قريبا جدا ستنطفئ الشعلة التي ظلت وقادة طيلة عقود من الزمان والتي تخبرك بالوصول إلى مدينة سيدي قاسم، فلقد أكدت مصادر وثيقة الاطلاع أن إغلاق مصفاة سيدي قاسم الخاصة بمعالجة البترول لم تعد إلا مسألة وقت وتحتمل هذه المصادر أن يعلن رسميا عن هذا الإغلاق قبل نهاية الشهر الجاري، وبذلك سيتم توقيف نشاط تكرير النفط في إطار خطة جديدة وضعتها شركة لاسمير التي أضحت الفاعل الرئيسي في الصناعات النفطية داخل المغرب. ولم تتوفر لحد الآن إجابات واضحة وصريحة حول مصير العاملين بمحطة تكرير النفط في سيدي قاسم بعد إغلاق المحطة، وتعبر بعض النقابات عن تخوفها من أن يحدث في سيدي قاسم مثل ما حدث بمدينة جرادة بعد إغلاق مفاحم جرادة. وإذا كانت بعض الجهات قد أسرت بأن محطة تكرير النفط بسيدي قاسم ستتحول بعد الإغلاق إلى خزان رئيسي للمواد النفطية، فإن علامات استفهام كبيرة وكثيرة تطرح حول ما تحضره شركة لاسمير المملوكة لأوساط سعودية بعد عملية خوصصة مثيرة للاهتمام وتكفي الإشارة في هذا السياق إلى أن وزير الخوصصة الذي أشرف على عملية خوصصة هذه المنشأة الاقتصادية المغربية العملاقة اشتغل بعد قضاء مرحلة استوزاره موظفا ساميا جدا في هذه الشركة، وعلاقة المستجدات التي سيعرفها النسيج النفطي المغربي والصناعة البترولية الوطنية مع الحرص دوما على توفير الحاجيات الكمية والنوعية للسوق المغربي من هذه المادة الحيوية. عملية إغلاق مصفاة سيدي قاسم تواجه اعتراضات نقابية وعمالية قوية جدا، وقد يكون مرد ذلك بكل تأكيد لانعدام وضوح صورة ما ستأتي به الأيام.