توقع المرجع الديني الشيعي العراقي محمود الحسني الصرخي، أن يكون انهيار النظام الإيراني أسرع من انهيار سوريا، وذلك في وقت تزايدت فيه التكهنات باندلاع اضطرابات في إيران على خلفية اشتداد الصراع بين مراكز القوى حول مسألة خلافة المرشد الأعلى. ولم يتردد الصرخي في كلمة وجهها أول أمس الأربعاء، إلى أنصاره عبر شبكة الإنترنت، في وصف رهان السياسيين العراقيين على طهران، بأنه رهان خاسر، مُحذرا في نفس الوقت سنة العراق من الالتحاق بالصحوات. كما أعرب عن رفضه القاطع لدخول قوات إيرانية للتراب العراقي بحجة حماية العتبات المقدسة الشيعية، وذلك في رد مباشر على تصريحات نائب وزير الدفاع الإيراني رضا طلايي التي أشار فيها إلى استعداد بلاده للتدخل في العراق لمواجهة خطر "داعش". وكان نائب وزير الدفاع الإيراني رضا طلايي، أكد في وقت سابق، أن هناك تنسيقا أمنيا بين بلاده والعراق لمواجهة خطر "داعش" يقضي بالتدخل في حال تعرضه للحدود وتجاوزه "الخطوط الحمر" لدى إيران. من جهة أخرى، توقع المرجع الديني الشيعي العراقي محمود الحسني الصرخي في كلمته، فشل التحالف الدولي الذي تقوده أميركا ضد داعش، لافتا إلى أن فتوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني التي دعا فيها إلى الجهاد الكفائي ضد داعش بأنها "فتوى ولدت الموت وكانت للتحشيد الطائفي وتساهم في تقسيم العراق". رهان الخاسر وهاجم ذات المتحدث بشدة، رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي، وحذر في كلمته من محاولة إعادته إلى السلطة مرة أخرى، ولكنه أعرب في المقابل عن تشجيعه للحكومة الحالية برئاسة العبادي، وبعض السياسيين الذين يحاولون الابتعاد ولو جزئيا عن إيران. واعتبر الصرخي الذي شنت الحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي حملة أجبرته على الاختفاء، أن انهيار النظام في إيران سيكون أسرع من انهيار سوريا. ولم يُقدم المبررات التي استند إليها للوصول إلى هذا الاستنتاج، غير أن مراقبين ربطوا ذلك بتطورين اثنين، أولهما تزايد أعمال العنف في إيران، بينما يتعلق الثاني باشتداد الصراع بين مراكز القوى في إيران ارتباطا بملف خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي الذي تدهور وضعه الصحي بشكل لافت. ويؤشر المعطى الأول إلى إمكانية دخول إيران في دوامة من الاضطرابات، وذلك في أعقاب الإعلان عن اعتقال أكثر من 130 شخصا على علاقة بمجموعات سنية متطرفة. وأعلن عن عمليات الاعتقال هذه وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، الذي أكد أن وضع البلاد في حالة استنفار تحسبا لتسلل مقاتلين متشددين، وذلك بعد أن ضبطت أجهزة الاستخبارات "حزامين ناسفين كانا مجهزين للاستعمال في اثنتين من محافظات البلاد، وكميات كبيرة من المتفجرات". وتأتي هذه التطورات لتدعم التقارير التي أشارت في وقت سابق إلى أن إيران مُقدمة على اضطرابات خطيرة بالنظر إلى احتدام الصراع حول خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي.