عرف الدخول المدرسي الحالي احتقانا و تدمرا في نفسية الأطر التربوية و يتصدر الغضب العاملون في السلك الابتدائي الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا التعليم من كل الزوايا. وزارة التربية الوطنية وضعت مسؤوليها بجهة تادلة أزيلال في مواقف حرجة لتدبير الأزمة بعدما لم يتم تعيين الأطر التربوية الكافية موازاة مع عدد المؤسسات التعليمية الجديدة بالسلك الثانوي ألتأهيلي و الثانوي الإعدادي حيث افتتح بأزيلال لوحدها أربع ثانويات و ست إعداديات دون الحديث عن النواة . الوضع دفع بالمسؤولين إلى التفكير في ضم الأقسام و خلق المشترك مما ولد الاكتضاض و الفائض الذي رفضه بعض الأطر التربوية بالابتدائي خصوصا و أن عائلات تم تشريدها بتعيين الزوجة بعيدا عن زوجها و العكس صحيح في الوقت الذي تم تغييب دور الفرقاء الاجتماعيين . الوضعية الجديدة بالمؤسسات دفعت بعض الآباء إلى منع فلذات أكبادهم بالعودة إلى الدراسة كما هو الحال بمجموعة مدارس أيت اشعيب التابعة لنيابة أزيلال بعدما رفضوا العودة إلى الأقسام المشتركة فتدخلت السلطة المحلية و النيابة الإقليمية لرأب الصدع و عودة الاستقرار. و غير بعيد تم إحداث ثانوية تأهيلية بتنفردة جماعة بني عياط حيث استقبلت فقط تلامذة السنة الأولى في الوقت الذي كان يروج على أن المؤسسة ستشرع هذه السنة بالمستويات الثلاث و هو ما ولد الاحتقان لذى الآباء الذين سبق لهم أن احتجوا على المسؤولين قبل تحديد مكان البناية . و أغلب المؤسسات التعليمية بالابتدائي تعرف اكتضاضا فاق 46 تلميذ بالقسم الواحد مما ولد الفائض و الاستغناء عن خدمات المحالين على التقاعد و الذين مددت لهم حكومتنا الموقرة التقاعد بمرسوم دون أن تعرف الخريطة المدرسية لكل نيابة ويقال عنهم كما يقال على المرأة المتزوجة التي تعرف مشاكل عائلية مع الزوح فما هي بمتزوجة و ما هي بمطلقة . كل هذا جعل الأسرة التعليمية موازاة مع منعها متابعتها الدراسة الجامعية و فرض قانون الإضراب الذي لم يصادق عليه بعد و اختفاء نتائج الترقية بالاختيار و ضعف نتائج الحركات الانتقالية الوطنية و الجهوية و المحلية عبر تشتيت الأسر وعدم تكافؤ الفرص بين الأسلاك التربوية حيث يفرض على أساتذة الابتدائي بمزاولة مهامهم وفق جدولة زمنية وصلت إلى 30 ساعة في الأسبوع منه أستاذ الرياضيات و الفرنسية و التربية البدنية و الاجتماعيات و العلوم الطبيعية و ...في الوقت الذي لا تتجاوز ساعات العمل عند البعض بالسلكين الأخريين من 4 إلى 12 ساعة في الأسبوع و بالتالي فتح المجال للعمل بمؤسسات التعليم الخصوصي والمنازل و الجمعيات التنموية تعيش تدمرا و احتقانا غير مسبوق فأين نحن و خطاب جلالة الملك بإصلاح التعليم و جودته؟؟؟ .