" ضربونا ...تكرفصو علينا ...أهانوننا ..سلبونا كل ما نملك ..و لاحونا في الخلاء " لازمة ظلت تتكرر في شهادة ألشاب اليافع أبراهيم الهرش و هو يسترجع بمرارة و حسرة و ألم شريط أحداث ساعات من الرعب عاش تفاصيلها رفقة 15 من رفاقه في ضيافة حرس الحدود الجزائريين بالشريط الحدودي القريب من مركز العبور زوج أبغال بضواحي مدينة وجدة . إبراهيم الذي أكمل بالكاد عقده الثاني واحد من 23 شابا مغربيا لا يتجاوز عمر أكبرهم الثلاثين يمتلكون مهارات جرفية ضاقت بهم سبل العيش الكريم فتوجهوا خلسة فرادى و جماعات الى الجزائر لعرض خدماتهم و مهاراتهم المطلوبة في مجال البناء و الزخرفة و الصباغة و غيرهم . يستمر إبراهيم المنحدر من ضواحي فاس في سرد حكاية المجموعة المؤثرة و أنامله تتحسس بين الفينة و الأخرى كدمات طرية على جبينه و أنفه يقول أن الحذاء العسكري لجندي جزائري تسبب فيها " نحن مجموعة من الحرفيين نعرض خدماتنا على زبناء جزائريين , نعم دخلنا الى التراب الجزائري بطريقة سرية و حينها كانت عناصر الجيش الجزائري المرابطة بالشريط الحدودي ترحب بنا و تدلنا على الطريق وسط أدغال الخط الحدودي ... قضيت سبعة أشهر بالجزائر و قدمت خدماتي للعديد من الجزائريين المتلهفين على اليد المغربية المبدعة ...أنا أعمل في مجال الجبص و الزغرفة و البناء و قد إستفاذ من خدماتي مواطنون جزائريون من بينهم ضباط سامون في الأمن .... نشتغل بجرية ودون مشاكل طيلة السنة رغم عدم توفرنا على أوراق إقامة قانونية و الجزائريون معجبون بما نقدمه من أعمال " "بعد سنة من العمل يضيف إبراهيم قفلت راجعا برا الى بلادي المغرب و بمغنية إلتقينا مجموعة مكونة من 23 شابا مغربيا تستعد بدورها للعودة لقضاء العيد بين أحضان أسرنا ...بمغنية ( 24 كلم شرق وجدة ) إتفقنا جماعة مع حراق ( أشخاص يمتهنون نشاط تهريب البشر عبر الشريط الحدودي ) على أن ينقلنا الى الشريط الحدودي في مقابل 2000 دينار جزائري (200حوالي درهم مغربي )لكل واحد سددناها له في الحين ,,,تم حشرنا في ناقلة صغيرة و قريبا من موقع يسمى تيليبان تركنا الوسيط لحالنا و إختفى تابعنا طريقنا سيرا ...قبل أن نفاجأ بدورية للجيش الجزائري من 12 عنصرا تعترض طريقنا و تشهر السلاح في وجهنا ....ضربونا و عنفونا و كالوا لنا كل أنواع السب و الشتم قبل أن يعمدوا الى تفتيشنا و تجريدنا من كل ما نملك ....سبعة منا تمكنوا من الهرب قبل أن يحاصرنا الجنود و مصيرهم ما زال مجهولا لحد الساعة يضيف عبد الكريم و هو يتذكر ساعات رعب حقيقي لن ينساها طيلة حياته . ابراهيم الحرش الذي كان يزاول نشاطه الحرفي بمدينة الشلف الواقعة غرب العاصمة الجزائر يؤكد أن عناصر الحدود الجزائريين سلبوه مبلغ 19 ألف دينار جزائري و إستولوا على هواتفنا النقالة بما فيها المتطورة ... يقدر مجموع ما حصله عناصر الدورية العسكرية الجزائرية في " غزوتهم " بالليلة المشؤومة بحوالي 100 مليون سنتيم جزائرية ( 10 ملايين سنتيم مغربية ) هي حصيلة سنة من الكد و العمل و عرق جبين 16 من المغاربة المدنيين العزل الذين أضطرهم شظف العيش الى المغامرة بدخول التراب الجزائري لعرض مهاراتهم الحرفية المطلوبة و المفقودة لدى الجيران . في مثل هذه الحالات كان يتعين على عناصر الدورية العسكرية الجزائرية أن تنقل الشبان المغاربة الى أقرب مركز حدودي و تسلمهم لرجال الدرك الذي يحرر إفاداتهم و يقرر على ضوءها إحالتهم على العدالة الجزائرية التي تبث في وضعهم وفق ما تنص عليه القانون . العناصر العسكرية إختارت الحل العاجل و المتداول في مثل هذه النوازل و هو إهانة أفراد المجموعة و التنكيل بها ثم سلبها ما تملك ....حل عملي ...يخصصه حاملوا الزي العسكري الجزائري فقط لمن تجري في عروقهم دماء مغربية . الأمر يتعلق بعشرات آلاف الشباب المغربي المتقنين لمختلف الحرف و المهن ممن سدت أمامهم أبواب العمل الكريم ببلادهم و إختاروا طواعية الانتقال الى القطر الجار للعمل ..يعلق عضو مسؤول بجمعية حقوقية محلية 'أغلبهم يشتغل في النوار كأجير يومي و بدون أي تغطية إجتماعية أو صحية و مع إقتراب الأعياد و المناسبات الدينية يعودون أدراجهم الى المغرب عبر نفس المسار الذي قطعوه من قبل لدخول التراب الجزائري خلسة حيث يتكفل وسطاء على جانبي الشريط الحدودي بنقلهم عبر الأدغال الحدودية في مقابل عمولة تختلف قيمتها بتطورات الوضع الأمني على الشريط الحدودي . في نفس الوقت الذي كان المرحلون ال 16 يقدمون شهاداتهم المعبرة حول تجربة ساعات الرعب التي قضوها في وقت متأخر من ليلة أول أمس الاربعاء في ضيافة دوريات حرس الحدود الجزائريين و يستعدون لقضاء ليلتهم الأولى بتراب بلادهم نزلاء بمركز جمعوي قريب من الشريط الحدودي كان والي الجهة الشرقية يترأس إجتماعا أمنيا طارئا بمقر مقاطعة أهل أنجاد القريبة من المركز الحدودي للتداول في النازلة ....