انتشر على نطاق واسع على شبكة التواصل الاجتماعي فيديو أثار انتباه المواطنين، وحظي بإقبال منقطع النظير، ويبين الفيديو مئات من المغاربة المتعاطين للتهريب في باب سبتة وهم واقفون في طوابير طويلة، ويظهر الفيديو قوات من الشرطة الإسبانية وهي تهوي بالعصي على كثير من هؤلاء دون أية شفقة أو رحمة، وتوجه لهم ضربات بالعصي الصلبة السوداء التي تكون عادة لديها إلى مختلف أجزاء الجسم، والمثير أن قوات الأمن الإسباني يوضح الفيديو أن أفرادها يستعملون العنف المفرط ضد النساء والرجال على حد سواء دون أن يظهر لذلك أي سبب أو مبرر، إذ يظهر الفيديو المواطنين المغاربة ملتزمين ومنضبطين في طابور طويل، وأن رجال الأمن ينهالون عليهم بالعصي، ورغم ذلك يستحملون ولا يردون بأية ردة فعل. الفيديو الفضيحة يضع السلطات الأمنية في إسبانيا في موقف جد حرج، ولنا أن نتخيل - مجرد تخيل وتهيؤ - أن رجالا من سلك الشرطة في المغرب ضربوا بعصا واحدة مواطنا إسبانيا واحدا، نقول واحدا وليس مئات العشرات. المقبلون على هذا الفيديو ذيلوه بكثير من التعليقات، فبعضهم تساءل «من يحمي هذا الشعب»، وآخرون قالوا إن الأمر يتعلق بمعبر الذل وغير ذلك كثير. طبعا، هذا الفيديو يضع السلطات العمومية المغربية محل مساءلة لأنها التزمت الصمت لحد الآن، ولم تبادر الحكومة التي ملأت الدنيا بعياطها في قضايا تافهة بفتح فمها فيما تعرض له مواطنون مغاربة من ذل وإهانة وضرب وعنف، وكأنها ليست معنية بما تعرض له عشرات المئات من المواطنين. يجب أن تقوم الحكومة بما يستوجبه الحفاظ على مواطنتهم الكاملة.