في ليية من الليالي الباردة باقليم الخميسات، خرجت الضحية بشرى في عقدها الثاني من المنزل لتجلب حطبا من الغابة المجاورة، بعد أن استنفدوا الحطب في المنزل بسبب البرد القاسي الذي تعاني منه الساكنة، وبحكم أنها البنت البكر في الأسرة هي التي تقوم بالأعمال المنزلية داخل البيت في الصباح وتخرج لجلب الحطب في المساء، ليست هذه المرة الأولى التي تخرج فيها بشرى لجلب الحطب من الغابة ولكنه عملها اليومي، لكن لم يكلل العمل بنجاح هذه المرة. بعد جمع الحطب استعدت بشرى العودة الى المنزل، اقترب منها المتهم المسمى "عبد الرحيم.ر"البلغ من العمر28 سنة يمتهن البقالة، ابن الدوار وكل يشهد له بحسن سلوكه وسيرته، كان يتربص بالضحية بشرى بمقربة من الغابة بجانب البئر الذي كان يملئ منه القارورات ويضعها فوق دابته، بعد أن انتهى من عمله اقترب من بشرى بحجة أن يسألها عن أحوال والدها الذي كان طريح الفراش، لكن سرعان ماتحول الحديث عن الأب المريض الى الطلب من الضحية "بشرى" بممارسة الجنس معه، فرفضت الضحية لكن غرائزه الشيطانية لم ترأف لحالها واستدرجها بالقوة، ممسكا بعصا وأخذ يضربها بها حتى أصيبت بجرح بليغ على مستوى يدها اليمنى. وبسسب الضرب البارح أصيبت بكسر في يدها اليمنى لتسقط الضحية "بشرى" أرضا مغمى عليها، فانقض عليها كالحيوان المفترس وأخذ يمزق ثيابها، ويراقب المارة تحسبا من أن يراه أحد من ساكنة الدوار، وشرع في اغتصابها بطريقة وحشية، وبعد الانتهاء غادر المكان وترك الضحية "بشرى" طريحة الأرض، منهمكة لا تقوى على الحركة، وبعد لحظات استجمعت أنفاسها وقصدت منزلها كاتمة سرها خوفا من أسرتها، وحين عودتها لم تجد والدتها فانتظرت عودتها، ولم تخبر والدها الى حين عودة الوالدة، لتروي لها تفاصيل الحادثة، ليذهبا بعد ذلك الى الدرك الملكي للابلاغ عن المتهم. فألقي القبض على المتهم واتهم المسمى "عبد الرحيم.ر" بالمنسوب اليه بارتكابه لجنحة الضرب والجرح وجناية الاغتصاب طبقاً للفصلين 401-486 من القانون الجنائي، وبعد الاستماع للمتهم من طرف الضابطة القضائية اعترف بالمنسوب اليه، لكنه أنكر امام النيابة العامة وتراجع عن تصريحاته، ليحال المتهم بعد ذلك الى غرفة الجنايات الابتدائية فقضت عليه غرفة الجنايات الابتدائية بادانته من أجل ما نسب اليه والحكم عليه بسنة نافدة وتحميله الصائر والاجبار في الأدنى. ليحال المتهم بعد ذلك الى محكمة الاستئناف حيث تبين للمحكمة أن قرار المحكمة الابتدائية قد صادفت الصواب فيما قضت به، الشيئ الذي ارتأت معه هذه الغرفة تأييدها في ذلك مع تبني تعليلاتها ومنطوقها من حيث الادانة لقيام عنصري المواقعة الجنسية وانعدام الرضا مما جعل العناصر التكوينية لجناية الاغتصاب قائمة. وبعد أن تداولت المحكمة القرار ارتأت أن تمنح المتهم "عبد الرحيم.ر" ظروف التخفيف فقررت منح المتهم ايها نظرا للظروف الاجتماعية، وايدت المحكمة القرار المستانف فيما قضى به مع تحميل المتهم الصائر مجبراً في الأدنى واشعر بأن له أجل عشرة ايام للطعن بالنقض.