بعد محنته في التنقل بين الأطباء والمصحات، وبعد تنكر وزارة الثقافة له وصد أبوابها في وجهه، ها هو جلالة الملك محمد السادس يتكلف برعايته السامية بعلاجه بالمستشفى العسكري داخل المصحة الملكية. لقد عانى سيدي محمد أديب السلاوي كثيرا من الأمراض وهو في منتصف عقده السابع بدون راتب شهري وبدون تغطية صحية يعيش في وضع اجتماعي جد متأزم مما أثر كل ذلك في نفسيته وزاد من شدة مرضه حد ا لا يمكن تصوره ، فلولا أسرته وأصدقاؤه لعاش هذا الرجل ضياعا وتشردا ، في الوقت الذي قدم فيه خدمات كثيرة لهذا الوطن. ومحمد أديب السلاوي هو شخصية ثقافية محترمة لها وزنها وديعها الذي يذوي كل الأرجاء في وطننا العربي، إذ استطاع خلال مسيرة حياته أن يصدر 43 كتابا تناول فيها بالدراسة والتحليل ثقافتنا المغربية بكل أصنافها وتلويناتها وابدالاتها وتنوعها ، حيث كتب عن الشعر المغربي وعن النثر وعن المسرح وعن التشكيل، كما كتب كتبا في السياسة وأخرى في القضايا الاجتماعية وأخرى في الإعلام، حتى أصبح مرجعا يحتذى به لدى الباحثين والنقاد والجامعيين ،وعلى الرغم من أنه مبدع وناقد استثنائي، ومرجع هام وأساسي لكل الفنون والآداب، فانه لم يحض باهتمام وزارة الثقافة ولا باهتمام الحكومة المغربية، وعاش فقيرا في الظل، في الوقت الذي كرمته الكثير من الدول وطبعت كتبه، اذ منذ بداية الستينيات من القرن الماضي أصدرت له وزارات الثقافة والإعلام لكل من سوريا والعراق ومصر ولبنان كتبا لا تعرف بثقافة هذه الدول بل بآداب ومسرح وتشكيل وفن المغرب والمغاربة، من هنا اعتبر ناقدنا المغربي محمد أديب السلاوي سفيرا مغربيا بدون حقيبة، لقد قدم هذا المبدع الكثير، ولم يأخذ إلا المعاناة والمرض والتهميش في الوقت الذي تكرم فيه وزارة الثقافة أشباه المثقفين وتكرم أصدقاءها أو ممن داخل فلكها.. إن محمد أديب السلاوي له حضور متميز في المشهد الثقافي المغربي فهو عضو المكتب المركزي لنقابة الأدباء والباحثين المغاربة، وعضو المكتب التنفيذي لنقابة المسرحيين المغاربة، وعضو اتحاد كتاب المغرب، وهو أيضا مهندس ثقافي ذو مرجعية لتاريخ مغربنا الثقافي، وهو أيضا خبير إعلامي مهم، لكنه مع الأسف محاصر بكثير من الحواجز بفعل مواقفه الثابتة وبسبب تحرره من كل انتماء حزبي ضيق. لقد عاش محمد أديب السلاوي خلال الشهور الأخيرة، محنة مرضية جد صعبة أثرت كثيرا عليه وعلة أسرته وأصدقائه دون تدخل أية جهة ، لكنه في الأخير حضي برعاية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، حيث أعطى تعليماته السامية للتكفل بالتطبيب والعلاج، وهو فعل نبيل وكريم من ملك كريم لا ينسى أبناءه الأوفياء ، فهنيئا لصديقنا محمد أديب السلاوي وشكرا لجلالة الملك حفظه الله على هذه الالتفاتة الكريمة .