم بوسائل خاصة لمدة 12 دقيقة و14% منهم بوسائل نقل مشتركة لمدة 10 دقائق و3% باستخدام العربات والدواب لمدة دقيقتين. لقطع المسافة بين البيت ومقر العمل، 61% من النشيطين المشتغلين يتنقلون لمدة 25 دقيقة و21% يستعملون وسائل نقل خاصة (11 دقيقة) و14% يستعملون وسائل نقل مشتركة (8 دقائق) و4% يستخدمون العربات والدواب (دقيقتين). وتتمركز هذه التنقلات ما بين الساعة السابعة والساعة الثامنة والنصف صباحا، حيث يتنقل حوالي 7 مليون نشيط مشتغل بين البيت ومقر العمل. خلال هذا الحيز الزمني، حوالي 58% من مجموع التنقلات تتم مشيا، و24% بوسائل نقل خاصة و18% بوسائل نقل مشتركة. بعد الزوال، تكون التنقلات لأغراض مهنية أقل تزامنا وتتسم بتدفقين مهمين، يسجل الأول على الساعة الثانية بعد الزوال، والثاني على الساعة السادسة مساء حيث يهم كل منهما 1,5 مليون شخص. ويشكل المشي نمط التنقل السائد لدى كل من الشباب النشيطين المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة والعازبين. في حين، أن وسائل النقل الخاصة هي أكثر استعمالا بالوسط الحضري من طرف الأطر والمهن الحرة والنشيطين ذوي مستوى تعليمي عال. أما وسائل النقل العمومية فهي أكثر استعمالا من طرف المستخدمين والأطر المتوسطة والعمال غير الفلاحيين والمأجورين. ففي الوسط الحضري بالدار البيضاء على سبيل المثال، تسجل الحركية الكبرى للنشيطين المشتغلين بين البيت ومقر العمل، على الساعة الثامنة صباحا حيث تهم 400 ألف نشيط مشتغل. وفي حدود الساعة الثانية بعد الزوال تسجل الحركية لأغراض مهنية ذروتها، حيث تهم 190 ألف شخص. وعند الساعة السابعة مساء تسجل ذروة أخرى تهم 172 ألف شخص. وبعض النظر عن وسيلة النقل المستعملة، يقضي التلاميذ المغاربة المتراوحة أعمارهم بين 7 و14 سنة، في المتوسط، 50 دقيقة يوميا لقطع المسافة الفاصلة بين البيت والمدرسة، على أن هذا الحيز الزمني لا يعرف أي تغيير حسب وسطي الإقامة. وهكذا، يتنقل 84% من التلاميذ مشيا لقطع المسافة الفاصلة بين البيت والمدرسة مخصصين لذلك 45 دقيقة و6% بوسائل نقل خاصة مستغرقين 41 دقيقة و9% بوسائل نقل عمومي مستغرقين 52 دقيقة. وعرف استعمال الزمن لدى المرأة المغربية خلال الفترة الممتدة بين 1997 و2012، تطورات مهمة. ارتفع الزمن المهني للنساء النشيطات المشتغلات بالوسط الحضري بحوالي ساعتين و44 دقيقة، فيما تراجع وقتهن المنزلي بحوالي ساعة ودقيقة واحدة. أما بالوسط القروي، فقد ارتفع الزمن المهني للنساء النشيطات المشتغلات بما يناهز 28 دقيقة، في حين تراجع الزمن المنزلي بما يقرب 19 دقيقة. وقد ، انتقل الزمن المهني من 3 ساعات و38 دقيقة إلى 5 ساعات و39 دقيقة، فيما انتقل بالنسبة للمرأة "المساعدة العائلية" من 3 ساعات و12 دقيقة إلى 3 ساعات و43 دقيقة. ارتفع الزمن المخصص للدراسة والتكوين بالنسبة للنساء الشابات المتراوحة أعمارهن بين 15 و24 سنة بحوالي 32 دقيقة على حساب الزمن المخصص للأنشطة المنزلية الذي تراجع ب 25 دقيقة أقل للأنشطة المنزلية. ارتفع الزمن المهني للمرأة الحضرية بحوالي 33%، في الوقت الذي تراجع فيه بنفس الحصة عند المرأة القروية. كما انتقل الزمن الحر المتوفر للمرأة القروية من 3 ساعات و22 دقيقة إلى 4 ساعات و22 دقيقة، في حين لم يعرف تغيرا ذو دلالة بالنسبة للمرأة الحضرية. وارتفع الزمن المخصص من طرف النساء للممارسات الدينية من 72 دقيقة إلى 48 دقيقة وانتقلت نسبة الممارسات من 47% إلى 68%. يعتمد تعريف العمل المنزلي على ثلاث معايير : أن يكون منتجا وغير مؤدى عنه ويمكن تفويضه لشخص آخر. ولا يوجد، في الوقت الراهن، أي معيار دولي يمكنه أن يعطي تأويلا وحيدا لهذه المعايير. إلا أن هناك ثلاث مجالات للعمل المنزلي يمكن اعتمادها بشكل عام، وذلك حسب تأويل تقليصي للمعايير المحددة له. المجال المحدود أو المصغر ويضم الأنشطة التي تشكل صلب العمل المنزلي (طبخ، نظافة، رعاية صحية للأطفال، غسيل، تدبير شؤون البيت)؛ المجال المتوسط الذي يحتوي على المجال الأول ويضيف إليه أنشطة شبه ترفيهية (بستنة، إصلاحات وأعمال صيانة، لعب مع الأطفال)؛ المجال الموسع الذي يضم أنشطة المجالين السابقين ويضيف إليها المسافات المقطوعة أثناء التنقلات). وتختلف الأنشطة التي تؤخذ بعين الاعتبار حسب التعاريف المعتمدة. وفي هذا الإطار، سنعتمد التعريف الذي يقتصر على الأنشطة التي تشكل المجال المصغر. وحسب هذه المقاربة، فإن الزمن المخصص في 2012 من طرف الفرد المغربي البالغ من العمر 15 سنة فما فوق يصل، في المتوسط، إلى ساعتين و40 دقيقة في اليوم، أي حوالي 41 يوما في السنة. وتخصص المرأة لهذه الأنشطة 4 ساعات و46 دقيقة يوميا مقابل 27 دقيقة بالنسبة للرجال، أي حوالي 73 يوم في السنة بالنسبة للنساء، مقابل ما يقرب من 7 أيام بالنسبة للرجال. ففي 2012، خصص ما يناهز 23,347 مليار ساعة للعمل المنزلي بالمغرب، تعود كلها تقريبا إلى النساء (92%). ونسبة إلى 25,688 مليار ساعة المخصصة للعمل المهني خلال نفس الفترة، يشكل العمل المنزلي 91% من العمل المهني. وتصل الحصة من الحجم الإجمالي للعمل المهني التي تعود للنساء حولي 21%. ولتقييم قيمة العمل المنزلي، يجب إسناد ثمن الساعات المخصصة له. ولا يمكن أن يكون هذا الثمن إلا افتراضي، لاسيما وأن ساعات العمل لا ترتكز على عملية تجارية. ويقتضي الحل الأول ربطها بالحد الأدنى للأجر الذي يمكن أن يتقاضاه الشخص الذي يقوم بهذه الأنشطة وبالتالي تثمينها باعتماد الحد الأدنى للأجور (12,24 درهم للساعة في 2012). وهكذا، فباعتماد المجال المصغر أو الضيق، تصل قيمة العمل المنزلي إلى 285 مليار درهم في 2012، أي 34,5% من الناتج الداخلي الإجمالي للمغرب برسم سنة 2012. وتعتمد الطريقة الثانية لتقدير قيمة العمل المنزلي بمتوسط الأجور في الساعة مستخلص من المحاسبة الوطنية لكافة الأنشطة الاقتصادية والذي يقدر ب 22 درهم للساعة. وفي هذه الحالة تقدر قيمة العمل المنزلي ب 513 مليار درهم، أي 62% من الناتج الداخلي الإجمالي. ومن جانب آخر، وباعتماد مدة العمل حسب الجنس التي يوفرها البحث الوطني حول التشغيل وحسب فروع الأنشطة الاقتصادية تساهم النساء في حدود 21% من الثروة الوطنية. وعلى هذا الأساس، تصل مساهمة النساء في الناتج الداخلي الموسع ليشمل الخدمات المنزلية غير التجارية، إلى 39,7% حسب السيناريو الأول وإلى 49,3% حسب السيناريو الثاني.