شهدت المنطقة الحدودية المغربية الجزائرية جوج بغال، منتصف ليلة الأربعاء 24 شتنبر الجاري، اعتداء جديدا من طرف الحرس الحدودي الجزائري على مغاربة كانوا عائدين من الجزائر إلى المغرب لقضاء فترة عيد الأضحى مع عائلاتهم، أين كانوا يشتغلون خاصة في مختلف أشغال البناء( جبص، زليج، صباغة...). هم 23 شابا مغربيا، وصل منهم 16 فردا إلى التراب المغربي، بينما ما تزال وجهة السبعة الباقين مجهولة حسب إفادة رفاقهم. بمقر جماعة أهل أنجاد القروية الحدودية، قدم المغاربة موضوع الترحيل التعسفي شهادات وتوضيحات، أجمعوا خلالها على أنهم كانوا يشتغلون بمدن جزائرية مختلفة، ومنهم من غاب عن عائلته لمدة سنة، وحين عودتهم أوقفهم عناصر جزائريون بزي عسكري، عاملوهم بقساوة؛ وحاولوا إرغامهم على الإساءة إلى المقدسات المغربية، وسلبوهم أموالهم التي حصلوا عليها بعد مشاق كبرى؛ مع تسجيل أن بعض مشغليهم من المواطنين الجزائريين لم يعطوهم أجورهم بعد الانتهاء من العمل عندهم" من يشتغل عنده الواحد ولا يؤدي أجره، فهذا ليس إنسانا" يقول أحد المتضررين الذي تظهر علامات الضرب على مستوى خده الأيسر، وعلى جانب من أنفه ويضيف " سلبونا حوالي 10 ملايين سنتيم مغربي، زيادة على الهواتف النقالة، وأشبعونا سبا وتحقيرا، وألصقوا بنا تهمة المتاجرة في المخدرات، رغم أننا بسطاء جئنا للعمل الشريف...". الشبان المغاربة المضطهدون صرحوا أيضا أن العسكر الجزائري على الحدود استفزهم وأهانهم بوصف المغاربة بالجائعين والراكعين. وعن طبيعة علاقتهم بالمواطنين الجزائريين حين كانوا يشتغلون، قال أحدهم" نشتغل أمامهم طيلة السنة ولا أحد يعتدي علينا، ونتبادل معهم التحية يوميا، ولا أحد يؤذينا، والسلطات الجزائرية المحلية هي الأخرى ترانا يوميا، ولا تكلمنا...". الشبان المغاربة المرحّلون بهذه الأساليب اللاإنسانية، والمنحدرون من مدن مغربية مختلفة: وجدة، تازة، الناضور، فاس... أكدوا أنهم لم يتعرفوا على بعضهم البعض إلا حين التقوا بمدينة مغنية من أجل أن يتكلف" الحراكة" الجزائريون بتنقيلهم إلى التراب المغربي، على متن ثلاث سيارات نوع 505، وسيارة من نوع فوركون، مقابل أداء مبلغ 8000 دينار جزائري، غير أن هؤلاء" الحراكة" لما بوغتوا من طرف العسكر الجزائري، ولم يعطوهم الضوء الأخضر كالعادة، هربوا، وتركوا الشبان المغاربة فريسة في أيدي الحرس الحدودي البالغ عددهم 13 عنصرا مسلحا، من بينهم اثنان بزي مدني، ومنهم من فسر الأمر بالمؤامرة المدبرة، بمعنى أن" الحراكة" متواطئون مع العسكر، سلموهم المغاربة بهاته الطريقة المفتعلة ليستولوا على ما تبقى عندهم من أموال ومتاع. صبيحة بصراوي، رئيسة جمعية الوفاء للتنمية الاجتماعية للجهة الشرقية، صرحت أن الجمعية بحكم تواجدها على الشريط الحدودي، ومباشرة بعد أن توصلت بخبر التعسف على هؤلاء الشبان المغاربة، اتصلت بهم للمؤازرة الاجتماعية، وستوفر لهم مبيت الليلة في انتظار نتائج الإجراءات القانونية التي ستباشرها معهم الجهات المغربية المعنية. الحدود المغربية الجزائرية: محمد عثماني